إلى الحراك الجزائري... لا تنخدعوا

11 ابريل 2019
جزء من مطالب الحراك الثوري في الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -
على الحراك السلمي في الجزائر ألا ينخدع في وعود رسمية براقة وتصريحات نارية من قادة الجيش باجتثاث الفساد، وأن يواصل تظاهراته لحين تحقيق مطالبه كاملة، وأبرزها إسقاط رموز النظام وتحقيق العدالة الاجتماعية وفتح ملفات الفساد ومعاقبة اللصوص واسترداد ثرواته المنهوبة خاصة تلك القابعة في بنوك فرنسا وسويسرا حيث حسابات الجنرالات ورموز نظام بوتفليقة.

لا تسمحوا لرموز النظام السابق والثورة المضادة والمرجفين أن يثيروا فزعكم بزعم أن الاقتصاد الجزائري سيتهاوى بسبب الحراك السلمي، والزعم كذلك بأن استمرار الحراك يثير قلق المستثمرين الأجانب والمحليين ويلعب دوراً في افلاس الشركات وركود الأسواق.

فتجربة ثورة 25 يناير في مصر أكدت أن الحراك السلمي يفيد الاقتصاد الوطني ولا يضره، فقد تسببت ثورة يناير في زيادة الصادرات الخارجية لمصر والتي عرفها العالم أكثر بسبب هذه الثورة، كما حدث تحسن في مؤشرات السياحة وتحويلات المغتربين والاستثمارات الخارجية، وهدأت الأسعار في العام الأول للثورة المصرية، فالثورات تفيد الاقتصاديات الوطنية ولا تضرها كما تزعم الثورات المضادة ورموز الأنظمة الفاشية والمستبدة.

سيخرج عليكم من المسؤولين ورجال الأعمال المرتبطين بالنظام الحاكم من يقول لكم إن الجزائر مقبلة على أزمة مالية حادة وتعثر وفوضى اقتصادية، وأن الدينار الجزائري مرشح للانهيار مقبال الدولار في حال استمرار الحراك السلمي، لا تصدقوهم، صدقوا فقط أنفسكم وثقوا بحراككم الذي سيغير وجه البلاد اقتصاديا واستثماريا وسياسيا واجتماعيا في حال نجاحه.

سيخرج عليكم "جنزوري" الجزائر ليصرخ فيكم قائلا إن البلاد قاربت على الإفلاس، وأن مخزون القمح والسكر والأرز والزيت وغيرهما من السلع الغذائية والمحاصيل الاستراتيجية قارب على النفاد، وأن البلاد مقبلة على الجوع، لا تصدقوه، فقد فعلها من قبل رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري الذي حاول إلقاء الرعب في قلوب ثوار 25 يناير ودفعهم نحو ترك الميادين والعودة إلى المنازل. 
سيخرج عليكم من يقول إن الجزائر على شفا الانهيار بسبب تآكل احتياطي النقد الأجنبي وأنه قارب على النفاد، وأن الوضع غاية في الهشاشة وينذر بالأسوأ، لا تصدقوه، فالبنك المركزي لديه ما يقرب من 80 مليار دولار احتياطيات كافية لتغطية احتياجات البلاد من الواردات السلعية لشهور عدة، كما أن تحسن أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال الفترة الأخيرة سيدعم الاحتياطي النقدي ويرفع قيمته.

سيخرج عليكم من يقول إن استمرار الحراك السلمي سيعطل الصادرات النفطية، وربما يزيد على ذلك حينما يقول إن صادرات النفط والغاز مرشحة للتوقف، وهو ما يهدد إيرادات البلاد وموارد الخزانة العامة، لا تصدقوه، فصادرات النفط زادت في بلدكم مستفيدة من الاضطرابات الأمنية في ليبيا والعقوبات الأميركية على فنزويلا وإيران.

سيخرج عليكم من يزعم محاربته الفساد المستشري في كل القطاعات وفتح ملفات شركة سونطراك النفطية وبنك الأمين وغيرها، لا تصدقوه فهو غارق ورفاقه فيه حتى أخمص قدميه.

صدقوا فقط ثورتكم النبيلة التي تراهن الشعوب الحرة على نجاحها. آمال المواطنين العرب معلقة عليكم، فالثورة عبادة فتمسكوا بها.
المساهمون