الجزائر تتحوّل إلى بلد إقامة للمهاجرين الأفارقة

21 يوليو 2017
ضغوط وتحديات أمنية في قضية الهجرة (العربي الجديد)
+ الخط -
تحوّلت الجزائر من بلد عبور للمهاجرين القادمين من دول الساحل الأفريقي إلى مقر إقامة دائمة للآلاف الذين يصلون إليها عبر الصحراء، بحسب  تصريحات مسؤول حكومي اليوم الجمعة.

وقال وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، في مؤتمر حول "المصالحة والتحديات الأمنية"، عقد في العاصمة، إنّ "التقارير المتعلقة بظاهرة الهجرة السرية وتدفق المهاجرين الأفارقة تؤكد أن بلادنا تحولت إلى بلد إقامة بعد أن كانت محطة عبور".

وأوضح الوزير بدوي أن "الجزائر وحتى في ظل المخاطر الأمنية الراهنة المحدقة بها، تصر على التعامل مع مسألة الهجرة غير القانونية وفق مقاربة إنسانية".

وأكد أنّ التحدي الأمني هو "المحك الحقيقي في قضية الهجرة، والحكومة الجزائرية اعتمدت المعايير المعمول بها في مجال الاحتراز الأمني"، مضيفا "نحن نتعامل مع هذه المسألة منذ بداية التسعينيات ومصالحنا تجيد التفريق بين العمل على الحفاظ على الأمن بهدف حماية الأشخاص والممتلكات وبين حماية حقوق الإنسان".

 وشدد المسؤول الحكومي على ضرورة معرفة الأطراف والمؤسسات الدولية بالعبء المتزايد على الجزائر في ما يخص استقبال المهاجرين الأفارقة، وقال "يتعين على الشركاء الدوليين الأخذ بعين الاعتبار العبء المتزايد الذي تتحمله البلد في التعامل مع مسألة الهجرة غير القانونية".


وهذه هي المرة الثانية التي تدعو فيها الجزائر المؤسسات الدولية إلى المساعدة على التكفل بالمهاجرين، بعد دعوة سابقة وجهتها مديرة الهيئة التنفيذية للهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، التي طالبت بمساعدة دولية للجزائر للتكفل بالمهاجرين.

وتقدّر منظمات حقوقية عدد المهاجرين الأفارقة في الجزائر بـ100 ألف مهاجر، غالبيتهم من دولتي النيجر ومالي ومن 16 دولة أفريقية.

ويقطع المهاجرون الأفارقة أكثر من ألفي كيلومتر للوصول إلى مدينة الخليل، شمال مالي، نقطة تجمع المهاجرين الأفارقة قبل التسلل إلى الجزائر، والدخول إلى تمنراست، أول مدينة قبل الانطلاق إلى مدن الشمال، وتقوم شبكات تهريب بتهريب المهاجرين إلى الجزائر عبر ممرات صحراوية.

وكان جدل سياسي وإعلامي كبير قد أثير في الجزائر قبل أسبوعين، بعد تزايد تدفق المهاجرين الأفارقة إلى المدن الجزائرية وإقامتهم لمخيمات عشوائية في كل مكان. وتزامن هذا مع قلق في الجزائر من موجة تدفق المهاجرين الأفارقة، ومخاوف أمنية جدية من تسلل إرهابيين ضمن المهاجرين الأفارقة.

وكان رئيس الحكومة الجزائرية عبد المجيد تبون، قد أعلن عن ترحيب الجزائر، كبلد أفريقي، بالمهاجرين الذين يدفعهم الفقر والحروب للهجرة إلى الجزائر، وأعلن عن قرار الحكومة إحصاء المهاجرين ومنحهم بطاقات إقامة وحق العمل.

غير أن وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، عبر عن مخاوف أمنية من تدفق المهاجرين الأفارقة، واتهم مساهل شبكات تهريب مرتبطة بجماعات إرهابية بتهريب المهاجرين الأفارقة، مشيراً إلى خطة ترحيل آلاف المهاجرين الأفارقة المقيمين بطريقة غير قانونية إلى بلدانهم.

المساهمون