وتتعرض بلاد الرافدين لموجة برد جافة، تصل إلى أقل من 5 درجات مئوية ليلاً، مع استمرار الأمطار في مدن شمال العراق وغربه، خاصة نينوى وديالى وصلاح الدين التي تتركز فيها حالياً غالبية مخيمات النزوح.
ومطلع الشهر الحالي، قالت وزارة الهجرة العراقية، إنّ أكثر من مليون نازح عادوا إلى منازلهم، العام المنصرم، دون أن توضح عدد النازحين المتبقين في المخيمات، وسط تقارير من منظمات محلية وناشطين تشير إلى أنّ نحو مليون وربع المليون، لا يزالون نازحين بين مخيمات ومعسكرات نزوح، أو على حسابهم الخاص في منازل ومجمعات سكنية أغلبها بإقليم كردستان العراق، وينقسمون بين نازحين تحتل المليشيات مدنهم وترفض عودتهم إليها، وآخرين دمرت منازلهم وأصبحوا بلا مأوى.
وقال أحمد حقي وهو ناشط حقوقي في الموصل شمالي العراق، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ "مخيماً للنازحين قرب بلدة حمام العليل جنوبي الموصل، فيه مئات العائلات تبيت منذ أيام في خيام لا تصلح للاستخدام البشري بعد 3 سنوات على عدم استبدالها، كما أنه لا يوجد حتى الآن أي مساعدات أو وقود أو مدافئ وبطانيات، يواجه بها النازحون البرد".
وبيّن أنّ حال المخيمات الأخرى المجاورة "ليس أفضل"، مشيراً إلى أنّ الحكومة "لم ترسل أي مساعدات للنازحين، كما أنها لا تتحرك من أجل إعادتهم إلى منازلهم".
من جهته، قال وليد النعيمي مدير العمليات الميدانية في منظمة "الرحمة" المعنية بمساعدة النازحين، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأحداث المتسارعة في العراق، تسببت بطيّ ملف النازحين بشكل كامل"، كاشفاً عن أنّ الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، خفضت مساعداتها إلى أدنى حد لها، كما أنّ وزارتي الهجرة وحقوق الإنسان، تركتا الملف لوزارة الداخلية وكأنه موضوع أو مهمة أمنية.
وحذر النعيمي من أنّ "الإهمال الحالي قد يتسبب في تسجيل حالات وفيات بين الأطفال وكبار السن، على غرار سيناريو عام 2017، بسبب موجات برد مماثلة، تسببت بوفاة نازحين بالبرد أو بسبب حرائق نتيجة لجوئهم إلى وسائل تدفئة مختلفة منها إشعال الخشب ومواد خطرة تبعث دخاناً ساماً تسببت بحوادث مؤسفة".
ووجّه النازحون في مخيمات شمال شرقي ديالى، دعوات لمساعداتهم في الحصول على وقود ووسائل تدفئة وسحب مياه الأمطار من داخل مخيماتهم.
وتقول آمنة محمد (48 عاماً) إنها لا تريد الآن غير الدفء، وتضيف لـ"العربي الجديد"، أن "الطبيب المكلف بزيارة المخيمات لم يصل منذ أيام طويلة، وهناك حالات مرضية للنساء ممن هنّ بحاجة إلى معاينة طبية ولا توجد طبيبة تقوم بذلك، كما أنه لا بطانيات ولا وقود ولا خدمات لتجفيف المخيمات من مياه الأمطار"، مطالبة الحكومة بأن "تتعامل معنا بشكل آدمي على أقل تقدير"، وفق تعبيرها.