وأوضح رئيس مجلس الطلبة قسام مطور، خلال المؤتمر الصحافي، أن ما دفع لجنة الأزمة المشكلة من الحركة الطلابية والمجلس، هو ما أسماه تفرد إدارة الجامعة بقرارات تهدف لانتهاك حقوق الطلبة وتقييد دور الحركة الطلابية، وفرض سياسة الأمر الواقع على الحركة الطلابية، ومحاولة تقليص صلاحيات لجان مجلس الطلبة المنتخب وآخرها قرار الجامعة تجميد كافة الأنشطة للحركة الطلابية.
ويأتي قرار الحركة الطلابية بعد أن قررت إدارة الجامعة اليوم، إخلاء حرمها إثر احتفال أقامته الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة حماس بذكرى انطلاقة الحركة، نظراً لعدم الالتزام بقرار مجلس الجامعة الخاص بتجميد النشاطات الطلابية، التي تتضمن طابعاً يشبه المظاهر العسكرية، كما جاء في تصريح سابق لـ"العربي الجديد" لأستاذ الدراسات الثقافية في الجامعة غسان الخطيب.
وتعد تلك المرة الثانية التي تخلي فيها الجامعة حرمها، على إثر ما سمته منع "عسكرة" النشاطات الجامعية، حيث أخلتها في 11 من الشهر الجاري إثر نشاطات مماثلة للقطب الطلابي الديمقراطي التقدمي؛ الذراع الطلابي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
مجلس الطلبة خلال مؤتمره الصحافي طرح تسعة مطالب ركزت على أمور متعلقة بالأقساط الجامعية والمطالبة بعدم رفعها، وأمور أخرى متعلقة بمسائل مالية، وأكاديمية مثل توفير الشعب الكافية للطلبة. لكن رئيس مجلس طلبة بيرزيت حذر خلال المؤتمر الصحافي من أن الحركة الطلابية ستقابل أية مماطلة من الجامعة بمزيد من المطالب.
وحول عدم وجود مطلب إلغاء قرار منع عسكرة النشاطات، قال منسق القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي باسل البرغوثي لـ"العربي الجديد": "إن ما سمته الجامعة (مظاهر العسكرة) حق من حقوق الحركة الطلابية وهو جزء من تاريخها، وهو تجسيد لتمسك الحركة الطلابية وأطرها بمظاهر المقاومة والكفاح المسلح، ولا يمكن التراجع عن هذه النقطة، ولذلك لم تدرج ضمن المطالب لأنها غير مطروحة للمفاوضات بالنسبة للحركة الطلابية".
بدوره، قال رئيس مجلس الطلبة قسام مطور لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر، "إن القرارات اتخذت بعد اجتماع للحركة الطلابية التي رأت في الجامعة تعنتاً بإصدار قرارات دون شراكة مع مجلس الطلبة المنتخب، كما هو حال تجميد أنشطة الحركة الطلابية"، رافضاً الذهاب للحوار بشروط، ودون إلغاء قرار تجميد النشاطات، مؤكداً أن التحفظات تشمل سياسات عديدة للجامعة متعلقة بحقوق الطلبة.
وبذات الإطار، رفض أمين سر نقابة العاملين في الجامعة سامح أبو عواد، في حديث لـ"العربي الجديد"، مصطلح "العسكرة" مؤكداً أن الطلبة لا يقومون بأنشطة عسكرية في الجامعة بل نشاطات تعبر عن المظاهر الوطنية، وعن تاريخ الجامعة الريادي وطنياً ونضالياً.
وقال أبو عواد: "من الواضح أن ضغوطاً تمارس على الجامعة من خلال الاحتلال وتحريضه الأخير، أو من المانحين الذين يرضخون لإملاءات الاحتلال"، مشيراً إلى أن دولاً قد قطعت تمويلها للجامعة خلال السنوات الماضية، ومشيراً إلى وجود معلومات لديه بأن دولاً أخرى هددت بقطع التمويل، قائلاً: "لا نشكك في وطنية إدارة الجامعة لكن نعتب عليها الاستجابة للضغوط أو الرضوخ لها".
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد حرّض على جامعة بيرزيت في بيان أصدره في الرابع من الشهر الجاري، وجاء في البيان التحريضي أن "إدارة جامعة بيرزيت تمكن الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة حماس من العمل بحرية داخلها، والقيام بالتحريض على الإرهاب".
لكن غسان الخطيب كان قال لـ"العربي الجديد" في التصريح السابق: "لا علاقة لتحريض الاحتلال برفض المظاهر شبه العسكرية داخل الجامعة، وكل عام تظهر خلافات مع الطلبة وخاصة في موسم الانطلاقات بعدم استخدام هذه المظاهر العسكرية في الفعاليات، وتم التوصل لميثاق شرف مع الطلبة قبل عشرة أشهر عشية انتخابات مجلس الطلبة بالامتناع عن استخدام المظاهر العسكرية خلال الفعاليات".
وأضاف الخطيب أن "الإدارة قررت إخلاء الحرم الجامعي من الطلبة اليوم، نظراً لعدم الالتزام بقرار مجلس الجامعة الخاص بتجميد النشاطات الطلابية التي تتضمن طابعاً شبه عسكري، وذلك بعدما حاولت الكتلة الإسلامية إدخال مظاهر عسكرية في الاحتفال. حاولت الجامعة إقناعهم بعدم استخدام تلك المظاهر، لكن الكتلة الطلابية لم تستجب، فقررت الجامعة إخلاء الحرم، وستعود الدراسة إلى الانتظام غداً الثلاثاء".
وأشار الخطيب إلى أنه "تم القيام خلال الفترة الماضية بأنشطة تشبه العروض العسكرية، واستخدام أدوات تشبه الأسلحة، ووصل الأمر إلى عمل مجسمات صواريخ، ومجسم لدبابة ثم تفجيرها. نحن نحترم كل أشكال المقاومة، لكن تلك الفعاليات ليس مكانها المؤسسات التعليمية، ويمكن دائما تناول أنشطة المقاومة كمدخل ثقافي، وعلى جميع الفصائل احترام حق الجامعة في تطبيق أنظمتها".
من جانبه، قال منسق الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت عبد الرحمن علوي، لـ"العربي الجديد": "كان لدى الكتلة الإسلامية اليوم، احتفال بانطلاق حركة حماس، وبدأ الاحتفال بعرض عسكري، فأخلت الإدارة الحرم الجامعي من الطلبة، بزعم أنها مخالفة لقوانين الجامعة الصادرة قبل عدة أشهر".
وحول ميثاق الشرف الذي تم توقيعه بين الطلبة وإدارة الجامعة، قال علوي: "هذا الأمر صحيح، لكنه كان محدداً بفترة الانتخابات، وأجبرتنا الجامعة حينها على ذلك حين وضعت شرطاً لدخول الانتخابات بالتوقيع على ميثاق الشرف الذي يقضي بعدم عسكرة الفعاليات الطلابية".
وقال إن "التوقيع على قرار بحظر ما يسمى (عسكرة الفعاليات) سيؤثر على العمل الوطني في الجامعة لأن غالبية الفعاليات الطلابية تأخذ الطابع الوطني المقاوم، ومن الممكن أن تكون لذلك القرار تبعاته التي قد تصل إلى منع أنشطة أخرى".