التعاون الاقتصادي يتصدر جدول أعمال قمة أردوغان وبوتين

08 اغسطس 2016
رجب طيب أردوغان وبوتين خلال قمة مجموعة "العشرين"(فرانس برس)
+ الخط -

من المنتظر أن يتصدّر التعاون الاقتصادي بين تركيا وروسيا جدول أعمال القمة الأولى للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، عقب أزمة إسقاط سلاح الجوي التركي مقاتلة روسية قرب الحدود السورية يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

ويتوجّه أردوغان، غداً الثلاثاء، إلى مدينة سانت بطرسبرغ الروسية للقاء نظيره الروسي، حيث من المتوقع أن تركز محادثاتهما حول سبل تحقيق الأهداف التجارية التي كانت محددة بين الطرفين قبل أزمة إسقاط المقاتلة الروسية.

وتتمثل هذه الأهداف في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 100 مليار دولار، إضافة إلى مناقشة مشاريع الطاقة، والسياحة وتجارة المنتجات الصناعية والغذائية، والاستثمارات.

وفق معلومات هيئة الإحصاء التركية وخدمة الإحصاء الفيدرالي الروسية، فإنّ روسيا كانت تحتل خلال العام الماضي المركز الثاني ضمن قائمة الدول الأكثر استيراداً للمنتجات التركية، فيما كانت تحتل المرتبة الثالثة بين الدول الأكثر تصديراً إلى تركيا.

ووصل حجم التجارة الخارجية بين موسكو وأنقرة في عام 2008 إلى 38 مليار دولار، إلّا أنّ الركود الذي أصاب الاقتصاد الروسي نتيجة انخفاض أسعار النقط، أدّى إلى تراجع هذه القيمة إلى حدود 23.3 مليار دولار مع حلول عام 2015.

وعقب حادثة إسقاط المقاتلة الروسية، تدنى حجم التبادل التجاري بين الطرفين، حيث تراجعت الصادرات التركية إلى روسيا خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة 60.5%، على أساس سنوي، إلى 737 مليون دولار.

حظر المنتجات الغذائية

وتتصدر المنتجات الزراعية وقطع غيار السيارات والمواد الكيميائية والألبسة الجاهزة والأجهزة الكهربائية قائمة المنتجات التركية المصدرة إلى روسيا، غير أنّ الحظر، الذي فرضته الحكومة الروسية على دخول المنتجات التركية إلى أسواقها، حد من الصادرات التركية.


وقررت الحكومة الروسية، مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، منع إدخال الطماطم والبطاطا والبرتقال والملفوف والمشمش والملح وعدد من المنتجات الزراعية التركية إلى أسواقها، غير أنّ المساعي التي بذلها وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، ونائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك، خلال زيارتهما الأخيرة إلى موسكو في 26 تموز/يوليو الماضي، أثمرت عن بدء المحادثات بين الجانبين لرفع الحظر الروسي المفروض على المنتجات الزراعية التركية.

السياحة وتأشيرات الدخول

ومن المنتظر أيضاً أن يبحث الزعيمان خلال لقائهما، غداً، القيود التي فرضتها روسيا على سيّاحها الراغبين في قضاء عطلتهم في تركيا، إضافة إلى كيفية إلغاء تأشيرة الدخول المفروضة من جانب واحد، على المواطنين الأتراك الراغبين في زيارة روسيا.

وكبدت السياحة التركية 840 مليون دولار خلال النصف الأول من العام الجاري بسبب توقف الرحلات السياحية الروسية إلى المنتجات التركية. وتراجع عدد الروس المتوافدين إلى تركيا، خلال الفترة نفسها بنسبة 87%، على أساس سنوي.

وكان الرئيس الروسي بوتين، قد وقّع في الأول من تموز/يوليو الماضي، على مرسوم ينص على رفع القيود المفروضة للسيّاح الروس الراغبين في التوجه إلى تركيا.

التعاون في مجال الطاقة

ويكتسي التعاون في مجال الطاقة أهمية كبيرة بالنسبة إلى البلدين، ولا سيما مع وجود مشاريع ضخمة تمّ الاتفاق على تنفيذها قبل حادثة إسقاط المقاتلة الروسية، مثل مشروع خط أنابيب السيل التركي، وتجارة الغاز الطبيعي، ومحطة "أق قويو" النووية.

وبلغت واردات تركيا من الغاز الطبيبي الروسي في 2015 نحو 27 مليار متر مكعب، وفق هيئة تنظيم أسواق الطاقة التركية.

وأعلن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، في وقت سابق، عن استئناف محادثات تنفيذ مشروع خط أنابيب السيل التركي مع أنقرة.

وتشرف روسيا على تنفيذ محطة "أق قويو" النووية في تركيا، والتي تبلغ تكلفتها الإجمالية 25 مليار دولار.

ومن المتوقع أن يبلغ حجم ضخ الغاز الروسي في "السيل التركي" 63 مليار متر مكعب سنويًا، سيخصص منها 16 مليار متر مكعب للسوق التركية، في حين سيوجه الباقي إلى الأسواق الأوروبية.

المساهمون