كندا تسابق الزمن لمنع التحاق شبابها بـ"داعش"

21 مايو 2015
شباب من أنحاء العالم ينضمون للتنظيم
+ الخط -

تسعى كندا بكل الوسائل، سواء من خلال إجراءات تشريعية جديدة لمكافحة الإرهاب أو دعوة الأهل إلى التيقظ، للحؤول دون التحاق الشباب بصفوف المتطرفين، ورحيلهم للقتال إلى جانب الجهاديين في سورية.

وأوقفت السلطات في اللحظة الأخيرة، نهاية الأسبوع الماضي، عشرة شباب في مطار مونتريال، قبل توجههم إلى تركيا للعبور منها إلى سورية والانضمام إلى مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأصغر هؤلاء في الـ15، بينما الأكبر سنا لم يتجاوز الـ18. وتم إطلاق سراح جميع أفراد المجموعة، بعد استجوابهم وسحب جوازات سفرهم، بحسب قوة الدرك الملكي الكندي.
وكان المحققون لا يزالون يلزمون الصمت، الأربعاء، حول ظروف التوقيف، واكتفوا بالقول إن أحد الأهالي كان من أنذر الشرطة مما سمح بإفشال مخطط الهرب.

وجددت الشرطة التأكيد على أهمية تنبه الأهل إلى معارف وأصدقاء أولادهم ونشاطاتهم على الشبكات الاجتماعية، أو على الإنترنت.
ولا يزال التحقيق مستمرا، ولم يتم توجيه أي اتهام لهؤلاء الشباب، بحسب الشرطة التي "التقت أسرهم وأقاربهم" في الساعات الماضية.

وأقرت وزيرة الأمن العام في محافظة كيبيك، ليز تيريو، الأربعاء، بأنها غير قادرة على استيعاب ما يجذب الشباب لطلب الجهاد. وقالت في لقاء صحافي "من الصعب تخيل شاب نشأ (في كندا) ويقصد المدرسة ومندمج بشكل جيد في المجتمع يريد أن يذهب ليخوض حربا".
وأضافت تيريو "المقلق هو أن شباب الجيل الثاني من المهاجرين هم من ينتقلون إلى التطرف". وطلب الدرك من الكنديين "التيقظ والإبلاغ عن أي معلومات حول الإرهاب أو نشاطات مشبوهة".

وأضاف "إنها أوقات صعبة جدا لأسر وأقارب الموقوفين؛ لأن قرار الرحيل عن البلاد لم تتخذه الأسرة، بل فرد واحد منها. وعليه فإن بقية أفراد الأسرة يجدون أنفسهم في موقف يائس دون أن يكونوا قادرين على فهم مثل هذا القرار".

اقرأ أيضا:ستة مغاربة جدد يلتحقون بتنظيم "داعش"

وبات بأيدي السلطات وسائل جديدة لوقف رحيل الشبان لطلب الجهاد، بعد أن صوت البرلمان، في مطلع مايو/أيار، على قانون لمكافحة الإرهاب.

والقانون الذي تم التصويت عليه بعد هجومين داميين نفذهما متطرفان قتلا بأيدي قوات الأمن الخريف الماضي، يعزز صلاحيات الاستخبارات الكندية، كما يضع بتصرفها مجموعة من الأدوات لمنع رحيل طالبي الجهاد إلى مناطق قتال، من خلال منعهم من شراء بطاقات سفر على الإنترنت مثلا، والحؤول دون تنفيذ أي هجمات على أراضي كندا.

ويوم الأربعاء أشاد وزير الأمن العام الفدرالي، ستيفن بلاني، بهذا القانون فور إعلان توقيف الشباب العشرة في مونتريال.
وصرح بلاني بأن "الحركة الجهادية الدولية أعلنت الحرب على كندا"، في تبرير لمشاركة كندا في الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من أجل "إضعاف وتدمير" تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسورية.

وزادت عمليات رحيل الشباب منذ مطلع العام. ففي يناير/كانون الثاني تمكن ستة أشخاص بين الـ18 والـ19 من العمر، من بينهم شابتان، من السفر إلى إسطنبول. وتم تحديد مكان أحد هؤلاء في سورية من خلال نشاطه على شبكات التواصل الاجتماعي، بحسب وسائل الإعلام المحلية.
وفي فبراير/شباط، هربت شابة في الـ23 انتقلت إلى التطرف، بحسب شقيقتها، من خلال امرأة كانت تشرح لها كيفية الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية تحت غطاء تعليمها القرآن.

اقرأ أيضا:انضمام شباب أوروبا إلى "داعش" يتواصل

وفي مارس/آذار، أوقف فتى في الـ17 في جنوب أدمونتون (ألبرتا). وفي أبريل/نيسان أوقفت الشرطة شابا وشابة في الثامنة عشرة من العمر، بعد اتهامهما بالتخطيط "لجريمة على علاقة بالإرهاب" بدون كشف المزيد من التفاصيل.
كما أوقف شابان آخران من مونتريال عمرهما 22 و26 عاما في مطلع الربيع، للاشتباه بأنهما يشكلان خطرا على الأمن الوطني، ووضعا لاحقا تحت المراقبة القضائية الصارمة.

وقدر الدرك أن أكثر من مائة شاب التحقوا بصفوف الجهاديين في العراق وسورية، وبعضهم قتل، على غرار طالب من جامعة أوتاوا اعتنق الإسلام وقتل على ما يبدو في عين العرب السورية (كوباني بالكردية) في ديسمبر/كانون الأول، وأربعة أقارب من كالغاري كانت أسرهم فرت من النزاع في الصومال لبدء حياة جديدة في كندا.
ويقوم آخرون بنشر "مغامراتهم"، على حد تعبيرهم، في الشرق الأوسط على الشبكات الاجتماعية وتويتر.

وقال محامي أحد الشباب الذين أوقفوا قبل سفرهم في نهاية الأسبوع الماضي لقناة راديو- كندا العامة أن موكله "ضحية مجندين جهاديين يعدون على الإنترنت بحياة أفضل" لمراهقين لا يزالون يبحثون عن هدف في الحياة.

اقرأ أيضا:بريطانيا تطلق سراح مراهقين حاولوا الالتحاق بـ"داعش"

المساهمون