ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا في دولة الاحتلال الاسرائيلي إلى 6857 مصابا مع تسجيل 36 حالة وفاة، فيما بدأ صباح اليوم الجمعة سريان قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بفرض طوق على مدينة بني براك التي يعيش فيها نحو 200 ألف من اليهود الأرثوذكسيين الحريديم، بعد أن ارتفع عدد المصابين فيها أمس إلى نحو ألف شخص.
ويتوقع أن تكون نسبة الإصابة بين سكان المدينة التي تعيش على وقع فتاوى وتوجيهات المرجعيات الدينية نحو 38%، وفق ما أفاد به أمس مدير عام صناديق المرضى "مكابي"، رون ساعر.
وبحسب القرار، لن يسمح بالدخول أو الخروج من المدينة إلإ وفق حالات خاصة وبعد الحصول على إذن من السلطات المختصة. وحدد قرار الحكومة أن من يسمح لهم بالدخول هم عناصر الشرطة والجيش، وطواقم الإسعاف والأطباء.
في غضون ذلك، تواجه المدينة التي تعتبر من أشد المدن والبلدات الإسرائيلية تعصبا للتمسك بتقاليد الدين اليهودي الصارمة، حالة من عدم اليقين لجهة ارتفاع عدد المصابين بالمرض، خاصة في ظل استمرار رفض السكان التوجه لإجراء فحوصات طبية من جهة، وتعقيدات تتصل بإمكانيات فرض العزل الصحي، خاصة بفعل نمط الحياة الاجتماعي وكثرة عدد أفراد الأسرة الواحدة، التي تتكون عادة من 7-8 أولاد إضافة إلى الوالدين، مما يزيد من احتمالات الإصابة ونقل العدوى، خاصة وأن الاكتظاظ السكاني في المدينة يزيد من مخاطر نقل المرض، إذ تعيش الأسر في شقق سكنية صغيرة في مبان سكنية يوجد فيها 10 شقق على الأقل لكل بناية.
وكان الحديث عن فرض طوق صحي وتقييد حركة الدخول من وإلى المدينة قد بدأ من الأسبوع الماضي، بعدما اتضحت نسبة تفشي المرض فيها مقارنة بباقي المدن الإسرائيلية، إذ فاق عدد الإصابات فيها مثلا، في مطلع الأسبوع عدد الإصابات في مدينة تل أبيب التي يعيش فيها خمسة أضعاف عدد سكان بني براك.
لكن حالة تفشي المرض لا تقتصر على بني براك، وهو ما فسر قرار الحكومة الليلة إدراج بند يجيز فرض حظر وإغلاق على بؤر انتشار المرض، مما يشير إلى احتمالات فرض حظر أيضا على أحياء يهودية حريدية في مدن أخرى، خاصة في مدينة القدس، حيث تبين أن بؤر الإصابة فيها هي بشكل كبير في أحياء الحريديم مثل، غئولا ورموت وهار نوف وروميما.
ولكن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، أعلن أمس أنه في حال أصر سكان بني براك المرضى على البقاء في بيوتهم مما يهدد بنقل العدوى لأبناء عائلاتهم وللآخرين، فإن الشرطة قد تضطر إلى إخراجهم من بيوتهم بالقوة ونقلهم إلى عيادات ومنشآت خاصة تقام لهذا الغرض.
في غضون ذلك، قال وزراء رفضوا الكشف عن هوياتهم للإذاعة الإسرائيلية، إن سبل اتخاذ القرارات في الحكومة غير سوية، إذ يتم إطلاعهم على صيغة القرارات قبل وقت قصير من اتخاذها والتصويت عليها.
إلى ذلك، تواصلت أمس الدعوات لإقالة وزير الصحة، يعكوف ليتسمان، الموجود حاليا في الحجر الصحي بعد إصابته وزوجته في فيروس كورونا، وذلك على خلفية سياسته في إدارة الأزمة، وأيضا بعد أن كشف تقرير صحافي أمس، أنه خالف تعليمات الوزارة التي أصدرها بنفسه، وأقام شعائر صلاة يهودية بمشاركة عدد كبير خلافا للتعليمات من جهة، ولإصراره حتى قبل أسبوع على استثناء الكنس وأحواض التطهر من تعليمات منع التجمهر.
وبالرغم من إقرار تعليمات متشددة تقيد الحركة والخروج من البيت، فإن أشد ما يقلق الجهات المختصة في إسرائيل، هو سلوك الإسرائيليين مطلع الأسبوع القادم، بمناسبة عيد الفصح اليهودي، والخوف من كسر التعليمات، وتبادل الزيارات، ولم شمل العائلات الموسعة على وليمة الفصح التقليدية، مما قد يزيد من حالة تفشي المرض كما حدث في العاشر من الشهر الماضي، عند الاحتفال بعيد المساخر وسط حالات تجمهر واسعة في الشوارع والأماكن العامة.