منى علوان (46 سنة)، واحدة من النساء المغربيات اللواتي أصبن بالسرطان مرتين، كانت المرة الأولى سنة 2010، حينما اكتشفت إصابتها بسرطان عنق الرحم، ثم سنة 2016 عندما أصيبت بسرطان الثدي، الذي يحلّ في الرتبة الأولى بنسبة 36 في المائة من مجموع سرطانات الإناث بالمغرب.
تقول منى لـ"العربي الجديد"، "في البداية لم أتقبل إصابتي بالسرطان، كانت الصدمة كبيرة لي ولأبنائي وأسرتي، لارتباط اسم هذا المرض بالموت، لكن بعد أن رأيت أطفالا وشبابا ابتلوا بهذا الداء، استجمعت قوتي وقررت عدم الاستسلام، والانخراط في مسار العلاج".
وتوضح "بعد رحلة الفحوصات والتحاليل، خضعت لست حصص من العلاج الكيميائي، و29 حصة من العلاج الإشعاعي في مصحة خاصة بالدار البيضاء، وبالضبط في سنة 2011 بشّرني الطبيب بأنني عولجت من سرطان عنق الرحم، وبأن وضعي الصحي مستقر، وبإمكاني العودة لنشاطي الاعتيادي".
غير أن فرحة منى لم تدم طويلا، إذ ستكتشف في بداية سنة 2016 إصابتها بسرطان الثدي، "لم أصدق الأمر، انهرت بالبكاء، كنت أحتاج إلى الكثير من القوة لأتماسك أمام نفسي أولا، وأبنائي ثانيا".
وتتابع "الحمد لله وجدت الدعم والسند من أبنائي أولا، وأسرتي وبعض الأصدقاء، أما زوجي فقد تخلى عني، وتركني أصارع المرض وحيدة، حينها توجهت لمؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان بالدار البيضاء، وهناك خضعت لحصص العلاج الكيميائي والإشعاعي".
صعوبات كثيرة واجهتها المريضة في رحلة علاجها، كما توضح وفي مقدمتها تكاليف العلاج الباهظة، وغياب أي مقاربة في دعم ومساندة مريض السرطان، بالإضافة إلى صعوبة التأقلم مع شكلها بعد فقدان الوزن والشعر.
"فقدت شعري، ونحف جسمي إثر المرض، كنت أرمق في عيون الكثيرين، نظرات الشفقة أحيانا، والسخرية أحيانا أخرى، لكنني تخطيت كل ذلك، كان الهدف الوحيد الذي وضعته نصب عيني هو العلاج".
وبالفعل العام الماضي، كانت نتائج الفحوصات التي أجرتها منى إيجابية ومطمئنة، وبعدما حاربت السرطان مرتين وهزمته أُطلق عليها لقب "المرأة الحديدية"، لقوتها وانخراطها الواعي أيضا في معركة التحسيس والتوعية بهذا الداء..
حوّلت منى علوان، مرضها ومحنتها إلى منحة، وأسست جمعية "تحدي وشفاء مرضى السرطان"، سنة 2017 بمدينة المحمدية التي تستقر بها، في محاولة منها لمساعدة مرضى السرطان وتقديم الدعم المعنوي والمادي لهم، وكذا تنظيم ندوات وورشات للتوعية بخطورة المرض وطرق الوقاية والعلاج.
تقول لـ"العربي الجديد"، كان المرض والمعاناة التي مررت منها، بمثابة درس كبير لي، قررت استثماره في تقديم ما يمكن لمرضى "يحتاجون إلى من يحضنهم ويشدّ على أيديهم".
وأشارت علوان إلى أنها تطمح إلى مزيد من الدعم لمرضى السرطان، والتفاف الكثير من الأيادي للقضاء على "المرض الخايب"، وتوفير المأوى للقادمين من مدن وقرى بعيدة قصد الخضوع لحصص العلاج، إلى جانب بطاقات مجانية لتخفيف عبء تنقلاتهم.
تحرص منى على مقاسمة تجربتها مع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتنشر صورها وصور أنشطة جمعيتها، وقد نالت صفحتها إعجاب الكثير من المتابعين، وتحولت قصتها إلى مصدر قوة للكثير من المرضى.
Facebook Post |
Facebook Post |