"وردة لكل أم أسير" مبادرة فلسطينية لتخفيف معاناة الأمهات

22 مارس 2017
محاولة التخفيف عنهن (العربي الجديد)
+ الخط -



 دشن مجموعة من الشبان والشابات الفلسطينيين، نشاطاً تطوعياً تحت مسمى "وردة لكل أم أسير" يوزعون من خلاله وعلى مدار خمسة أيام، الورود على أمهات الأسرى الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية المحتلة، وذلك بمناسبة عيد الأم.

النشاط التطوعي، الذي بدأ منذ يوم أمس الثلاثاء، يهدف بحسب منسقه الشاب غسان النجار إلى إشعار أمهات الأسرى بأولادهن الذين غيّبهم المحتل خلف قضبان السجون، إذ يحاول فريق العمل أن يعوض غياب الأبناء وأن يقدم لهن الهدايا بدلا من أن يكونوا هناك في الزنازين لا أحد يعرف كيف يقضون أوقاتهم.

وقال النجار في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن هذه الفكرة أتت من وحي الواقع الذي تعيشه الأم الفلسطينية، إذ تعاني آلاف الأمهات الفلسطينيات من بُعد أبنهائهن عنهن، ولا سيما أن هذا اليوم تنتظر فيه كافة الأمهات في العالم هدية أو معايدة من ابنها، إلا أن أبناءً كثراً تبعدهم سياسة المحتل المحترفة في خلق الحواجز والعقبات أمام الفلسطينيين.

وأوضح أن هذا النشاط يستمر لخمسة أيام، يزور فيه المتطوعون من الشبان والشابات منازل عوائل الأسرى الفلسطينيين، ويقدمون لأمهات الأسرى الورود، تعبيرا عن حبهم وتقديرهم للأم المناضلة التي تعاني ألم فراق ابنها.

وأشار النجار إلى أن توزيع الورود على قرى وبلدات ومدن الضفة، وكذلك مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، إذ ستتم زيارة منازل أهالي الأسرى وتقديم الورود لهم، وستتركز الأولوية في توزيع الهدايا على أمهات الأسرى المؤبدين في سجون الاحتلال.



وأبرز أن القائمين على الفعالية خريجو وطلاب جامعات، وعدد من الناشطات الفلسطينيات في مؤسسات فلسطينية محلية، وكذلك مجموعة من المتطوعين الأجانب، وتم شراء نحو 1000 وردة ستقدم لألف أم أسير فلسطيني.

وأكد على أن نشاطات الفريق تعتبر موسمية، إذ يقوم الفريق بشكل دوري بزيارة عوائل الأسرى والشهداء لدعم صمودهم وتقديرا لتضحياتهم من أجل الوطن، لافتا إلى أن الأم الفلسطينية هي شريكة في المعاناة والألم الذي يتكبده ابنها في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

تقدير تضحيات الأم الفلسطينية (العربي الجديد)


وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، نحو سبعة آلاف فلسطيني في سجونها، من ضمنهم 60 أسيرة فلسطينية يقبعن خلف قضبان المحتل، بينهن 19 أما غيبتها تهم المحتل الإسرائيلي عن أبنائها وعن منزلها.

وقال النجار "هذا أقل ما يمكن أن نقدمه لأم الأسير، تلك المرأة التي لا تتألم فقط في الأعياد والمناسبات التي تمر عليها فحسب، بل إنها تذكر ابنها في كل يوم يمر عليها وهو بعيد عنها بسبب ما يفرضه عليه الاحتلال من عقوبة نتيجة حبه للوطن.

وتعتبر هذه الأنشطة والفعاليات التطوعية التي يقدمها الشبان الفلسطينيون من خلال مبادرات شخصية أو عبر الأحزاب الفلسطينية والمؤسسات، نموذجا لتضامن الشعب الفلسطيني، وتقاسم الألم والأمل، كون الاحتلال لا يرحم أحدا، ولا يستثني طفلا أو شيخا أو امرأة، فالكل متهم حتى تثبت براءته، وفق تعبير النجار.

المساهمون