تتفاقم معاناة المواطنين اليمنيين مع بداية العام الدراسي الجديد، وبات من الصعب على معظم الأسر توفير متطلبات أبنائها المدرسية في ظل الانهيار الاقتصادي الذي يعيشه اليمن.
وتزامناً مع إعلان وزارة التربية والتعليم عن بدء العام الدراسي، توجه العديد من أولياء الأمور في العاصمة المؤقتة عدن، لتسجيل أبنائهم للالتحاق بالصفوف الدراسية، على الرغم من تردي الأوضاع الأمنية ومخاوف السكان من تفجر الأوضاع، وعودة الاشتباكات المسلحة بين القوات الحكومية والمليشيات التابعة للمجلس الانتقالي الذي تدعمه الإمارات.
جالت كاميرا "العربي الجديد" في الأسواق، ورصدت استعدادات الأسر اليمنية لشراء مستلزمات العام الدراسي.
المواطن سهيل سمير أوضح لـ"العربي الجديد" أن جميع المستلزمات المدرسية التي يحتاجها أبناؤه متوفرة، لكن أحوال الناس وظروفهم الاقتصادية لا تسمح لهم بشراء كل ما يلزم، في ظل الحرب وانقطاع الرواتب وغياب دعم الحكومة.
وأشار إلى أنه يحاول أخذ الحد الأدنى من المستلزمات الضرورية لأبنائه بعد أن اقترض مبلغاً من زميل له يعمل خارج اليمن.
وأكد سمير أن بعض الأسر حُرم أبناؤهم من الدراسة، وتحولوا إلى باعة جوالين في شوارع عدن، لأن الآباء عاجزون عن توفير مستلزمات التعليم من رسوم مدرسية وزي مدرسي وكتب وغيرها.
أما المواطنة جيهان عبد الحكيم، لفتت إلى أن هذا العام بات أصعب على الطلاب اليمنيين، لأن المتطلبات الأساسية للتعليم أصبحت صعبة المنال. وأشارت إلى أن غالبية الأسر اليمنية غير قادرة على تسجيل أبنائها في المدارس.
كما أوضحت جيهان أن الارتفاع الجنوني للأسعار زاد الطين بلة، إذ بلغ سعر الدفتر الواحد (كشكول) 300 ريال يمني (1.20 دولار أميركي) أي ضعف ما كان عليه في السابق.
وقالت بأن العام الدراسي الحالي هو بالنسبة لها "عام الفقر"، بسبب ما يتوجب عليها إنفاقه لتوفير مستلزمات الدراسة لأخيها الوحيد. واعتبرت أنها تقوم بشراء بعض الاحتياجات التي يتوجب على وزارة التربية والتعليم توفيرها لجميع الطلاب.