سينوبك وأرامكو تبنيان مجمعاً للبتروكيماويات في الصين بـ10 مليارات دولار

18 نوفمبر 2024
تسعى الصين إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في البتروكيماويات، 31 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدأت سينوبك وأرامكو في بناء مصفاة ومجمع بتروكيماويات في فوجيان، الصين، بتكلفة 71.1 مليار يوان، لتعزيز التعاون مع الشركات الصينية الخاصة، بطاقة إنتاجية كبيرة.
- المشروع الجديد في منطقة جولي الصناعية سيبدأ العمل في 2030، ويوفر خمسة ملايين طن من المواد الأولية البتروكيماوية سنوياً، ويأتي كمرحلة ثانية من مشروع جولي.
- تواجه السعودية تحديات في تلبية الطلب الصيني المتراجع على النفط، مع توقعات بانخفاض الإمدادات، وتسعى لتنويع اقتصادها ضمن رؤية 2030 وسط توقعات بعجز الميزانية حتى 2027.

بدأت مؤسسة الصين للبترول والكيماويات (سينوبك)، وشركة أرامكو النفطية السعودية بناء مصفاة ومجمع بتروكيماويات في إقليم فوجيان بجنوب شرق الصين، في استثمار كبير جديد ضمن أحدث موجة توسع للمشروعات البتروكيماوية في الصين. ويمثل المجمع، الذي تقدر كلفته بنحو 71.1 مليار يوان (9.82 مليارات دولار)، ثاني مشروع مشترك كبير للتكرير والبتروكيماويات لشركة أرامكو السعودية مع شركة نفط حكومية صينية كبرى، في الوقت الذي تعزز فيه أرامكو التعاون مع الشركات الصينية الخاصة.

والصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط الخام، بينما السعودية هي أكبر مصدر للنفط الخام في العالم. وتضخ السعودية، القائد الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حوالي تسعة ملايين برميل يوميا، أي حوالي ثلاثة أرباع طاقتها بعد الاتفاق على تخفيضات مع أعضاء أوبك وحلفاء منهم روسيا. 

وقالت سينوبك في بيان، وفقا لوكالة رويترز، اليوم الاثنين، إن المشروع الجديد، الذي يقع في منطقة جولي الصناعية بمدينة تشانغتشو، يشمل مصفاة بطاقة 16 مليون طن سنويا، أو 320 ألف برميل يوميا، ومصنع إيثيلين بطاقة 1.5 مليون طن سنويا، ومنشأة لإنتاج الباراكسيلين بطاقة مليوني طن، بالإضافة إلى محطة نفط خام بطاقة 300 ألف طن. ونُقل عن محمد يحيي القحطاني، رئيس أنشطة التكرير والكيميائيات والتسويق في أرامكو، القول إن المشروع يمثل خطوة جديدة للشركة السعودية نحو تنمية أعمالها في التكرير والتسويق خارج المملكة، ويأتي ضمن خطة لتوريد مليون برميل يوميا من النفط الخام إلى الصين لصالح استثمارات تحويل النفط إلى كيماويات.

وأوضحت سينوبك أن شركة فوجيان للبتروكيماويات، وهي مشروع مشترك بين سينوبك وحكومة إقليم فوجيان الصيني، ستمتلك حصة 50% في المشروع وستمتلك أرامكو السعودية وسينوبك 25% لكل منهما. ومن المقرر أن يبدأ المشروع العمل في عام 2030. وبمجرد بدء الإنتاج، سيكون قادرا على توريد خمسة ملايين طن من المواد الأولية البتروكيماوية سنويا. ووقعت سينوبك وأرامكو اتفاقية أولية لبناء المجمع قبل عامين. والمشروع الجديد مرحلة ثانية من مشروع جولي، وهو توسيع لمجمع إيثيلين أصغر حجما بدأ تشغيله في 2021 من خلال مشروع مشترك مع مؤسسة استثمارية تايوانية.

وأطلقت سينوبك الأسبوع الماضي مجمعا جديدا للإيثيلين بطاقة 1.2 مليون طن سنويا في شمال الصين، كما تبني الشركة منشأة منفصلة بحجم مماثل في منطقة تشنهاي بشرق الصين. وفي منطقة جولي الصناعية أيضا، من المقرر أن تبني الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، مجمعا للبتروكيماويات بقيمة 6.4 مليارات دولار بالتعاون مع شركة محلية مدعومة من الحكومة. وتضاف تلك الاستثمارات إلى سلسلة من المشروعات أطلقتها الصين منذ 2018، وتقودها شركات خاصة، منها رونغشينغ هولدنغز وهينغلي غروب وجيانغسو شنغهونغ غروب، وذلك في إطار سعي بكين إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال البتروكيماويات. 

وقالت مصادر تجارية لوكالة رويترز، الاثنين الماضي، إن إمدادات النفط السعودي للصين ستتراجع إلى نحو 36.5 مليون برميل في ديسمبر/كانون الأول المقبل، بسبب ضعف الطلب من أكبر مستورد في العالم. ووفقا لبيانات تجارية جمعتها الوكالة، فهذا هو الشهر الثاني على التوالي من الانخفاض وأدنى مستوى منذ يوليو/تموز، إذ ستنخفض عن 37.5 مليون برميل من المتوقع أن تتلقاها مصافي الصين في نوفمبر/تشرين الثاني ونحو 46 مليون برميل في أكتوبر/تشرين الأول.

وذكرت شركات النفط الحكومية الصينية الكبرى سينوبك وبتروتشاينا وسينوكيم أنها ستتلقى كميات أقل من النفط الخام في ديسمبر/كانون الأول فيما ستنتعش الإمدادات السعودية لمصفاة فوجيان المشتركة مع توقع انتهاء أعمال صيانة واستئناف العمليات في المصفاة. وجاء انخفاض الطلب الصيني مع خفض عملاقة النفط أرامكو السعودية أسعار البيع الرسمية لشهر ديسمبر/كانون الأول لجميع درجات الخام التي تبيعها لآسيا. 

وتعتمد الحكومة السعودية بشكل كبير على عائدات النفط لتمويل ميزانيتها، لكنها تسعى في الوقت ذاته لتنويع اقتصادها في إطار خطة 2030 التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان. وقال صندوق النقد الدولي في إبريل/نيسان إنه عند مستويات الإنتاج الحالية، سيكون سعر التعادل المالي للنفط في السعودية 96.2 دولارا للبرميل في العام 2024. ولفتت وزارة المالية السعودية في سبتمبر/أيلول إلى أنها تتوقع عجزاً في الميزانية بنسبة 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025 واستمرار العجز حتى عام 2027.

(الدولار = 7.24 يوان)

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون