يتّجه لبنان إلى إلغاء دورة الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة (بريفيه) للعام 2020، ودورة الامتحانات الرسمية للشهادات الفنية التي تعتبر ما دون مستوى شهادة البكالوريا الفنية وفق ضوابط سيُعلن عنها وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب، الذي قدّم هذا الاقتراح إلى مجلس الوزراء، الخميس، وذلك بسبب الأزمة التي يتسبب بها فيروس كورونا الجديد، من دون التطرق إلى احتمالات الإلغاء الخاصة بشهادتي الثانوية العامة والبكالوريا الفنية. ومن المتوقع أن يعلن المجذوب عن التفاصيل، في مؤتمر صحافي، يعقده صباح الجمعة.
وأشار وزير التربية في تصريح له بعد جلسة مجلس الوزراء التي عقدت، الخميس، في السراي الحكومي (المقر الرسمي) إلى أنّ الإعلان عن إلغاء الشهادتين المذكورتين سيأتي في سياق مجموعة إجراءات "نعلن عنها الجمعة بالتفاصيل الكاملة".
وما زالت المؤسسات التعليمية في لبنان مقفلة منذ 29 فبراير/شباط الماضي، في إجراء احترازي لجأ إليه مجلس الوزراء بعد 7 أيام فقط على إعلان أول إصابة رسمية بفيروس كورونا في البلاد، وقبل إعلان حالة التعبئة العامة في 16 مارس/آذار الماضي. وحرص وزير التربية على عدم إنهاء العام الدراسي والشهادات الرسمية سريعاً بل فضّل التروي في قراراته مترقباً تطوّرات الفيروس. بدورهم، طالب الأهالي بإلغاء الشهادات الرسمية لأنّ التلاميذ لم يتلقوا دروسهم بشكل جيد هذه السنة فمن أصل 170 يوم عمل فتحت المدارس أبوابها 70 يوماً تقريباً بفعل انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، ثم فيروس كورونا، ما دفع الأهالي أيضاً إلى المطالبة بتخفيض الأقساط المدرسية، وهذا الأمر قيد الدرس من قبل وزير التربية والمعنيين في قطاع التعليم الخاص.
في السياق، عقدت الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي اجتماعاً موسعاً مع وزير التربية في مكتبه ظهر الأربعاء. ولفتت في بيان، الخميس، إلى أنّ المجذوب عرض مفصلاً الأوضاع التربوية الراهنة من تعليم عن بعد، والعودة إلى المدارس والثانويات للصفوف الانتقالية وإجراء الامتحانات الرسمية، مشيرة إلى أنّ وزير التربية طرح الصعوبات والعوائق من جراء وباء كورونا، كاشفاً عن سيناريو العودة إلى المدارس في الأسبوع الأول من يونيو/حزيران المقبل، وعن آلية العمل وإجراءاتها مع المعلمين والتلاميذ، وفي الطليعة الحفاظ على صحة الجميع.
وأكدت الهيئة "أهمية التباعد الاجتماعي في الثانويات والصفوف والملاعب ووسائل النقل، وصعوبة تحقيق الدوام عند الأساتذة إذا ما أقرت الوزارة أكثر من دوام، فلا إمكانية لإنهاء المناهج في ظلّ هذه الظروف الصحية الصعبة، وخلال اجتزاء الدوام". وطالبت بـ"تأجيل العام الدراسي للصفوف الانتقالية إلى بداية شهر سبتمبر/أيلول مع دراسة مسبقة ومعمقة تلحظ الأهداف والكفايات والدروس للسنة المقبلة".