كشف تقرير صادر عن الاتحاد الكويتي لتجار الذهب والمجوهرات، عن تزايد إقبال الكويتيين على شراء الذهب خلال مايو/أيار الماضي، وذلك بالتزامن مع سيطرة القلق على منطقة الخليج من التوترات القائمة بين الولايات المتحدة وإيران.
وأظهر التقرير، الذي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، أن الكويتيين والمقيمين اشتروا نحو 4 أطنان من الذهب، خاصة السبائك الخفيفة، بقيمة 165 مليون دولار، وهو ما اعتبره التقرير أعلى حجم شراء للذهب في البلاد منذ نحو 10 سنوات.
وقال الاتحاد إن "السبب الرئيسي لهذا الارتفاع التاريخي في حجم الشراء، يرجع الى بحث المواطنين والمقيمين عن الملاذ الآمن للسيولة النقدية المتوفرة لديهم، ليكون الذهب الخيار الأمثل أمام هؤلاء لحفظ أموالهم".
وأشار إلى أن متوسط المحفظة الاستثمارية للذين اشتروا الذهب خلال مايو/أيار، تراوحت بين 5 آلاف دولار و15 ألف دولار. وبحسب بيانات وزارة التجارة، ارتفعت أسعار الذهب خلال ذلك الشهر بنسبة 3 في المائة.
وقال رجب حامد، خبير المعادن الثمينة لـ"العربي الجديد" إن الذهب يظل استثماراً آمناً وقت الأزمات، مشيرا إلى أن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي يعتبر من أهم الأسباب المؤثرة على أسعار الذهب.
وتوقع حامد، استمرار أسعار الذهب في الصعود خلال العام الجاري 2019، بنسب قد تصل إلى 12 في المائة، وذلك في ظل زيادة الطلب العالمي، نتيجة ضبابية الموقف بالمنطقة وكذلك التوترات التجارية العالمية.
وتصاعدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين منذ مايو/ أيار الماضي، حيث فرضت واشنطن رسوما جمركية بنسبة 25 في المائة على ما قيمته 200 مليار دولار من السلع الصينية، لترد بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على سلع أميركية بقيمة 60 مليار دولار.
ولم تقتصر المواجهة بين الولايات المتحدة والصين، على فرض الرسوم الجمركية، وإنما امتدت إلى التضييق على الشركات الكبرى، ما ينذر بتأزم الاقتصاد العالمي.
وقال يعقوب الفيلكاوي، مدير عام شركة المدينة لبيع وشراء المشغولات الذهبية في الكويت: "على الرغم من ارتفاع أسعار الذهب، إلا أن حجم المبيعات لم يتراجع، حيث حدث العكس في السوق المحلية، فما زالت عملية شراء المعدن النفيس مستمرة، ليس فقط على السبائك إنما أيضا على المشغولات".
وأضاف الفيلكاوي أن الذهب سيظل الوسيلة الأفضل من الناحية الادخارية، رغم أنه استثمار ذات عائد منخفض، مشيرا إلى أن هناك إقبال في السوق المحلية على السبائك الخفيفة التي تصل أوزانها إلى 250 غرام.
وكان تقرير صادر عن وحدة الأبحاث بمجموعة بوسطن كونسلتينغ غروب الأميركية، قد أشار إلى ارتفاع ثروات الكويتيين الخاصة، منذ بداية العام وحتى نهاية إبريل/ نيسان بنسبة 19 في المائة، لتصل إلى 370 مليار دولار، مقارنة مع 310 مليارات دولار بنهاية 2018.
وأظهر التقرير، الذي نشرته "العربي الجديد" نهاية مايو/أيار الماضي، أن النمو الأكبر في الثروات كان لشريحة الأثرياء الذين يمتلكون ما يتراوح من 50 إلى 100 مليون دولار.