شارك مئات الطلاب والأساتذة من أغلب كليات وفروع الجامعة اللبنانية صباح اليوم الثلاثاء، في مسيرة علت فيها الأعلام اللبنانية والشعارات للمطالبة بعدم فك إضراب الجامعة المستمر منذ نحو شهرين، ورفض تطويع إحدى أهم مؤسسات الدولة، وذلك بدعوة من تكتل طلاب الجامعة اللبنانية وأنديتها المستقلة.
واتجهت الوفود المشاركة بالمسيرة من مبنى وزارة التربية في بيروت إلى مقر رابطة الأساتذة المتفرغين في منطقة بئر حسن، مرددين النشيد الوطني اللبناني، وشعارات مطالبة باستقلالية جامعة الوطن إدارياً ومالياً، وعدم الاقتطاع من موازنات قطاع التعليم لسدّ العجز في ميزانية الدولة.
وتأتي المسيرة قبل يوم من اجتماع الهيئة العامة لرابطة الأساتذة المتفرغين التي تقرر مصير الإضراب، في ﻭﻗﺖ ﻟﻢ تحصل الرابطة ﻋﻠﻰ ﺃية ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ بخصوص إقرار مطالب الجامعة المرفوعة منذ أسابيع.
ويشار إلى أن رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور يوسف ضاهر، عاد اليوم عن استقالته وغيره من الأساتذة، وانضموا جميعهم لاعتصام الطلاب أمام مقر رابطة الأساتذة المتفرغين. وصرح ضاهر أمام المعتصمين بالقول "إن الجامعة اللبنانية وطلابها وموازنتها وصندوق تعاضد أساتذتها خط أحمر".
وتابع "لن نتراجع عن المطالبة بإنهاء ملف التفرغ للأساتذة المتعاقدين، وإدخالهم إلى الملاك الوظيفي للدولة". واعتبر أن تضامن الطلاب مع أساتذتهم يصب في مصلحة الجميع، ويعزز شرعية الإضراب، موضحاً أن الدعوة إلى اجتماع الهيئة العامة غداً الخميس لا تزال قائمة، والتي يتقرر على ضوئها مصير الإضراب.
وقال أحد الأساتذة عبر مكبرات الصوت: "يضغطون علينا ويتهموننا بعدم الاكتراث بمصلحة الطلاب وعلمهم، لكننا اليوم نعلم تلامذتنا أهم درس وهو درس المواطنة".
أما كلمة تكتل طلاب الجامعة فتمحورت حول المطالب نفسها التي نادوا بها طوال مدة إضرابهم الذي شارف على الشهرين. وذكرت أهم المطالب وهي ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺲ ﺑﻬﺎ ﻭﺗﻘﻠﻴﺼﻬﺎ إلى حدّ كبير، رغم أنها ليست كافية في صورتها الأولية قبل الاقتطاع منها. ومن المطالب أيضاً وقف التدخل بقرارات الطلاب وأحقية إجراء انتخابات للمجالس الطلابية من خلال قانون انتخابات معدل، وعدم التدخل السياسي بقرار الجامعة، استعادة كافة الصلاحيات المسلوبة من مجلس الجامعة اللبنانية، وعدم التدخل في التعيينات والمحاصصة، وإيقاف الهدر في الدولة وعدم اعتبار ميزانية التعليم هدراً".
وتساءلت الطالبة جوليانا هضام، القادمة من عكار شمال لبنان: ألا يكفي أنني كغيري من التلامذة ننزح إلى المدينة بهدف العلم، وندفع ثمن استهتار الدولة بنا؟ لم ﺗﻤﺎﺭﺱ السلطة اليوم ﺿﻐﻮﻃﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺑﻬﺪﻑ إﺟﺒﺎﺭﻫم ﻋﻠﻰ ﻓﻚ إﺿﺮﺍبهم المحق؟ ألا يعاني التلامذة التابعون للأحزاب مثلنا من وضع الجامعة اللبنانية؟ ولم تؤذي سياسات الدولة المالية ذوي الدخل المحدود دوماً؟
وقال الطالب تيسير زعتري "لمن يسأل لماذا نحن هنا، ونقول نحن هنا لنحارب في معركة شرسة لاسترجاع استقلالية الجامعة اللبنانية، وزيادة موازنتها وإقرار الحقوق، ويتوجب علينا مؤازرة ودعم الأساتذة حتى تنفيذ المطالب".
وأعرب الطالب فؤاد عرضاتي، عن أسفه لمعاناة القطاع التعليمي في لبنان. وقال: "تلامذة البريفيه يقاتلون في الشارع للحصول على بطاقة ترشيح، وشبان وشابات يجدر بأن يكون أقصى همومهم هو تحديد مستقبلهم وتبيان المواد المفضلة لديهم يفترشون الشوارع للمطالبة بحقوقهم المنتقصة، في حين أن أولاد الزعامات في الخارج أو في جامعات خاصة لا يشعرون بمآسي أغلب شباب لبنان".
واعتبر عرضاتي أن هذا الواقع "يخلق تباعداً بين طبقات المجتمع، ويبشر ببوادر ثورة على المدى القريب". وأعلن رفضه التام لكل ما تحاول السلطات اللبنانية فرضه من ضغط على الأساتذة والطلاب، معتبراً أن الاعتصام المفتوح هو أول أساليب الضغط.