وقالت المصادر نفسها، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إن "فيروس كورونا سيتسبب حتماً في تراجع حركة شحن البضائع بين آسيا وأوروبا، وهو ما سيلقي بظلال سلبية على حركة عبور السفن لقناة السويس، لكن ليس من المعلوم حتى الآن حجم التأثيرات المتوقعة والتي ستتوقف على مدى مواجهة الفيروس واستقرار الاقتصاد الصيني واستمرار عمليات التبادل التجاري بين الأسواق الكبرى".
ونقلت وكالة "رويترز"، أمس الجمعة، عن مصادر في قطاع الشحن، أن الفيروس الصيني سريع الانتشار، أصاب قطاع شحن الحاويات عالمياً بحالة من الارتباك، إذ تغير شركات نقل حاويات مسار شحنات ويتقلص الطلب على الموانئ الصينية، وهو ما يشي بأن شهوراً من تأخر التسليمات قادمة.
وتسبب تفشي الفيروس القاتل منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، في إغلاق الكثير من المدن والمصانع في الصين وفي اضطراب حركة السفر الجوي العالمية. وفاقم قرار الصين مد فترة عطلتها بمناسبة العام القمري الجديد حتى العاشر من فبراير/ شباط الجاري التعقيدات اللوجستية، رغم أن موانئها لا تزال مفتوحة.
والصين نقطة اتصال حيوية بالنسبة لقطاع الحاويات، حيث يجري نقل كل شيء بدءا من الأطعمة الطازجة وحتى الهواتف والملابس الفاخرة وكذلك المكونات الصناعية.
وبدأت العديد من الشركات العالمية تكشف عن حجم الأضرار التي تتعرض لها جراء حالة الشلل التي يعانيها الاقتصاد الصيني، حيث توقفت خطوط إنتاج في شركات كبرى منها السيارات، جراء توقف توريد المكونات المصنعة في الصين.
وقناة السويس ممر ملاحي عالمي وحيوي بالنسبة لحركة التجارة بين آسيا وأوروبا. ووفق البيانات الرسمية الصادرة عن هيئة قناة السويس، يعبر القناة حوالي 24 في المائة من إجمالي تجارة الحاويات العالمية، فيما تستوعب القناة نسبة 100 في المائة من تجارة الحاويات المارة بين آسيا وأوروبا.
لكن أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، قال في تصريحات إعلامية، قبل أربعة أيام، إن حجم التجارة المارة في القناة لم يتأثر بفيروس كورونا، موضحا أن حجم التجارة الشهر الماضي زاد بنسبة 8.5 في المائة عن الشهر ذاته من العام الماضي.
في المقابل خفضت وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال العالمية للتصنيفات الائتمانية، توقعاتها للنمو الصيني في 2020 إلى 5 في المائة من 5.7 في المائة، قائلة إن أثر تفشي الفيروس التاجي قد يكون وخيما في الأجل القصير.
وقال شون روش، كبير اقتصاديي آسيا والمحيط الهادئ في الوكالة، أمس الجمعة إن "معظم الأثر الاقتصادي للفيروس التاجي سيكون محسوسا في الربع الأول، وسيكون التعافي الصيني متوطدا بحلول الربع الثالث من هذا العام".