أطفال التوحد في غزة يحتفلون بيومهم العالمي

02 ابريل 2017
التدريب والمتابعة يحسنان أداءهم (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


تقفز الطفلة سما محمد (6 سنوات)، وزميلها محمد حسن (9 سنوات)، على أرجوحة ملونة داخل مركز الإرادة التخصصي لاضطرابات التوحد، غربي مدينة غزة، والفرحة واضحة على ملامحهما الصغيرة، ضمن فعاليات اليوم العالمي للتوعية حول التوحد التي نظمها المركز.

الأجواء الطفولية الإيجابية صبغت تفاصيل الأنشطة برفقة أطفال "التوحد"، وشملت اللعب والرسم والتعريف عن النفس، في محاولة لكسر الجمود والتواصل بين الأطفال وغيرهم، وتهيئتهم للدمج في المدارس الابتدائية.

نحو 30 طفلاً وطفلة، إرادتهم غلبت مرض التوحد، واستجاب عدد منهم للتدريبات المكثفة التي يجريها الأخصائيون داخل المركز، واستطاعوا التعبير عن أنفسهم وذكر أسمائهم وعناوين سكنهم باللغتين العربية والانكليزية، ولو بصعوبة.

الطفلة سما محمد، قرأت لـ"العربي الجديد"، سورة الفاتحة، بعد أن عَرّفت عن نفسها، قبل أن تنشغل مجدداً باللعب على الأرجوحة. وعن حالتها، تقول الأخصائية هبة عوض إن الطفلة جاءت للمركز قبل نحو عامين، ولم تكن قادرة على التفوه بأية كلمة، وكانت عنيدة، لكنها استجابت وبدأت بالكلام بعد مجموعة من التدريبات.

وتوضح الأخصائية عوض لـ"العربي الجديد"، أن الأطفال في البداية يعانون من سلوكيات سلبية، إضافة إلى عدم النطق، وتصل بعض سلوكياتهم إلى العدوانية وأذى النفس وأذى الأطفال الآخرين، إلى جانب الحركة الزائدة.


يحتفلان بيوم التوحد (عبد الحكيم أبو رياش)


وعن التدريبات، تشير عوض إلى البدء بتهيئة المكان، لأن الطفل المتوحد يكون مشتتاً في البداية، ثم يتبعها تدريب ضبط السلوك، ومساعدته على التواصل البصري عبر استخدام أدوات لجذب الانتباه في ما يعرف باسم "التآزر البصري"، ومن ثم تعريفه على المفاهيم، كأنواع الفواكه والألوان والخضروات، والمطابقة، وتعميم التجارب على أسر الأطفال من أجل استمرار التدريبات.


 يحتفلون بيومهم العالمي (عبد الحكيم أبو رياش)


وتواصل الطفل محمد حسن، مع "العربي الجديد"، وعرّف عن نفسه وعن عمره ومكان سكنه. وتذكر الأخصائية عوض أن محمد جاء للمركز قبل ثلاث سنوات، بعد أن حاولت أسرته معالجته في الخارج دون جدوى، وكان يعاني من ضعف التواصل البصري والتركيز، وعدم لفظ الكلمات.

متابعة الأخصائيين لطفل التوحد تحسن سلوكياته وتواصله مع الآخرين(عبد الحكيم أبو رياش)


أخصائي التوحد، شادي البلعاوي، يتحدث لـ"العربي الجديد"، عن حالات أطفال آخرين، منهم الطفل يحيى الأغا، الذي عانى من الحركة الزائدة، وعدم التركيز، وفرط الحركة، لافتا إلى أنه تحسن بعد علاج دام عامين. وإن الطفل إسماعيل عطا الله، وعمره خمس سنوات، يعاني من الأعراض ذاتها، لكنه دخل في برنامج أكاديمي وأصبح متمكناً من عمل مجموعات ضمنية وأعداد، إضافة إلى قدرته على كتابة الأحرف والكلمات والجُمل.

كما يوضح مدير مركز الإرادة التخصصي لاضطرابات التوحد في قطاع غزة، إسلام بركات، أن الأنشطة تأتي لإيصال أصوات أطفال التوحد إلى كل المؤسسات الرسمية والأهلية والمهتمين والمتخصصين، من أجل تسليط الضوء على معاناتهم وآلامهم وأوجاعهم، علاوة على تبيان الآليات والاستراتيجيات المستخدمة مع الأطفال.

ويقول بركات لـ"العربي الجديد": "إن الإنجازات التي حققها الأطفال داخل المركز، مكنت عددا منهم من الالتحاق بالمدارس الابتدائية بعد قطعهم مراحل متقدمة في التدريبات"، مبيناً أهمية وصول هؤلاء الأطفال إلى أقصى درجات الاستقلال الذاتي والاجتماعي، والاعتماد على النفس.



دلالات