في البداية، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا القانون يمنح العفو عن الجرائم المرتكبة قبل 3-10-2019، على أن يشمل: المخالفات على أنواعها، والجنح غير المستثناة بموجب هذا القانون، والجنايات غير المستثناة، وجرائم تعاطي أو تسهيل تعاطي المخدرات أو تسهيل الحصول عليها أو ترويجها من دون عوض ومن دون أيّ نية ربحية، وكذلك جريمة زراعة النباتات الممنوعة. في المقابل، لا يستفيد من العفو: الأشخاص المتورطون بقتل مدنيين أو عسكريين أو إيذائهم عمداً أو خطفهم أو حجز حريتهم، ومن قام باستخدام أو صنع أو اقتناء أو حيازة أو نقل مواد متفجرة أو ملتهبة، ومن قام بتدريب أشخاص للقيام بأعمال إرهابية.
في المؤتمر الصحافي، قال المدير التنفيذي لـ"المفكرة القانونية" نزار صاغية، إنّ قانون العفو العام، يعمل بذريعة رفع المظلوميات وتحت غطائها على إعفاء جرائم كثيرة ارتكبها مسؤولون. ومن هذه الجرائم التي شملها القانون: جرائم مالية، وتلويث الأنهار، وتفجير الجبال (الكسارات) والتهرب الضريبي، والجرائم العسكرية، والاعتداء على الأمن الداخلي، والتعدي على الحقوق المدنية. تابع صاغية: "نحن ضدّه لأنّه جاء في سياق عام جداً ولا يعالج الفئات المطلوبة. ليس المحكومون فقط هم المظلومين، بل أيضاً الضحايا ممن ينتظرون العدالة وتكريس استقلالية القضاء". وأضاف أنّ قانون العفو يفترض أن يأتي في إطار إصلاح عام شامل، بدلاً من تكريس الدور نفسه تحت غطاء المظلوميات وهو ما يضرب النظام القانوني ويكرس الثورة المضادة للمسؤولين.
في دوره، قال أستاذ القانون، كريم ضاهر، حول التهرب الضريبي، إنّ جميع المخالفات والجنح تستفيد من قانون العفو ما لم تكن مستثناة، مشيراً إلى أنّ أقصى عقوبة في التهرب الضريبي هي ثلاث سنوات، وستكون كلّ المخالفات معفاة بمجرد صدور القانون. وهو ما فيه التفاف على قرارات المجلس الدستوري عام 2018، كما أنّ هناك شبه استحالة لاسترداد الأموال المنهوبة، لأنّ ذلك يتطلب ملاحقة المسؤولين بموجب خطوات من مجلس النواب قد يتطلب بعضها موافقة الثلثين من أعضائه على أيّ إجراء.
من جهتها، قالت أستاذة العلوم السياسية، كارول شرباتي، إنّ السجون اللبنانية تضمّ 8 آلاف معتقل، ثلثاهم من غير المحكومين، بل من الموقوفين. وفي السجون اكتظاظ بنسبة 300 في المائة. أما مذكرات التوقيف فهي بعشرات الآلاف. تابعت أن لا شفافية حول تأثير العفو العام على المستوى الأمني، وليست هناك متابعة للسجناء بعد إطلاق سراحهم وكيفية إعادتهم إلى الحياة الطبيعية ودمجهم. وأشارت إلى أنّ القانون يُسقط محاكمات الحق العام، لكنّه لا يُسقط الحق الشخصي، ما يمكن أن يتسبب في مشاكل مجتمعية. كذلك، فإنّ من ليسوا محكومين لن يشملهم القانون وهكذا سيبقى الموقوفون في السجون. أضافت أنّ القانون غير عادل بالنسبة لفئات كثيرة، والمطلوب إعادة النظر فيه بعد دراسة كلّ أبعاده.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتشر وسم #لا_للعفو_العام مع دعوة من معارضي القانون إلى إقفال الطرقات المؤدية إلى البرلمان، في وقت انعقاد الجلسة، لمنع النواب من الوصول لإقراره، مع سلسلة من التشريعات الأخرى. ومع إرجاء الجلسة بجدول الأعمال نفسه، يتوقع أن تستمر هذه الدعوات في التاسع عشر من نوفمبر/ تشرين الأول الجاري، وهو الموعد الجديد للجلسة، في حال لم تقع تغييرات جوهرية في لبنان، مما يطالب به المحتجون.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|