القصف يعطّل العملية التعليمية بإدلب ويؤثر على قدرات الطلاب

28 مارس 2017
مخاوف من قصف المدارس من جديد (الأناضول/Getty)
+ الخط -
فتحت عدد من المدارس في مدينة إدلب وبعض البلدات في الريف أبوابها من جديد، لاستقبال الطلاب، إلا أن عدداً كبيراً منهم عزف عن العودة إلى المدرسة خوفاً من قصف الطيران الحربي للمدراس من جديد. فيما استمر عدد من المدن والبلدات التي تتعرض لقصف يومي بإغلاق مدارسها.

وقالت جنان، طالبة في المرحلة الإعدادية بإدلب: "ذهبت إلى المدرسة اليوم، لكنني عدت بعد ساعتين، لم يكن هناك إلا المعلمون وبضعة طلاب فقط، قالت لنا المعلمة بعد الدرس الأول يمكنكم العودة إلى البيت، وشجعوا بعضكم غداً لنستأنف دروسنا".


وكان إغلاق المدارس قد بدأ في 19 من شهر مارس/آذار الجاري بقرار من مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب الحرة، والتي بررت قرارها بالحرص على حياة الطلاب من القصف العنيف الذي تتعرض له المحافظة، والذي يستهدف المراكز الحيوية بما فيها المدارس.



القرار تبعته عدة قرارات سمحت بتمديد العطلة في كل من إدلب وأريحا وجسر الشغور ومعرة النعمان وكفرنبل وخان شيخون، وأعطت لمديري المدارس صلاحية الإغلاق في أي لحظة حسب الحالة الأمنية.


الكتب المدرسية لم تسلم بدورها من القصف، إذ استهدفت طائرات يرجح أنها روسية المستودع الرئيسي للكتب المدرسية في مدينة إدلب، ما أدى لاحتراقه وتلف جميع الكتب والوسائل التربوية والمكاتب الموجودة، وقالت المديرية إن الدمار والتلف طاول 45 في المائة من كامل البناء.



التوقف الأخير للعملية التعليمية في محافظة إدلب ليس الأول، إذ شهد العام الدراسي الحالي عشرات العطل الاضطرارية التي تسبب بها الخوف من القصف وتكرار المجازر التي وقعت في عدد من المدارس في كل من حلب وإدلب، كل هذا انعكس سلباً على سير العملية التعليمية وحدّ بشكل كبير من استفادة الطلاب منها.

وقالت لبانة، وهي مدرسة مادة الرياضيات للمرحلة الابتدائية والإعدادية في ريف إدلب، إنّ "انقطاع الطلاب عن المدارس لا ينحصر في أوقات العطل التي تقرها مديرية التربية، غالباً لا يعود الطلاب إلى المدرسة إلا بعد عدة أيام على توقف القصف، وهناك دائماً من لا يعودون على الإطلاق بسبب النزوح أو العمل". 


وأضافت أن "تدريس المواد العلمية والرياضيات بشكل خاص هو عملية بناء مستمرة، الانقطاعات المستمرة تحول جهودنا إلى عبث، لكن ما يزيد الوضع سوءاً هو حالة عدم الاستقرار والقلق التي تعيشها العائلات هنا، يعود الأطفال إلى المدرسة وقد نسوا ما تعلموه في اليوم السابق، لا يركزون بشكل جيد في الدرس. أما بعد الانقطاعات وبقائهم لفترة طويلة في بيوتهم فلا نكاد نستطيع إدخالهم إلى الصفوف وإجلاسهم على المقاعد، نلاحظ حالة نشاط كبيرة".

وتابعت "بسبب هذا القصف لا يحظى الأطفال اليوم بحياة طبيعية، لا أماكن يلعبون بها، ولا يشعرون بالأمان حتى في بيوتهم ووسط عائلاتهم، يرون الدماء والطائرات التي تقصف والأسلحة في كل مكان، مقارنة مع السنوات السابقة يمكنني القول إن استجابة أذهان الطلاب  لما أقدمه للأطفال ليست أكثر من ثلث ما كانت في السابق".

بدوره قال طلال، وهو أستاذ للمرحلة الابتدائية في مدينة إدلب: "نريد أن يتوقف القصف، وسنتمكن من إعادة الطلاب إلى المسار الصحيح، هم يريدون أن يتعلموا أكثر مما نريد نحن، لكنهم بحاجة إلى البيئة الملائمة، ما أشاهده عند أطفال اليوم لم أشاهده في حياتي، تجد طفلاً خائفاً لا يريد الابتعاد عن أهله، وآخر لم يعد يهتم أو يخاف من شيء وتظهر عليه تصرفات عنيفة تجاه زملائه وفي تعامله مع أهله، شيء محزن جداً ما يحدث لهؤلاء الأطفال".

وتابع أ، "استجابة الأطفال في الصف الواحد صارت متفاوتة جداً، في الصف الخامس عندي من يستوعب بالمقدار المطلوب ومن لم يتقن الكتابة بعد، لا نتمكن دائماً من تقسيم الطلاب حسب مستواهم الدراسي ونأخذ أعمارهم بعين الاعتبار، فحين نضع طفلاً عمره 12 عاماً مع آخر ذي ثماني سنوات قد لا يعود في اليوم التالي إلى المدرسة".

المساهمون