زعيم طائفة دينية متهمة بالمساهمة بانتشار كورونا بكوريا الجنوبية يقدم اعتذاره

02 مارس 2020
زعيم الكنيسة خلال مؤتمر صحافي (Getty)
+ الخط -
قدّم مؤسس "كنيسة المسيح شينشيونجي" في كوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، اعتذاراته للصحافيين على خلفية انتشار فيروس كورونا الجديد، معلناً في غابيونغ (شمال): "أريد أن أقدم اعتذاراتي الصادقة للناس باسم أعضاء الكنيسة".

واعتذر لي مان هي (88 عاماً)، وفقاً لما ذكرته وكالة "فرانس برس" في تغريدة لها، اليوم عن عدم التعامل بسرعة إزاء تفشي فيروس كورونا الجديد، وتعهد بالتعاون الكامل مع الجهات الحكومية لمواجهة الفيروس.

ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن مان هي القول: "بصفتي ممثلاً عن أتباع طائفة شينتشونجي، أتقدم باعتذاري، لكن لم تكن تلك نيتنا، ولكن الكثير من المواطنين أصيبوا بالفيروس". وأضاف: "سنبذل جهدنا لدعم الإجراءات الحكومية للسيطرة على المرض".

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، أنّ لي مان هي جثا على ركبتيه طالباً الصفح من الشعب.

ورفعت بلدية سيول شكوى بتهمة القتل ضد قادة "كنيسة المسيح شينشيونجي"، بتهمة عرقلة منع انتشار المرض. ويواجه لي مان اتهامات جنائية، تشمل القتل، عقب عرقلته جهود احتواء فيروس كورونا الجديد، إلى جانب 12 من أتباعه بإخفاء أسماء أعضاء الطائفة، الذين ربما كانوا قد أصيبوا بالفيروس، وعرقلة جهود السلطات الصحية لاحتواء تفشي الفيروس.

وقال الادعاء في سول إن الطائفة انتهكت القوانين المتعلقة بوقف تفشي الأمراض المعدية، وبذلك تُعتبر مسؤولة عن وفاة بعض الضحايا. وترتبط 60 في المائة من الإصابات المؤكدة في هذا البلد بهذه المنظمة النافذة التي لا يعرف الكثير عنها، ويصفها منتقدوها بالطائفة.

وبحسب السلطات الكورية، فإن أعضاء كنيسة شينتشونجي أصاب بعضهم البعض في مدينة دايغو جنوب-شرقي البلاد الشهر الماضي، قبل أن ينتشروا في شتى أنحاء البلاد، بالطريقة التي يمارسون بها طقوسهم الدينية، واقتراب بعضهم من بعض.

ونقلت "بي بي سي" عن أحد كبار الأعضاء، ويُدعى كيم شين تشانغ، قوله إنّ الكنيسة "آسفة للغاية لتسببها في هذا القلق". وأضاف: "إنهاء تفشي المرض هو أولويتنا القصوى. سنبذل جهدنا للتحدث مع الأعضاء وتشجيعهم على التعاون مع السلطات".

يشار إلى أنّ الكنيسة أغلقت جميع فروعها في أنحاء كوريا الجنوبية، وسلمت أسماء أتباعها للسلطات.

وكان موقع "ديلي بيست" الأميركي قد كشف في تقرير سابق عن صلة مصاب بالفيروس بطائفة دينية شديدة السرية في كوريا الجنوبية من خلال اعتماد نظام تحديد المواقع العالمي.

وبحسب تقرير للموقع، فإنّ إحدى الكنائس في كوريا الجنوبية تلقت الكثير من اللوم على استفحال فيروس كورونا في كوريا. واكتُشفت إصابة امرأة بكورونا، تبلغ من العمر 61 عاماً وتنتمي إلى كنيسة شينتشونجي في دايغو. وسرعان ما أصبح واضحاً أنّ أكثر من نصف الحالات المعروفة كانت مرتبطة بأبناء شينتشونجي.

واعتبر التقرير أن طقوس أعضاء الطائفة الدينية خلال عبادتهم يمكن أن تزيد خطر الإصابة بفيروس كورونا، إذ يركع بعضهم على مقربة من بعض ويرددون الأغاني وهم يضعون فيه أذرعهم على أكتاف بعضهم.

وسبق لمؤسس الكنيسة أن اعتبر فيروس كورونا الجديد "عملاً من الشيطان" واختباراً للإيمان يهدف إلى إيقاف نمو شينتشونجي.

وتشهد كوريا الجنوبية أسوأ انتشار لفيروس كورونا خارج البر الرئيسي للصين، وأحصت الاثنين نحو 500 إصابة إضافية وأربع حالات وفاة، مسجلة حصيلة إجمالية قدرها أكثر من أربعة آلاف إصابة، بينها 22 وفاة.
    

(فرانس برس، العربي الجديد)