إلى محمد قصير*

28 اغسطس 2015
حراكنا سيساهم في تحسين حياتنا (حسين بيضون)
+ الخط -

أعدتَ يا محمد مع مجموعة الشباب والصبايا خلط الأوراق، ومعها حسابات توازن القوى ولعبة المصالح. نزلت وغيرك إلى الشارع لتأخذوا بالقوة ما هو حقنا. أعدتم إلينا الأمل بالعيش بكرامة، وعاد مع الأمل الإيمان أن باستطاعتنا رؤية مستقبل غير مثقل بالحاضر. استطعت ورفاقك ورفيقاتك أن تثيروا ذعر السلطة السياسية والطائفية.

خلقتم لحظة استطاعت تغيير الوضع الراهن الذي يحكمنا ويتحكم بنا. استطعتم حشد آلاف الشبان والصبايا بعدما ضاقوا من استعطاف ملوك الطوائف، وبات حلمهم الهجرة أو البحث عن سبيل آخر للحياة.
سأخبرك يا محمد كيف أنه بحراكنا نقلب الطاولة على رؤوس المسؤولين. مطلبنا المباشر هو حل أزمة النفايات، ومن ورائه المحاسبة وإسقاط النظام الطائفي ربما. لكن هل تعلم أن ما نقوم به في الشارع اليوم له أبعاده على حياة النساء والفقراء والمهمشين واللاجئين؟ لم يذكر أي من هذه المطالب بالتفصيل، لكنها على ارتباط بالحراك.

هل تعلم أننا كنساء نواجه بنية اجتماعية تحول دون مشاركتنا في الحياة السياسية بفعالية في البلاد. أنظر حولك وبكل فخر. نزلنا إلى الشارع نساء ورجالاً واحتلينا الساحات وانتفضنا. شاركت النساء بقوة وتصدين وواجهن وهتفن وعنّفن. الشارع لا يعرف كيف يميّز جندرياً بحقنا. تصدى العسكر والجيش وقوى الأمن بنفس البطش لنا جميعاً. نظروا لنا كجسم ثائر واحد. ضربت كثير من المتظاهرات على غرار الرجال.

هل تعلم أيضاً يا محمد أن بعض النساء المعنفات ليس بإمكانهن بعد الحصول على الحماية القانونية من العنف الأسري، على الرغم من إقرار القانون؟ إذا أرادت هؤلاء النساء التقدم بطلب الحماية، سيواجهن عوائق اقتصادية واجتماعية تحول دون استكمال مسار الملف. قد يتحملن نفقة المواصلات ربما أو كلفة الطبيب الشرعي أو غيرها من نفقات المحامين. حراكنا يا محمد قد يحدث فرقاً وربما خرقاً في المنظومة.
هل تعلم أن حقوق اللاجئين الذي ترفض هذه السلطة حتى الاعتراف بهم كلاجئين، وتنسب إليهم صفة النازحين يمكن أن ننتزعها من حراكنا هذا؟

حراكنا إذا أحسنا إدارته وتصويب مساره، سيساهم في تحسين حياتنا وتحصيل حقوقنا كنساء ومواطنين. أنظر حولك يا محمد. منذ ليل السبت الماضي، ونحن نشهد مجموعة من السياسيين ترتعد فرائصهم، يلجأون إلى استخدام أدوات العنف والقمع تارة والمسايسة والمحاباة وتنفيس الاحتقان تارة أخرى، ظناً منهم أنهم أذكياء. لقد باغتناهم. عريناهم وأظهرنا مدى وهنهم. قاوم يا محمد. نحن بانتظارك!
(ناشطة نسوية)

* أصيب إصابة بالغة خلال اعتداءات القوى الأمنية على المشاركين في حراك وسط بيروت

اقرأ أيضاً: عقدة مادونا
المساهمون