السعودية ترفض التدخل الخارجي بقضية رائف بدوي

08 مارس 2015
+ الخط -

في الوقت الذي رفضت السعودية أي تدخلات خارجية في قضية المدوّن السعودي المسجون رائف بدوي، الذي ستعاد محاكمته الأسبوع المقبل، انقسم الشارع السعودي حول الحملة التي دشنتها زوجة بدوي؛ إنصاف حيدر لجمع 1.2 مليون توقيع، لحث المنظمات الغربية على التدخل لإخراج زوجها من السجن.

واعتبر مدونون أن طلب التدخل الخارجي أمر غير مقبول ويصل لدرجة الخيانة، بينما رأى آخرون أن من حق حيدر السعي لإخراج زوجها من السجن بأية طريقة كانت.

وشددت وزارة الخارجية على لسان مصدر مسؤول فيها على أن القضاء السعودي مستقل ولن يقبل الإملاءات من الخارج. وأشارت الخارجية على لسان مصدر مسؤول: "تبدي السعودية استغرابها واستهجانها الشديدين لما يثار في بعض وسائل الإعلام حول قضية المواطن رائف محمد بدوي، والحكم الصادر بحقه"، مؤكداً أن السعودية: "تأسف لقيام هذه الوسائل بالتهجم عليها وعلى قضائها".

وشدد المسؤول على أن بلاده: "لا تقبل التدخل بأي شكل من الأشكال في شؤونها الداخلية، وترفض التطاول على حقها السيادي أو المساس باستقلال قضائها ونزاهته، حيث لا سلطان على القضاة في قضائهم".

وأكد المصدر في الخارجية أن جميع القضايا المنظورة أمام المحاكم يتم التعامل معها دون تمييز أو استثناء"، وتابع "السعودية لا تقبل بأي حال من الأحوال أن يتعدى عليها أحد باسم حقوق الإنسان، لا سيما أن دستورها قائم على الشريعة الإسلامية التي كفلت للإنسان حقوقه وحفظت له دمه وماله وعرضه وكرامته".



وبين المصدر أن "السعودية من أوائل الدول التي دعمت حقوق الإنسان، واحترمت كافة المواثيق الدولية تجاهها وبما يتفق مع الشريعة الإسلامية، وهذه الجهود واضحة للعيان"، وتابع "بعض الجهات الدولية وبعض وسائل الإعلام للأسف الشديد أفرغت مبادئ حقوق الإنسان من مضامينها السامية، وجنحت إلى محاولة تسييسها واستغلالها في التعدي والهجوم على الحقوق السيادية للدول بمعايير لا يمكن وصفها إلا بالانتقائية والازدواجية لخدمة أهداف سياسية، وهو أمر لا تسمح به السعودية ولا تقبله على الإطلاق".

وجاء هذا التصريح بعد أن دشنت زوجة بدوي إنصاف حيدر حملة جمع توقيعات دولية، في محاولة للضغط على السلطات السعودية لإطلاق سراح زوجها. ووقع على الحملة أكثر من مليون شخص من أنحاء العالم، وهي تهدف إلى جمع مليون ومائتي ألف توقيع، لصالح الإفراج عن المدون السعودي الذي حكم عليه بألف جلدة والسجن 10 سنوات، ولكن تم نقض الحكم أخيرا وستعاد محاكتمه الأسبوع المقبل.

من جهة أخرى، انتقد المستشار القانوني أحمد الرشيد الخطوة التي أقدمت عليها حيدر، معتبرا أنها نوع من التصعيد الذي لم يكن له داع. وقال لـ "العربي الجديد": "ستعاد محاكمة رائف بدوي، ونقض الحكم يعني أن محكمة الاستئناف وجدت الحكم خاطئاً، ولهذا لا أعتقد أن لهذا الحملة ضرورة لأن القضاء السعودي لن يهتم بها وقد يكون لها انعكاس سلبي".

وتحول موقع التواصل الاجتماعي تويتر لساحة جدل بين مؤيدين ومعارضين. ودشن مغردون هاشتاغ (بيان الخارجية يمثلني) فيما دشن آخرون هاشتاغ (الشعب يرفض تدخل الغرب في القضاء) واجتذب الأخير أكثر من 55 ألف تغريدة يوم أمس، وقال أحمد كريري: "نرفضه ونرفض تدخل الجهلاء أيضاً ولو كانوا مسلمين"، وكتب أبو جاد الدبيخي: "لا تكن عبدًا وتتقمص دور السيد! التحرر من التبعية الغربية أولاً"، وأضاف عبد الله الحربي: "هاشتاغ اتفقت فيه جميع الآراء وهذا يدل أن سيادة المملكة خط أحمر بالنسبة لنا".

اقرأ أيضاً: حقوق العربيّات إلى نقطة الصفر 
اقرأ أيضاً: أمل السعوديات في "الحقوق الكاملة"

المساهمون