وفيات كورونا عالمياً تتخطى الـ3 آلاف

02 مارس 2020
رفعت منظمة الصحة مستوى التهديد المرتبط بالفيروس (Getty)
+ الخط -
تخطت حصيلة فيروس كورونا الجديد، اليوم الإثنين، عتبة ثلاثة آلاف وفاة في العالم، فيما يتواصل تفشي المرض في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في إيطاليا وكوريا الجنوبية، حيث تسجَّل زيادة كبيرة في عدد الإصابات، وفي فرنسا حيث أُغلق متحف اللوفر.

وفي الصين، حيث ظهر الفيروس في أواخر 2019، أعلنت السلطات الاثنين وفاة 42 مصاباً، ما يرفع حصيلة الوفيات الإجمالية في البلد إلى 2912 والحصيلة العالمية إلى أكثر من ثلاثة آلاف. غير أن الإصابات الجديدة التي أُعلنَت الاثنين في الصين القارية والتي بلغت 202 حالة، تشكل أدنى حصيلة يومية منذ يناير/كانون الثاني. لكن إذا كان الفيروس يُظهر بوادر انحسار في الصين حيث فرض حجر صحي صارم على أكثر من خمسين مليون شخص، فلا يزال انتشاره يتفاقم في العديد من الدول.

وفي إيطاليا أُحصيت حوالى 500 إصابة جديدة الأحد، في زيادة حادة ترفع عدد الإصابات إلى نحو 1700 في البلاد. كذلك أفيد عن خمس وفيات جديدة، ما يرفع عدد الوفيات الإجمالي إلى 34 في المناطق الثلاث نفسها من شمال البلد، وهي لومبارديا وإيميليا رومانيا وفينيسيا.

أما كوريا الجنوبية التي تسجل أكبر عدد من الإصابات بعد الصين، فأحصت الاثنين نحو 500 إصابة إضافية وأربع حالات وفاة، مسجلة حصيلة إجمالية قدرها أكثر من أربعة آلاف إصابة بينها 22 وفاة. ورفعت بلدية سيول شكوى بتهمة القتل ضد قادة "كنيسة المسيح شينشيونجي" بتهمة عرقلة منع انتشار المرض. وترتبط 60 في المائة من الإصابات المؤكدة في هذا البلد بهذه المنظمة النافذة التي لا يعرف الكثير عنها، ويصفها منتقدوها بالطائفة.

وقدّم مؤسس هذه الكنيسة لي مان-هي الاثنين اعتذاراته، معلناً للصحافيين في غابيونغ (شمال): "أريد أن أقدم اعتذاراتي الصادقة للناس باسم أعضاء الكنيسة".


وفي فرنسا التي أصبحت بؤرة جديدة للمرض في أوروبا، أُحصيَت 130 إصابة وسُجِّلَت وفاة مريضين. وأُغلق الأحد متحف اللوفر الشهير الذي يعتبر مقصداً للسياح في العاصمة الفرنسية واستقبل 9.6 ملايين زائر عام 2019، وبررت الإدارة ذلك بتمسك الموظفين فيه بحقهم في وقف العمل في حال الخطر، من غير أن توضح إن كان المتحف سيفتح الاثنين. كذلك أُلغي معرض الكتاب في باريس، الملتقى الكبير لدور النشر الفرنكوفونية الذي كان مقرراً تنظيمه بين 20 و23 مارس/آذار الجاري.


من جهتها، سجلت ألمانيا 129 إصابة، أكثر من نصفهم من سكان مقاطعة رينانيا شمال وستفاليا (غرب) حيث شارك زوجان مصابان في كرنفال في نهاية فبراير/شباط.


وأعلنت الولايات المتحدة وفاة شخص ثانٍ كذلك في ولاية واشنطن (شمال غرب)، فيما سجلت أول إصابة بالفيروس في نيويورك، بحسب ما أعلنت السلطات الصحية الأحد، مشيرة إلى أن المصابة امرأة في الثلاثين من العمر أقامت في الآونة الأخيرة في إيران.

ووضعت المرأة في الحجر بمنزلها، وقالت وكالة الصحة في مدينة نيويورك، إنها حددت الأشخاص الذين تواصلت المرأة معهم والذين ربما كانوا قد تعرضوا للفيروس. وصرّح رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو في بيان: "قلنا من البداية إن الأمر مجرد مسألة وقت قبل اكتشاف حالة من فيروس كورونا في نيويورك". وقال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو، إن المريضة التي وضعت "في بيئة تحت السيطرة منذ وصولها إلى نيويورك"، تعاني صعوبات تنفسية، لكن حالتها لا تعتبر خطرة.

وارتفعت الحصيلة في هذا البلد إلى 21 إصابة، يضاف إليها 47 مريضاً جرى إجلاؤهم إلى البلاد. والعديد من المرضى الذين شخصت حالاتهم في الأيام الأخيرة لم يكونوا على تماس مع أي من بؤر الفيروس، ما يدفع إلى الاعتقاد أن المرض بدأ بالتفشي على الأراضي الأميركية.

بريطانيا تعزز جهودها

في بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني اليوم، عن التزام حكومته بمحاربة انتشار فيروس كورونا، في وقت تستعد فيه الحكومة البريطانية لإجراءات مشددة للحد من انتشار المرض.

