في بلدة خزاعة، شرقي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، أطلقت الشابة شيماء قديح (23 سنة) صفحة فيديو على موقع "فيسبوك" موجهة إلى الأشخاص الصمّ، هدفها إرشادهم إلى أساليب الوقاية من فيروس كورونا.
تنبهت قديح إلى أنّ مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية تنشر نصائح وإرشادات للوقاية من فيروس كورونا موجهة للجمهور العام وسط عدم الاهتمام بالأشخاص الصمّ ممن يحتاجون إلى قراءة منشورات خاصة بهم، أو توجيهها لهم بلغة الإشارة، وذلك باستثناء عدد قليل من الفضائيات التي تقدم ضمن نشرات الأخبار فقط بعض المعلومات. وعلى الصعيد الفلسطيني، لم تجد سوى التلفزيون الرسمي يقدم نشرات الأخبار إلى جانب زاوية لغة الإشارة، مع العلم أنّ هناك أكثر من 20 ألف شخص أصم في الضفة الغربية وقطاع غزة، من بينهم كثيرون لديهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنّهم يشعرون بتمييز في حقهم بالحصول على المعلومة الصحية، بحسب قديح.
تقول لـ"العربي الجديد": "في الوقت الحالي مع أزمة انتشار فيروس كورونا الجديد، لدينا وقت طويل نمضيه في المنزل، وأنا أنشط في مجال دعم فئة الأشخاص الصمّ من خلال لغة الإشارة، كجزء من دعم قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة عموماً الذين أنتمي إليهم كفتاة ذات إعاقة حركية. خلال دراستي الجامعية في علاج النطق تقربت أكثر من الأشخاص ذوي الإعاقة، وتفهمت حاجتهم أكثر، خصوصاً الأشخاص الصمّ، لذلك قررت أن أكرس وقتي للبحث في سبل الوقاية وتوجيه بعض النصائح لهم".
كونت شيماء علاقة صداقة مع أشخاص صمّ، فكثرت لقاءاتهم في مختلف الأماكن في قطاع غزة، وتجري معهم تواصلاً على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الفيديو كونهم يفضلون التواصل بلغة الإشارة بدلاً من الرسائل النصية. زاد إصرارها على إنتاج مقاطع الفيديو، بشكل يومي، نتيجة تواصلها مع أصدقائها الذين أكدوا لها عدم درايتهم بالإرشادات الكاملة للوقاية من الفيروس.
نشرت شيماء عدداً من مقاطع الفيديو التي تحتوي على نصائح في كيفية إمضاء أوقات الفراغ في المنزل، وأهمية ممارسة الرياضة، وارتداء أدوات الوقاية في الخارج، والتنبه خلال التعامل خارج المنزل، وما هي أعراض الإصابة بالفيروس وماذا يتحدث العالم عنه، وكيف يتعاون المجتمع مع الأشخاص الصمّ، وكيف يتعاملون هم أنفسهم مع المجتمع لتقصي الأخبار.
تلفت إلى أنّ قراءة النصوص العادية على التلفزيون أو مواقع التواصل الاجتماعي لا تزود الأشخاص الصمّ بالمعرفة الكاملة، خصوصاً أنّ بعضهم لا يفهم تركيب الجمل العادية. تضيف: "هناك نسبة كبيرة من الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية متعلمة في المجتمع الفلسطيني والعربي، وعدم وصول الإرشادات إليهم بلغة الإشارة يمكن أن يعرضهم للفيروس بشكل أكبر من غيرهم. وهناك بعض منهم يعيشون في مجتمعهم يتواصلون بعضهم مع بعض فقط ولا يحبون كثيراً مشاركة من هم خارج فئة الأشخاص ذوي الإعاقة".
تفاعل كثير من الأشخاص الصمّ في غزة عبر "فيسبوك" مع مقاطع قديح، وطلبوا منها أن تبقيهم على اطلاع يومي، إلى جانب تقديم معلومات حديثة عن أبرز ما يقوله الأطباء عن انتشار الفيروس. من جهتها، تنتظر أن ينتهي الوباء في أقرب وقت ممكن حتى تعود لإكمال دراستها كمترجمة لغة إشارة محترفة، والحصول على إذن مزاولة المهنة.
كانت شيماء في عمر عامين، عندما أصيبت بمرض السرطان في الحبل الشوكي، مع محاولاتها الأولى للوقوف والمشي كغيرها من الأطفال. اكتشفت أسرتها أنّ هذا المرض - الذي ما زال في جسمها حتى اليوم- هو من دون علاج، وستعيش حياتها بشلل نصفي، مع أمل ضعيف في البقاء على قيد الحياة كما تقول. عاشت طفولة صعبة جداً، إذ كانت تتنقل بين المستشفيات لتحصل على الحقن والعلاج في بعض الدول الخارجية لضعف الإمكانات الطبية في غزة.
تمكنت من الدخول إلى مدرسة غير متخصصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، إذ قرر والدها أن تعيش حياتها بشكل عادي. لكنّها واجهت صعوبات كبيرة طوال المرحلتين الابتدائية والإعدادية بسبب غياب التجهيزات الهندسية الخاصة بالإعاقة الحركية عن مدرستها، علماً أنّها تستخدم كرسياً متحركاً منذ ذلك الحين. واصلت التعلم بالرغم من كلّ الصعوبات في التجهيز الهندسي والدراسة نفسها والتمييز ضدها، حتى أنهت الثانوية العامة سنة 2014.
انتسبت بعدها إلى الجامعة واندمجت أكثر في المجتمع. وأكملت دراستها في معهد تنمية القدرات في جمعية الهلال الأحمر لتقود قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وأصبحت أول شخص من ذوي الإعاقة الحركية يتحدث بلغة الإشارة في غزة.
