وهوت بورصة وول ستريت يوم الأربعاء دافعة المؤشر داو جونز الصناعي إلى زيادة خسائره إلى 20 بالمئة في شهر واحد للمرة الأولى منذ الأزمة المالية في 2008 بعد أن وصفت منظمة الصحة العالمية تفشي فيروس كورونا بأنه وباء.
وأنهى داو جونز جلسة التداول منخفضاً 1464.94 نقطة، أو 5.86 بالمئة، إلى 23553.22 نقطة بينما هبط المؤشر ستاندرد اند بورز500 الأوسع نطاقاً 140.85 نقطة، أو 4.89 بالمئة، ليغلق عند 2741.38 نقطة. وأغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضا 392.20 نقطة، أو 4.7 بالمئة، إلى 7952.05 نقطة.
أسواق النفط
وفي أسواق النفط هبطت الأسعار 4 في المئة الأربعاء مع تجدد الضعف في أسواق الأسهم بعد أن قالت منظمة الصحة العالمية إن التفشي العالمي لفيروس كورونا هو الآن وباء، ومع اعلان منتجين كبار للخام عن خطط لتصعيد حرب أسعار.
وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول منخفضة 1.43 دولار، أو 3.8 بالمئة، لتسجل عند التسوية 35.79 دولار للبرميل.
وتراجعت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.38 دولار، أو 4 بالمئة، لتغلق عند 32.98 دولار للبرميل.
وهوت الأصول العالية المخاطر طوال يوم الأربعاء، لكن خسائرها تسارعت في أواخر التعاملات مع تزايد عدد حالات الاصابة بفيروس كورونا وتقييد دول كثيرة السفر.
وخفضت كل من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وإدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتهما للطلب على النفط بسبب تفشي الفيروس، وتتوقعان الآن أن ينكمش الطلب في الربع الأول من العام.
وأعلنت السعودية والإمارات عن خطط لزيادة الطاقة الإنتاجية في أعقاب انهيار تخفيضات انتاجية منسقة من السعودية وروسيا ومنتجين آخرين.
وأصدرت وزارة الطاقة السعودية توجيهات إلى شركة أرامكو المملوكة للدولة لزيادة طاقتها الانتاجية إلى 13 مليون برميل يومياً من 12 مليون برميل.
وأعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أنها سترفع إمدادات الخام إلى أكثر من أربعة ملايين برميل يوميا، وستعجل بخطط زيادة الطاقة الانتاجية إلى خمسة ملايين برميل يوميا، وهو هدف كانت في السابق تخطط للوصول إليه بحلول 2030.
ومع زيادة الإمدادات، تضيف الرياض وأبوظبي 3.6 ملايين برميل يومياً في إبريل/ نيسان إلى السوق التي تعاني من تخمة بالفعل، وذلك مقارنة بالإنتاج الحالي الذي يقيده اتفاق مع روسيا ينتهي العمل به في نهاية مارس/ آذار.
وبالإضافة إلى ذلك، قالت موسكو إن الشركات الروسية ستزيد الإنتاج بما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا وقد ترفعه بما يصل إلى 500 ألف برميل يومياً.
تراجع الأسهم الأوروبية
وفي أوروبا أغلقت سوق الأسهم الأوروبية عند أدنى مستوى في 14 شهراً يوم الأربعاء بعد أن تخلت عن مكاسبها الأولية التي حققتها عندما اتخذ بنك إنكلترا المركزي اجراءات تحفيزية، بينما ساهم ضعف في الأسواق الأميركية في زيادة الخسائر.
وأنهى المؤشر ستوكس 600 القياسي جلسة التداول منخفضا 0.7 بالمئة بعد أن تحول الى الهبوط عندما أشارت العقود الآجلة الأميركية إلى خسائر لبورصة وول ستريت، مما يشير الى أن الضبابية التي تكتنف التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا ستواصل إلحاق ضرر شديد بالأسواق.
وكانت الأسهم الأوروبية صعدت لفترة وجيزة بعد أن خفض بنك إنكلترا أسعار الفائدة على غير المتوقع لينضم إلى بنوك مركزية كبرى حول العالم في محاولة حماية اقتصاداتها من تفشي الفيروس. وأعلن البنك أيضاً عن إجراءات لدعم الإقراض المصرفي.
ومن المفارقات أن الأسهم البريطانية كانت الأسوأ أداء في جلسة اليوم مع استمرار تضرر شركات كبرى للنفط، مثل بي.بي ورويال داتش شل، من الهبوط الحاد في أسعار الخام. ومما فاقم المخاوف أن وصفت منظمة الصحة العالمية تفشي فيروس كورونا بأنه وباء.
وتنتظر الأسواق الآن اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي يوم الخميس لترى هل سيخفض البنك أسعار الفائدة.
وتصدر قطاع السفر والترفيه القطاعات الخاسرة مع هبوط مؤشره 3.9 بالمئة، في حين أغلق مؤشر شركات النفط والغاز منخفضا 2.0 بالمئة.
وجاءت أسهم البنوك بين عدد قليل من الرابحين بعد أن ذكرت تقارير أن كريستين لاغارد رئيسة المركزي الأوروبي أبلغت زعماء الاتحاد الأوروبي في مؤتمر عبر الهاتف ليل الثلاثاء أن صانعي السياسة النقدية يدرسون كل الأدوات المتاحة قبل اجتماع الغد، وخصوصا الأدوات التي تتيح تمويلاً "رخيصاً جداً".
الليرة التركية تهبط
وفي تركيا تراجعت الليرة يوم الأربعاء بفعل مخاوف أثارها الإعلان عن أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في تركيا. وأنهت الليرة جلسة التداول منخفضة 0.8 بالمئة عند 6.2080 مقابل الدولار الأميركي، وهو أدنى مستوى لها في أسبوع، ومقارنة مع مستوى إغلاقها في جلسة الثلاثاء البالغ 6.1575.
وقال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة صباح الأربعاء إن مواطناً تركياً ظهرت عليه أعراض حمى شديدة وسعال شخصت حالته على أنه يعاني من الإصابة بفيروس كورونا ليصبح الحالة المؤكدة الأولى في البلاد. وأضاف الوزير أن تركيا مستعدة لمنع تفشي الفيروس.
(رويترز، العربي الجديد)