وترأس جونسون اجتماعاً لخلية الطوارئ الحكومية التي تعرف باسم كوبرا صباح اليوم، وأقر "خطة المعركة" الخاصة بالتعامل مع انتشار الفيروس الذي "يشكل تحدياً هاماً" للبلاد.

وكان مسؤولو الصحة البريطانيون قد أكدوا يوم أمس ارتفاع عدد المصابين بكورونا إلى 36 شخصا من 23، في أكبر اكتشاف لأعداد الإصابات في بريطانيا، ومن بين هذه الإصابات حالة لا يزال مصدرها غير معروف.

وكان وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، قد قال يوم أمس إن لانتشار الفيروس عواقب كبرى اقتصادية واجتماعية، حيث تم توجيه ملايين الموظفين للعمل من منازلهم، بينما أغلقت عدد من المدارس أبوابها، وتواجه عدة مناسبات رياضية احتمال الإلغاء.

كما طلب من الشركات وقف جميع الرحلات غير الضرورية في مسعى لوضع الحواجز أمام انتشار كورونا.

ولم ينف هانكوك احتمال أن تتبع بريطانيا الخطوات الصينية بإغلاق المدن كلياً في حال تصاعد انتشار حالات العدوى. وقال لـ"البي بي سي" هناك جانب سلبي اقتصادي واجتماعي كبير لذلك. ولكننا لن نستثني أي أمر في هذه المرحلة لأنه يتوجب علينا أن نفعّل جميع الأدوات المتاحة إذا كان الأمر ضروريًا.

وبالتزامن مع هذه الجهود الحكومية، أغلقت مدرستان في بريطانيا بعد اكتشاف إصابة شخصين من العاملين فيهما بالفيروس. كما تتجه الهيئات الصحية نحو طلب جهود الأطباء المتقاعدين بهدف تخفيف الضغط على الخدمات الصحية الوطنية.

كما ستقوم بريطانيا بسحب جميع الطواقم غير الأساسية من سفارتها في طهران، كذلك حذرت بريطانيا مواطنيها من السفر إلى الشمال الإيطالي، الذي وصلت فيه الإصابات إلى 1700 إصابة تقريباً.

وأقر جونسون في اجتماع كوبرا باحتمال انتشار الفيروس في بريطانيا بالقول "إن عدد الإصابات بفيروس كورونا في ارتفاع كل يوم عبر العالم، وبريطانيا ليست استثناء. وبالتأكيد سيكون ذلك تحدياً لبلادنا. ولكننا جاهزون جيداً، ولن تقف الحكومة والخدمات الصحية الوطنية عند أي حد لمحاربة هذا الفيروس. تضع خطة المعركة هذه التفاصيل للإجراءات التي سنستخدمها في حال احتجنا لذلك".

وتشمل هذه الإجراءات تشكيل خلية من الأطباء والمختصين والوزارات البريطانية، بهدف توفير المعلومات الضرورية للمواطنين حول كيفية الوقاية من العدوى والتعامل مع انتشار المرض.

وأكد هانكوك أن الاستراتيجية تعتمد على "الفصل بين الناس" في إجراءات قد تشمل حظر التجمعات العامة وإلغاء مباريات كرة القدم، وتشجيع الناس على تجنب المواصلات العامة. أما فيما يتعلق بإغلاق المدارس فقال "قد يكون ذلك ضرورياً، ولا أقول إن هذه الإجراءات قرارات قد تم اتخاذها، ولكنها أمور محتملة لا نستطيع نفيها، ومنها إغلاق بعض المدارس. ولكن لا يتوجب على الناس الآن إغلاق المدارس إذا لم توجد فيها حالات إصابة ومن دون استشارة السلطات الصحية".

وقال أيضاً على شاشة بي بي سي "يقول لنا العلماء إن من المحتم انتشار الفيروس عبر العالم ولذلك سينتشر المرض هنا أيضاً لأنك لا تستطيع وقف انتشار هذه الفيروسات".

ورفعت منظمة الصحة العالمية نهاية الأسبوع مستوى التهديد المرتبط بالفيروس إلى "مرتفع جداً". وحذرت من أن أي دولة تعتبر نفسها بمنأى عنه ترتكب "خطأً مميتاً". وذكّرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة بأن أعراض المرض تكون طفيفة في معظم الحالات، لكن خطرة لدى 14 في المائة منها (التهاب رئوي)، وأن 5 في المائة من المصابين هم في حالة حرجة.


ويبدو أن معدّل الوفيات جراء الفيروس يراوح بين 2 و5 في المائة، بحسب منظمة الصحة العالمية، التي حضت الدول الأحد على التزود بالمعدات الطبية الخاصة بالمساعدة على التنفس والضرورية لمعالجة الإصابات الحادة.

ويثير المرض مخاوف، خصوصاً في الدول الفقيرة التي لا تمتلك المعدات الضرورية لمحاربة الفيروس. وباتت جمهورية الدومينيكان رابع بلد في أميركا اللاتينية يصل إليه الفيروس، مع إعلان أول حالة الأحد لدى مسافر إيطالي.
المساهمون