لاجئون سوريّون أمام مفوضية الأمم المتحدة في بيروت: "ردّوا علينا"

بيروت

سارة مطر

avata
سارة مطر
27 يناير 2020
C600930C-5153-4777-B421-B626946010B4
+ الخط -
جدّد عشرات اللاجئين السوريين في لبنان إطلاق صرخة حقوقيّة، مطالبين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حمايتهم من الفقر والجوع والمرض والتشرّد، وتأمين عيش كريم لهم ولأبنائهم، أو إعادة توطينهم في بلدٍ ثالثٍ، رأفة بهم لما يقاسونه من حرمان وعذابات يومية تصل بهم إلى بيع أعضاء من أجسادهم أو حتّى أبنائهم.

واليوم الاثنين، نفّذوا اعتصاماً أمام المقر الرئيسي للمفوضية في بيروت، رفعوا خلاله لافتات نددت بممارسات المفوضية وسياساتها الاستنسابية في تقديم المساعدات للاجئين، عدا عن الفساد المستشري داخل أروقتها ووسط عدد من شركائها، حيث تغيب الحماية من الاضطهاد والاعتداءات والتحرّش الجنسي بحق اللاجئات، إضافة إلى استغلال الأطفال والقصّر.

وهتفت أم عمر، وهي إحدى اللاجئات "جوعانين، بردانين، مرضانين، يا أمم ردّوا علينا". وتقول لـ"العربي الجديد": "أسفت للإهمال الذي يتعرّض له اللاجئون من قبل المفوضية، التي لم تستجب لمطالبهم على الرغم من انقضاء شهرين على بدء اعتصاماتهم". وأضافت "شبعنا وعوداً كاذبة، بيننا لاجئات أرامل ومطلّقات وأطفال مرضى من دون أي معيل. أين حقوقنا كلاجئين؟ أين هي إنسانيّة الأمم؟".

من جهته، وقف اللاجئ منير جمعة يردّد بحسرة: "يا حيف عليكم يا حيف، وصّل صوتنا لجنيف". ويؤكّد لـ"العربي الجديد" أنّه لا ينال "أي مساعدة من المفوضية، لا تدفئة ولا مدارس ولا طبابة ولا قسيمة غذائية، على الرغم من أنّني مسجّل في قوائم المفوضية منذ عام 2012". منير، وهو أب لثلاثة أولاد، مهدّدٌ بالتشرّد بعدما عجز عن تسديد بدل إيجار منزله منذ تسعة أشهر، ما اضطرّه لإرسال ابنه الذي لم يتعدّ السادسة للعمل في محلٍ للمواد الغذائية في مقابل الحصول على طعام يسدّ به جوعه وعائلته".

حال منير هو كحال العديد من اللاجئين السوريين. يحكي عدد من هؤلاء لـ"العربي الجديد" كيف أن البعض يحتمي من البرد بسخّان كهربائي مخصّص لإعداد القهوة والشاي، في وقت يضطر البعض الآخر إلى إرسال أبنائهم الصغار إلى العمل في اقتلاع البطاطس في سهل البقاع. أما اللاجئ شواخ المحمد وأولاده السبعة، فيقطنون منذ شهرين تحت جسر الكولا في بيروت، ويعجز حميد حمّود عن إجراء عملية زراعة قوقعة الأذن لابنه البالغ من العمر تسع سنوات.

في هذا السياق، أبدت اللاجئة الأرملة رجاء الصادق لـ"العربي الجديد" استياءها لما تعرّض له ولداها "من اعتداءاتٍ متكرّرة وذلك لاعتباراتٍ عنصرية".


من جهة أخرى، يُشدّد المسؤول الإعلامي لدى المفوضية، عمر النعيم، على أنّ "ما يعانيه لبنان حالياً من وضع اقتصادي ومعيشي صعب، ينعكس بطبيعة الحال على الجميع، ولا سيّما على اللاجئين السوريين الذين يندرجون ضمن الفئات الأكثر هشاشة". ويقول لـ"العربي الجديد": "تحرص المفوّضية على خدمة الأسر الأكثر حاجة، إلا أنّنا غير قادرين للأسف على مساعدة جميع اللاجئين. الدعم الدولي يقدّمه الأفراد والقطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط ككلّ هو دعم محدود، وفي تناقصٍ مستمر. كما أنّ واحد في المائة فقط من اللاجئين حول العالم تتمّ إعادة توطينه، كون هذه المسألة مرتبطة بالدولة المستضيفة لا بالمفوضية".

بدورها، تلفت المسؤولة المساعدة للعلاقات الخارجية في المفوضية، روى شاتيلا، إلى "وجود خط ساخن على مدار الساعة لاستقبال الشكاوى والانتهاكات التي يتعرّض لها اللاجئون. كما أنّنا نتوخّى الدقة والشفافية في عملنا، لكن المعونات محدودة، وهذا ما يجعل نحو 73 في المائة من اللاجئين السوريين تحت خط الفقر بحسب آخر إحصاء نشرته المفوضية عام 2019". 

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
المساهمون