تزايدت مخاوف المصريين من وصول فيروس كورونا الجديد المنتشر حالياً في الصين، وعدم قدرة الجهات المعنية على مواجهته حال انتشاره بين البلاد، مستحضرين سيناريوهات الوفيات التي شهدها عدد من المحافظات المصرية بعد الإصابة بـ"إنفلونزا الخنازير" و"إنفلونزا الطيور"، في الوقت الذي يرى فيه عدد من الأطباء أن "كورونا" يعد الأخطر لكونه قد يدمر الجهاز التنفسي والرئة والقلب والكلى خلال ساعات.
وطالب عدد من الجهات المعنية في مصر وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد بضرورة توضيح حالة المرض في مصر، خاصة في ظل وجود تكتم على حالات مرضية مصابة بـ"الإنفلونزا" دخلت المستشفيات، ولم يتم توضيح سبب حجزها في المستشفيات حتى اليوم، هل هو إنفلونزا عادية أم مرض "كورونا"، إذ صدرت تعليمات لعدد من مستشفيات الحميات بالمحافظات والحكومية بعدم الإدلاء بأي معلومات أو تصريحات عن الحالات المرضية المصابة بأعراض الإنفلونزا، خاصة في الوقت الحالي.
وتوقعت جهات طبية مصرية أن تكون رحلة الطيران التي تحمل ما يقرب من 300 مواطن مصري من مدينة ووهان الصينية تتضمن عدداً منهم حاملاً للمرض، وهو ما أصاب الجميع بحالة من الهلع والخوف، خاصة أطباء الحجر الصحي بالمطار، إذ أكد أحد المسؤولين أن الإجراءات الطبية في مطار القاهرة سوف تكون بعدم عودة المواطنين إلى منازلهم مباشرة بل سيتم إيداعهم الحجر الطبي للكشف على حالتهم الصحية وحجزهم على الأقل مدة 24 ساعة لمتابعتهم، وأضاف قائلاً: "تم تزويد الحجر الطبي بمطار القاهرة بجهاز مراقبة يحتوي على كاميرات حرارية للكشف على القادمين من المصريين من تلك المدينة الموبوءة بالمرض".
واعترف المسؤول بحالة الهلع بين الأطباء والعاملين بالحجر الصحي، خاصة أنهم "بوابة الكشف عن القادمين من الخارج"، خاصة المصريين القادمين من تلك المدينة الصينية التي دمرها المرض، وقال إن وزارة الصحة المصرية رفعت استعداداتها إلى الدرجة القصوى بمطار القاهرة، وأعلنت مستشفيات الحميات جاهزيتها حين يتم اكتشاف أو الاشتباه في أي حالة مصابة بفيروس كورونا، وقال: "إن الإجراءات الخاصة بأطقم الطائرة سوف تخضع للإجراءات نفسها" وبالإضافة إلى تطهير الطائرة من الداخل والخارج.
وكان عضو مجلس النواب محمد عبد الله زين الدين قد طالب وزيرة الصحة بعقد مؤتمر صحافي لتعريف الرأي العام والشعب المصري بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة لمنع دخول فيروس كورونا إلى مصر، وأضاف في بيان له اليوم الأحد أن العالم كله يتحدث الآن عن فيروس كورونا، ولا حديث للأوساط الطبية أو السياسية أو العالمية إلا عنه، ومن هنا يجب طمأنة المصريين عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة وجاهزية الوزارة لأي طوارئ.
وتابع النائب: "لقد تسبب الفيروس حتى الآن في أكثر من 300 حالة وفاة، وتأكدت إصابة 9962 حالة في الصين، وانتقل إلى 18 دولة أخرى، منها أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة الأميركية، ويسود الرعب بشكل أساسي لسببين: الأول هو عدم وجود لقاح وعلاج للمرض حتى الآن، والثاني هو الخوف من تحول الفيروس في دول أخرى لصورة يصبح معها أكثر فتكاً وخطورة، ويجب على وزيرة الصحة أن تكشف الحقيقة للمصريين، وتوضح ماذا يتم من إجراءات في مكاتب الحجر الصحي بالمطارات".