طنجرة أمي لها غطاء

24 ابريل 2015
الذكور هم الفاعلون في الكتب المدرسية (Getty)
+ الخط -
"إذا تمعّن سكان من خارج كوكبنا في كتب مدرسية يدرسها أطفال من حول العالم، لن يجدوا دليلاً واحداً حول مساهمة المرأة في المجتمع". هذا ما تقوله أستاذة علم الاجتماع في جامعة فيرجينيا الأميركية راي بلومبرغ.

أمضت بلومبرغ سنوات تبحث في الكتب المدرسية من حول العالم. وفي كلّ دولة درستها تقريباً، كانت المرأة إمّا خارج تلك الكتب بالكامل، أو يوضعن في قوالب نمطية كتابعة للرجل لا أكثر، بحسب تقرير في موقع "إن بي آر".

فكتاب التاريخ والجغرافيا للصف الثالث الأساسي في غرب البنغال في الهند، لا وجود فيه لأيّ امرأة عاملة. ومهامها الوحيدة الطبخ للرجال، وخدمتهم، والاعتناء بالأطفال.

كتاب اللغة الإنكليزية المستخدم في كينيا يبدو مماثلاً. فالأطفال يقرأون التالي عن النساء والفتيات في البيئة المحلية: "طنجرة أمي لها غطاء"، و"على جاين أن تجدل شعر دميتها بنفسها". وفي المقابل، يقرأون عن قدرة الرجال والفتية على الفعل. فنجد "السيد موماني يقود باصاً"، و"فكرته مثيرة ومهمة". فالفتية يوصفون بأنّهم "شجعان وجريئون ولطفاء وأذكياء، فهم من يتحرك لحلّ المشاكل. أما الفتيات فتافهات في المجمل"، بحسب بلومبرغ.

مثل هذه الاكتشافات دفعت بلومبرغ أخيراً إلى كتابة تقرير قدمته لمنظمة اليونسكو حول الإنحياز الجنسي لصالح الذكور في الكتب المدرسية. ومن أجل هذا التقرير، حللت أكثر من 60 دراسة حول الكتب المدرسية في 21 بلداً حول العالم.

ففي الكتب الإيرانية، أقل من ربع الصور هي لإناث. وفي كتب التاريخ الجورجية 7 في المائة من الرسوم والصور تظهر نساء بمفردهن. وفي الكتب المدرسية التايلاندية، ترتبط المرأة دائماً بالعمل المنزلي، بينما يتولى الرجال المناصب العامة المهمة.

تشير بلومبرغ إلى أنّ مثل هذا الاستبعاد والتنميط قد يبدو غير مهم، لكنّها تؤكد أنّ الفتاة عندما لا تجد نفسها في الكتب، فإنّها ستضع نفسها دائماً خارج احتمال تولّي المناصب المهمة، والقدرة على الفعل في الحياة، بالإضافة إلى التزامها العمل ضمن ما هو مقرر لها مسبقاً.

كثير من بلدان العالم تستبعد الإناث فيها عن التعليم. وغالباً ما تكون فرصهن أقل من الذكور في الوصول إلى الصفوف العليا. لكنّ الأمر لا يقتصر على ذلك، فحتى البلدان التي تجد الفتيات فيها فرصة للتعلم، يشهد كثير منها انحيازاً للذكور في الكتب المدرسية.
المساهمون