كورونا يواصل الانحسار في الصين وينتشر في أوروبا والأميركيتين

21 مارس 2020
كورونا يحول نيويورك إلى مدينة أشباح (تايفون كوسكون/الأناضول)
+ الخط -

انتقل فيروس كورونا (كوفيد-19) من مركز تفشيه الرئيسي في وسط الصين إلى أنحاء العالم، وبينما ما زالت بلدان آسيوية أبرزها كوريا الجنوبية، تسجل إصابات جديدة، إلا أن مركز الوباء الأبرز حاليا بات في أوروبا، إذ تسجل إيطاليا وإسبانيا أعداد إصابات ووفيات مطردة.
تم تأكيد أكثر من 275 ألف إصابة على مستوى العالم، بما في ذلك أكثر من 11 ألف وفاة، وفقًا لإحصاءات جامعة جون هوبكنز. في حين تعافى ما يقرب من 90 ألف شخص.
بالنسبة لمعظم الناس، لا يسبب الفيروس سوى أعراض خفيفة أو معتدلة، مثل الحمى والسعال. بالنسبة للبعض الآخر، وخاصة كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية، يمكن أن يسبب مرضًا أكثر حدة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي.
وأكدت لجنة الصحة الوطنية الصينية اليوم السبت، أن البر الرئيسي لم يسجل إصابات جديدة بفيروس كورونا محلية المنشأ لليوم الثالث على التوالي، لكن سجلت 41 إصابة لأشخاص قادمين من الخارج خلال الـ24 ساعة الماضية.
وتواصل الصين تخفيف القيود على الحركة تدريجياً، وتحاول البلاد إعادة تشغيل الاقتصاد بدون إعادة المرض. يسمح المسؤولون في مدينة ووهان المركز الأول لتفشي الفيروس، بإعادة فتح متاجر السوبر ماركت والمتاجر وبعض شركات البيع بالتجزئة الأخرى من الساعة 9 صباحًا حتى 6 مساءً. إذا كانوا في مناطق ليس بها حالات مؤكدة أو مشتبه بها. كما يُسمح لشخص واحد من كل أسرة بالخروج يوميًا في رحلة تسوق تصل إلى ساعتين.
على جانب آخر، أعلنت حديقة حيوان بكين إعادة فتح مناطقها الخارجية اعتبارا من الاثنين، لكنها قالت إنه يتعين على الزوار ارتداء الأقنعة وإجراء حجوزات قبل يوم واحد على الأقل. وقد تم إغلاق معظم المتاحف والمعالم السياحية الرئيسية في الصين لمدة شهرين تقريبًا لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد.



ورصدت كوريا الجنوبية اليوم السبت، 147 إصابة جديدة بفيروس كورونا، لتواصل مسارا نزوليا في تسجيل حالات الإصابات اليومية من ذروة بلغتها في آخر فبراير/شباط، لكن استمرت المخاوف من حدوث تفش جديد من جراء التجمعات الصغيرة والوافدين من الخارج.
وقالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن هذا هو اليوم العاشر على التوالي الذي تسجل فيه حالات إصابة في حدود 150 أو أقل، وإن كان ذلك يزيد عن 87 حالة تم تسجيلها في اليوم السابق للأيام العشرة.
ورفعت الأرقام الجديدة إجمالي الإصابات في كوريا الجنوبية إلى 8799. وبلغ العدد الإجمالي للوفيات 102.
على الجانب الآخر من المحيط، تقوم ثلاث ولايات أميركية كبرى بعزل مواطنيها لمواجهة الفيروس الذي ينتشر بسرعة، في حين تضررت الأنظمة الصحية بشدة في بلدان أوروبية.
وأعلنت ولايتا نيويورك وإلينوي أنهما ستقيدان حركة السكان إلى حد كبير في منازلهم ابتداء من نهاية هذا الأسبوع، بعد أن فعلت أكبر ولاية أميركية، كاليفورنيا، ذلك الجمعة. يبلغ عدد سكان الولايات الثلاث مجتمعة أكثر من 70 مليون نسمة. وتستعد ولايتا كونيتيكت وأوريغون لخطوات مماثلة.



