حددت محكمة الأسرة في بريطانيا موعدا لمعركة قانونية بين حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم وزوجته الأميرة هيا بنت الحسين، والتي فرت من البلاد لتخرج إلى النور، لتكون أولى جلسات القضية يوم 30 يوليو/ تموز المقبل.
وتضع القضية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مواجهة الأميرة هيا، ابنة ملك الأردن الراحل والفارسة الأوليمبية الشهيرة التي تتمتع بعلاقات ودية مع هاوية الفروسية الملكة إليزابيث الثانية، بحسب "أسوشييتد برس".
ويتوقع أن تركز الجلسة على من سيحظى بحضانة طفليهما الآن بعد أن غادرت الأميرة هيا دبي إلى بريطانيا، حيث تمتلك ضيعة مسورة داخل حدائق قصر باكنغهام، في شارع خاص تصطف فيه بعض أغلى المنازل والسيارات في العالم.
وقالت صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية أمس الأربعاء، إن الأميرة هيا بنت الحسين (45 سنة)، أقامت دعوى قضائية في قسم الأسرة بالمحكمة العليا البريطانية تطالب فيها بالطلاق من زوجها نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس الوزراء، فضلا عن حضانة طفليها جليلة (11 سنة) وزايد (7 سنوات).
وأكد محامي القضايا العائلية في شركة "بيننغتونز مانشسيز كوبر" في لندن، جيمس ستيوارت، أن "قضية الطلاق يمكن تقديمها طالما استطاعت الأميرة إثبات أنها مقيمة في بريطانيا".
وقالت رادا ستيرلنغ من منظمة "سجناء في دبي"، إن الأميرة الهاربة "ضحية وشاهدة"، في إشارة إلى دورها في أزمة هروب ابنة حاكم دبي في وقت سابق، مضيفة أن "الإمارات مجتمع يهيمن عليه الذكور، وزوجها الشيخ محمد بن راشد يتمتع بسلطة مطلقة في دبي".
وتحاول الإمارات تقديم صورة حسنة لنفسها أمام العالم الغربي، عبر تعيين وجوه نسائية وزيرات ومستشارات وقياديات، لكن الواقع يختلف بالنسبة للمرأة الإماراتية التي تعاني من قوانين ولاية الرجل عليها ومن السماح له بممارسة العنف الجسدي واللفظي تجاهها، واشتراط الحكومة موافقة "ولي الأمر" لاستخراج أوراقها الثبوتية.
والأميرة هيا هي أخت غير شقيقة لملك الأردن، عبد الله بن الحسين، ولم تظهر للعلن منذ 20 مايو/ أيار الماضي، كما أن حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي لم تشهد أي تفاعل منذ شهر فبراير/ شباط الماضي، وكانت آخر تغريدة لها في موقع "تويتر" تتضمن صورة لها مع والدها الراحل الملك حسين.
Twitter Post
|
وقالت صحيفة "ديلي ميل" في وقت سابق، إن السلطات الألمانية رفضت طلباً من محمد بن راشد بإعادة زوجته وطفليه إلى دبي، في حين لم تصدر عن السلطات الإماراتية أيّ تعليقات تنفي أو تؤكد هرب الأميرة هيا.
ووجهت اتهامات سابقة لحاكم دبي بسوء معاملة بناته، إذ حاولت ابنته "الشيخة شمسه" الهرب من عقار يملكه والدها في بريطانيا عام 2000، لكن رجال الأمن التابعين لعائلتها قاموا بملاحقتها واكتشاف مكانها في كامبريدج، ثم إعادتها إلى دبي، لتنقطع أخبارها منذ ذلك الوقت، بحسب ما قالته في وقت لاحق شقيقتها "الشيخة لطيفة".
وحاولت الشيخة لطيفة نفسها الهرب عدة مرات من قصرها في دبي، إذ حاولت مرة الهرب نحو سلطنة عمان، لكنها اعتقلت وحبست لمدة ثلاث سنوات وفق تقارير صحافية سابقة.
ونجحت لطيفة بالهرب مرة أخرى في فبراير/ شباط 2018، بمساعدة جاسوس فرنسي سابق ومدربتها الفنلندية تينا جوهانين، إذ اختبأت على متن يخت اتجه بها نحو المحيط الهندي، لكنها اختفت مع طاقمها في مارس/ آذار من العام نفسه، وقيل إن قوة عسكرية مشتركة من الإمارات والهند قامت باحتجازها بينما كانت تقترب من ولاية غوا الهندية، وأعادتها إلى دبي.
ونشر مقطع فيديو بعد أيام قليلة من اكتشاف مكان الشيخة لطيفة، ضم رسالة سجلتها تحسباً لوقوع أي مكروه، قالت فيها إنها تتعرض لسوء المعاملة في بلدها، وإنها سجينة في قصرها، واتهمت والدها بإساءة معاملتها هي وشقيقتها شمسه، وأنه في حال نشر الفيديو فإن ذلك يعني أنها تتعرض للخطر.
ونشرت السلطات الإماراتية مجموعة من الصور للشيخة لطيفة مع رئيسة الوزراء الأيرلندية السابقة ماري روبنسون في ديسمبر/ كانون الأول 2018، داخل منزلها، في دلالة على أن الأميرة حية، لكنها ما زالت ممنوعة من مغادرة البلاد.
ونشرت قصيدة منسوبة لحاكم دبي بعنوان "عشتي ومتي"، وجاء فيها "بعض الخطا اسمه خيانة. ونتي تعديتي وخنتي. يا خاينة أغلى أمانة. كشفت ملعوبك ونتي. كذبك ترى ولى زمانه. ما يهمنا كنا وكنتي"، ليتداول متابعون على مواقع التواصل أن القصيدة موجهة إلى هيا، ولكن لم يصدر تأكيد رسمي لغاية اللحظة أن القصيدة هي من كلمات زوج الأميرة الهاربة فعلا.