تواصل مئات من فرق المتطوعين لليوم الثالث على التوالي حملة التلقيح ضد شلل الأطفال التي تستهدف مئات آلاف الأطفال في بلدات ومخيمات النازحين في الشمال السوري، في ظل صعوبات عدة، بينها استهداف المناطق السكنية عسكريا، ونقص الوقود، والطقس السيئ.
وتستهدف الحملة نحو 815 ألف طفل في مناطق الشمال السوري المحررة، بينهم 470 ألف طفل في محافظة إدلب، وقامت حملة تحصين سابقة في شهر يوليو/تموز الماضي، بتطعيم أكثر من 850 ألف طفل.
وقال نائب مدير صحة إدلب، مصطفى العيدو، لـ"العربي الجديد"، إن "الحملة هي الثانية من نوعها خلال عام 2019، ورقم 24 خلال السنوات السبعة الماضية، وبدأت يوم السبت الماضي، وتستمر حتى الخميس المقبل، وتستهدف أكثر من 450 ألف طفل من عمر يوم حتى خمس سنوات".
وأضاف العيدو أنه "يتم تنفيذ الحملة بالتعاون مع مديريات الصحة وفريق (لقاح سورية) عبر 800 فريق تطوعي موزعين على 30 مركزا في ثمانية مناطق إدارية، ومصدر اللقاح هو منظمة يونيسف ومنظمة الصحة العالمية، لكن الحملة تواجه الكثير من الصعوبات والمخاطر الناتجة عن القصف، وخاصة على ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، إضافة إلى النزوح والتهجير، إذ يوجد أكثر من 600 ألف مهجر منتشرين بمناطق واسعة، وحصرهم ليس بالأمر السهل".
قال أحد مسؤولي الرعاية الصحية الأولية في مديرية حلب، لـ"العربي الجديد"، إن "المستهدفين في ريف حلب الغربي يبلغون 125 ألف طفل، لكن الحملة تواجه معوقات بينها ارتفاع أسعار المحروقات، والطقس الماطر، واحتمال استهداف المناطق عسكريا".
وأكد مصدر طبي في حلب لـ"العربي الجديد"، أن "الحملة تستهدف نحو 350 ألف طفل بالمحافظة، موزعين على مناطق إعزاز وعفرين والباب وجرابلس وريف حلب الغربي والجنوبي، والمتطوعين يطمئنون الأهالي إلى أن اللقاح آمن وفعال، وليست له آثار جانبية".
وبين أغا أن "هناك كثيرا من الصعوبات التي تواجه الحملة، وبينها طبيعة المنطقة الجغرافية، وصعوبة الوصول إلى المنازل، وحاليا يعوق الطقس الماطر وصول السيارات إلى كثير من المناطق ما يضطر الفرق إلى السير لمسافات طويلة للوصول إلى الأطفال، فضلا عن عدم توفر الوقود لسيارات الحملة".