عائدون إلى الأنبار: نموت ولا نترك بيوتنا مرة أخرى

04 ابريل 2016
قوافل العائدين إلى الرمادي (فيسبوك)
+ الخط -
بدأت الحياة تدب في أحياء من مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، غرب العراق، مع عودة بعض سكانها، بعد سيطرة القوات الأمنية العراقية على المدينة منذ مطلع العام الحالي.


قوافل الأسر النازحة تُشاهد على الطرق المؤدية إلى المدينة، وهي تعود بوجوه فرحة إلى الديار، وشعارهم هذه المرة "نموت ولا نغادر".

وواجه أهالي الرمادي صنوفاً من الألم، بعد تجربة مريرة وقاسية، بدءاً من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مناطقهم، وفرض سطوتهم على الأهالي، ما أدى إلى نزوح غالبية السكان. أما من بقي فكان يتوجب عليه الانصياع لأوامر التنظيم المشددة، في حين قُتلت بعض الأسر لمحاولتها الهرب من سيطرة التنظيم.

وأكد عائدون إلى مدينتهم لـ"العربي الجديد" أنهم صاروا "ضحية" ليس المتسبب بها "داعش" فقط، بل اتهموا السياسيين أيضاً، مطالبين الحكومة العراقية بالحفاظ على ما تحقق من إنجاز في تحرير مدينتهم.

بدورها تواصل القوات الأمنية المسؤولة عن أمن الأنبار بالاشتراك مع الحكومة المحلية في المدينة، تطهير ما تبقى من الأحياء السكنية من المتفجرات التي زرعها "داعش" وتوفير الماء والكهرباء، لضمان استقرار العوائل العائدة من النزوح.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد" أكد محافظ الأنبار صهيب الراوي، أن لجاناً خاصة مشكلة من القوات الأمنية والحكومة المحلية في المحافظة تشرف على عودة الأسر إلى مناطق سكناها، لافتاً إلى أن "المدينة جاهزة لعودة العوائل إليها".


بدوره، قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل شهاب محمد المحلاوي، إن عودة النازحين تقررت بناءً على دراسة أعدت بهذا الشأن، واعتمدت على موقع الأحياء المسموح بعودة النازحين إليها، من ناحية قربها من مواقع القتال، ومدى تأثرها من تلك المعارك، بالإضافة إلى مدى إمكانية تنظيفها من العبوات الناسفة والألغام، مشيراً لـ"العربي الجديد" إلى أن المناطق التي تمت الموافقة على عودة السكان إليها، مؤمنة بشكل كامل، وتم تنظيف بيوتها من المتفجرات.

وأضاف أن بعض الأحياء تسمح بعودة سكانها، وأخرى "بلغت نسبة الدمار فيها 90 بالمائة، وهي أحياء البكر والأرامل".

من جهتهم، يتفق عائدون من النزوح عبر حديثهم لـ"العربي الجديد" أن ما حصل كان درساً بليغاً، ويؤكد قيس العلواني أن "الزمن لو عاد بدورانه إلى الوراء لمتنا دون أن نبرح منازلنا".

وأضاف: "تمنيت كثيراً وأنا في مركز إيواء النازحين، أشاهد أطفالي يتعرضون لأجواء البرد والمطر في الشتاء، وحرارة الصيف، وما أصابهم من أمراض، لو أننا قتلنا في منزلنا ولم نغادر".

جاسم الدليمي الذي يشكو من أمراض مزمنة، أصيب بها في فترة النزوح، قال: "جميع النازحين تعرضوا لأمراض مزمنة نتيجة الخوف والرعب الذي لاقيناه منذ سيطرة داعش على مدينتنا، وهروبنا منهم"، مضيفاً "اهذا الأمر لن يحدث مرة أخرى، سأضحي بكل شيء ولن أدع هذا يتكرر".

وتابع: "الدرس يجب أن يستوعبه المسؤولون على أمن المحافظة وإدارتها، يجب أن يتركوا الخلافات على المناصب التي كانت من بين أسباب سيطرة داعش على مدننا".

المساهمون