انتشار الكوليرا يقلق أهالي أبو غريب العراقية

18 سبتمبر 2015
طفلة عراقية تملأ المياه من مصادر ملوثة (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
أعرب أهالي بلدة أبوغريب، غرب العاصمة العراقية بغداد، عن قلقهم البالغ بخصوص انتشار وباء الكوليرا الناتج عن تلوث المياه، مطالبين الحكومة العراقية باتخاذ التدابير اللازمة لإنقاذهم من استمرار تفشي الوباء بين الأهالي.

وكشف مجلس محافظة بغداد في وقت سابق عن انتشار إصابات بالكوليرا في بلدة أبو غريب. كما ذكرت مصادر مسؤولة في المجلس أنَّ "سبب انتشار الوباء كان إهمال محطات تصفية مياه الشرب في البلدة، وأنَّ عدة إصابات تم تسجيلها في مناطق أخرى كبلدتي الزيدان والرضوانية غرب بغداد"، داعية الجهات الصحية "لاتخاذ التدابير العاجلة لتطويق المرض ومنع انتشاره، وتأهيل مشروع ماء أبو غريب الذي يحتاج إلى مليار دينار لإكماله".

وكشف مصدر طبي من البلدة رفض الكشف عن اسمه، أنه " تم تسجيل 22 حالة إصابة بوباء الكوليرا بين مواطني البلدة خلال الأيام الأربعة الماضية"، موضحاً أنَّ "تفشي هذا المرض كان نتيجة استخدام أهالي البلدة والقرى التابعة لها مياه الآبار التي لا تصلح للاستهلاك البشري نتيجة شح مياه الشرب".

وذكر المصدر لـ"العربي الجديد" أنَّ "مستشفى أبو غريب أعلن استنفار كوادره الطبية كافة، ووجه تعليماته للدوائر ذات العلاقة بمنع بيع الأطعمة المكشوفة لوقف انتشار المرض، فيما وضعت تعليمات خاصة بالمصابين وطرق استقبالهم في المستشفى، منعاً لانتقال العدوى للمراجعين".

وقامت الحكومة المحلية في البلدة بحملة واسعة، وأغلقت العديد من الكافيتريات ومطاعم الوجبات السريعة ومحال القصابة. وألقت هذه الإجراءات بثقلها على أصحاب تلك المحال والكافيتريات تنيجة إيقاف عملهم. وقال مثنى حمد، ويعمل بائعاً للوجبات السريعة: "أصبحنا بلا عمل، وعلى الحكومة أن تراعي وضعنا المعيشي، فإغلاق مصدر رزقنا الوحيد سيسهم في زيادة البطالة في البلدة".

اقرأ أيضاً: "التسمم الغذائي".. حصن نفسك من أمراض الصيف

ويتخوف الأهالي من استمرار انتشار المرض. وأوضح ضاحي الزوبعي (39 عاماً) وهو أحد سكان البلدة، أنَّ "اثنين من جيراني أصيبا بارتفاع شديد في درجات الحرارة مع إسهال حاد جداً، وتم نقلهم إلى المستشفى فتبين إصابتهم بالكوليرا، فضلاً عن حالات أخرى عديدة بين المواطنين أغلبهم أطفال"، مبيناً أن "الإهمال المستمر لمحطة تنقية المياه الرئيسية في البلدة، دفع الأهالي إلى استعمال مياه الآبار الارتوازية رغم عدم صلاحيتها للشرب".

وكانت إصابات عديدة بالتسمم قد ظهرت بين النازحين في مجمع المدينة السياحية في الحبانية جنوب الفلوجة خلال الأشهر الماضية، نتيجة استعمال النازحين لمياه البحيرة غير الصالح للشرب. ولا يقتصر انتشار وباء الكوليرا على غرب بغداد، بل شمل ناحية البغدادي نحو 190 كلم غرب العاصمة، التي ظهر فيها فيروس غير معروف أصاب المئات من أهالي الناحية.

اقرأ أيضاً: تجنّب أشعة الشمس وأكثِر شرب المياه لمواجهة الحرّ

وأعلن مدير ناحية البغدادي ناجي عراك في تصريح صحافي أنَّ "300 شخص من أهالي البلدة أصيبوا بفيروس "غير معروف" انتشر في البلدة بشكل سريع "، مطالباً الجهات الحكومية بإرسال فرق طبية مختصة للكشف على المصابين وتحديد نوعية الفيروس، موضحاً أنَّ "المصابين ظهرت عليهم علامات التعب الشديد والجفاف والإغماء وشلل الحركة وتشنجات في أنحاء الجسم".

من جانبهم، ألقى المختصون باللائمة على الحكومة العراقية لعدم اهتمامها بمحطات تنقية المياه وتأهيلها بشكل جيد، ما دفع الأهالي لاستخدام البدائل كمياه الجداول والآبار غير الصالحة للشرب، مطالبين بالإسراع في تطويق هذه الأمراض الوبائية لمنع انتشارها.

اقرأ أيضاً: طوارئ في السودان تحسباً لتفشي الكوليرا
المساهمون