كما قالت نيويورك إن جميع العاملين في القطاعات غير الأساسية سيطلب منهم البقاء في منازلهم قدر الإمكان، وسيتم حظر التجمعات بأي حجم. سيتم عمل استثناءات للمهمات الأساسية، مثل شراء البقالة والأدوية، وممارسة الرياضة، وقال البيت الأبيض إن الفحوص أظهرت أن أحد أعضاء فريق نائب الرئيس مايك بنس إيجابي للفيروس التاجي. وقالت متحدثة إن الشخص لم يكن على اتصال وثيق ببنس أو الرئيس دونالد ترامب.

ومع تعرض المستشفيات الأميركية لضغوط بالفعل، فإن المسؤولين يسارعون الزمن لمنع -أو على الأقل الحد- من تكرار ما حدث في الصين وأوروبا، حيث طغى الوباء على الخدمات الطبية في مدينة ووهان بوسط الصين في وقت سابق من هذا العام، والآن تدفعهم إلى الحد الأقصى في إيطاليا وإسبانيا. في حين طلبت بريطانيا من 65 ألف ممرض وطبيب متقاعد العودة إلى العمل.
وعززت بريطانيا إجراءات المكافحة بشكل كبير الجمعة، وأمرت بإغلاق الحانات والمطاعم ودور السينما والصالات الرياضية. في حين عززت سويسرا إجراءاتها ومنعت كل تجمع لأكثر من خمسة أشخاص، لكنها استبعدت فرض عزل معتبرة أنها "سياسة استعراضية".
وهذا الإجراء المشدد غير المسبوق في تاريخ البشرية يجري تنفيذه بدرجات متفاوتة حسب الدول. فقد بدأ الإيطاليون الذين يلازمون بيوتهم منذ حوالى عشرة أيام التململ. ووجه تأنيب إلى أكثر من 53 ألفا منهم بسبب خروجهم غير المبرر إلى الشوارع.
أما بوينس آيرس العاصمة الأرجنتينية المعروفة بحيويتها بوجود حانات ومسارح ومكتبات، فقد تحولت إلى مدينة أشباح، بعدما قررت الحكومة فرض العزل على السكان حتى نهاية مارس/آذار.



وتزدهر المبادرات للتخفيف من وطأة الحجر. فقد بثت إذاعات حوالى ثلاثين دولة أوروبية الأغنية الشهيرة "يو ويل نيفر ووك ألون" (لن تسير وحدك أبدا) التي تعد من أشهر أناشيد كرة القدم، موجهة بذلك رسالة تضامن في مواجهة أزمة كورونا.
لكن يصعب تطبيق الإجراءات الوقائية في أماكن بالغة الحساسية مثل الأحياء العشوائية في آسيا، أو السجون المكتظة والمتهالكة في جميع أنحاء العالم. ولا يملك ثلاثة مليارات نسمة الحد الأدنى من وسائل مكافحة الفيروس مثل المياه الجارية والصابون حسب خبراء الأمم المتحدة الذين يخشون موت "ملايين".
من جهة أخرى، أصبحت كولومبيا أحدث دولة في أميركا الجنوبية تعلن عن عمليات إغلاق، بعد بيرو والإكوادور وفنزويلا، وأعلن الرئيس إيفان دوكي ليلة الجمعة، أنه سيطلب من الكولومبيين العزل في منازلهم ابتداء من الثلاثاء المقبل، وحتى 13 أبريل/ نيسان.
بدأت العاصمة بوغوتا إغلاقا الجمعة، لتصبح شوارع المدينة التي كانت مزدحمة عادة بحركة المرور فارغة إلى حد كبير. توجد 158 حالة إصابة في البلاد، ويأمل المسؤولون أن تحد الإجراءات الصارمة الآن من عدد الحالات الجديدة في الأسابيع المقبلة.