تنبهت قديح إلى أنّ مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية تنشر نصائح وإرشادات للوقاية من فيروس كورونا موجهة للجمهور العام وسط عدم الاهتمام بالأشخاص الصمّ ممن يحتاجون إلى قراءة منشورات خاصة بهم، أو توجيهها لهم بلغة الإشارة، وذلك باستثناء عدد قليل من الفضائيات التي تقدم ضمن نشرات الأخبار فقط بعض المعلومات. وعلى الصعيد الفلسطيني، لم تجد سوى التلفزيون الرسمي يقدم نشرات الأخبار إلى جانب زاوية لغة الإشارة، مع العلم أنّ هناك أكثر من 20 ألف شخص أصم في الضفة الغربية وقطاع غزة، من بينهم كثيرون لديهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنّهم يشعرون بتمييز في حقهم بالحصول على المعلومة الصحية، بحسب قديح.
تقول لـ"العربي الجديد": "في الوقت الحالي مع أزمة انتشار فيروس كورونا الجديد، لدينا وقت طويل نمضيه في المنزل، وأنا أنشط في مجال دعم فئة الأشخاص الصمّ من خلال لغة الإشارة، كجزء من دعم قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة عموماً الذين أنتمي إليهم كفتاة ذات إعاقة حركية. خلال دراستي الجامعية في علاج النطق تقربت أكثر من الأشخاص ذوي الإعاقة، وتفهمت حاجتهم أكثر، خصوصاً الأشخاص الصمّ، لذلك قررت أن أكرس وقتي للبحث في سبل الوقاية وتوجيه بعض النصائح لهم".
كونت شيماء علاقة صداقة مع أشخاص صمّ، فكثرت لقاءاتهم في مختلف الأماكن في قطاع غزة، وتجري معهم تواصلاً على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الفيديو كونهم يفضلون التواصل بلغة الإشارة بدلاً من الرسائل النصية. زاد إصرارها على إنتاج مقاطع الفيديو، بشكل يومي، نتيجة تواصلها مع أصدقائها الذين أكدوا لها عدم درايتهم بالإرشادات الكاملة للوقاية من الفيروس.
نشرت شيماء عدداً من مقاطع الفيديو التي تحتوي على نصائح في كيفية إمضاء أوقات الفراغ في المنزل، وأهمية ممارسة الرياضة، وارتداء أدوات الوقاية في الخارج، والتنبه خلال التعامل خارج المنزل، وما هي أعراض الإصابة بالفيروس وماذا يتحدث العالم عنه، وكيف يتعاون المجتمع مع الأشخاص الصمّ، وكيف يتعاملون هم أنفسهم مع المجتمع لتقصي الأخبار.
تلفت إلى أنّ قراءة النصوص العادية على التلفزيون أو مواقع التواصل الاجتماعي لا تزود الأشخاص الصمّ بالمعرفة الكاملة، خصوصاً أنّ بعضهم لا يفهم تركيب الجمل العادية. تضيف: "هناك نسبة كبيرة من الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية متعلمة في المجتمع الفلسطيني والعربي، وعدم وصول الإرشادات إليهم بلغة الإشارة يمكن أن يعرضهم للفيروس بشكل أكبر من غيرهم. وهناك بعض منهم يعيشون في مجتمعهم يتواصلون بعضهم مع بعض فقط ولا يحبون كثيراً مشاركة من هم خارج فئة الأشخاص ذوي الإعاقة".
تفاعل كثير من الأشخاص الصمّ في غزة عبر "فيسبوك" مع مقاطع قديح، وطلبوا منها أن تبقيهم على اطلاع يومي، إلى جانب تقديم معلومات حديثة عن أبرز ما يقوله الأطباء عن انتشار الفيروس. من جهتها، تنتظر أن ينتهي الوباء في أقرب وقت ممكن حتى تعود لإكمال دراستها كمترجمة لغة إشارة محترفة، والحصول على إذن مزاولة المهنة.
كانت شيماء في عمر عامين، عندما أصيبت بمرض السرطان في الحبل الشوكي، مع محاولاتها الأولى للوقوف والمشي كغيرها من الأطفال. اكتشفت أسرتها أنّ هذا المرض - الذي ما زال في جسمها حتى اليوم- هو من دون علاج، وستعيش حياتها بشلل نصفي، مع أمل ضعيف في البقاء على قيد الحياة كما تقول. عاشت طفولة صعبة جداً، إذ كانت تتنقل بين المستشفيات لتحصل على الحقن والعلاج في بعض الدول الخارجية لضعف الإمكانات الطبية في غزة.
تمكنت من الدخول إلى مدرسة غير متخصصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، إذ قرر والدها أن تعيش حياتها بشكل عادي. لكنّها واجهت صعوبات كبيرة طوال المرحلتين الابتدائية والإعدادية بسبب غياب التجهيزات الهندسية الخاصة بالإعاقة الحركية عن مدرستها، علماً أنّها تستخدم كرسياً متحركاً منذ ذلك الحين. واصلت التعلم بالرغم من كلّ الصعوبات في التجهيز الهندسي والدراسة نفسها والتمييز ضدها، حتى أنهت الثانوية العامة سنة 2014.
انتسبت بعدها إلى الجامعة واندمجت أكثر في المجتمع. وأكملت دراستها في معهد تنمية القدرات في جمعية الهلال الأحمر لتقود قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وأصبحت أول شخص من ذوي الإعاقة الحركية يتحدث بلغة الإشارة في غزة.