عناصر من القاعدة تقتحم فرعاً للبنك المركزي اليمني

02 ابريل 2015
مبنى البنك المركزي اليمني في صنعاء (أرشيف/Getty)
+ الخط -

أكد شهود عيان لـ"العربي الجديد" أن عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة اقتحمت فرع البنك المركزي اليمني، في مدينة المكلا، في محافظة حضرموت، (جنوب شرق اليمن)، منتصف اليوم الخميس، ثم بدأت في تحطيم خزينة البنك.

وشن مسلحو تنظيم القاعدة، مساء الأربعاء، هجمات متزامنة على مواقع عسكرية وأمنية ومرافق حكومية في مدينة المكلا.

وأكدت مصادر محلية أن مجموعات مسلحة محسوبة على القاعدة هاجمت أيضاً القصر الجمهوري في المكلا، ومعسكر النجدة، والسجن المركزي، وفرع البنك المركزي، وبوابة المنطقة العسكرية الثانية، ومعسكر الدفاع الساحلي.

وقال محمد اليزيدي، وهو موظف من مدينة المكلا، إن عملية تحطيم خزينة فرع البنك المركزي استمرت ساعات دون أن يتدخل أفراد شرطة المدينة لمنع نهب الفرع.

وتغيب موظفو المؤسسات الحكومية في المكلا عن أعمالهم بسبب سيطرة عناصر القاعدة على المدينة مساء الأربعاء، حيث كان فرع البنك المركزي في المدينة خالياً من الموظفين والعملاء، لكن المسلحين خاضوا اشتباكات مع حراس البنك أنهوها لصالحهم.

وأشارت مصادر محلية إلى أن مسلحي القاعدة استخدموا أسلحة رشاشة، وقذائف آر بي جي، وعبوات ناسفة، في تنفيذ هجماتهم على البنك والمواقع الحكومية في المدينة.

ولم يصدر عن البنك المركزي اليمني أي تعليق عن الحادثة أو حجم المبالغ المنهوبة حتى ظهر اليوم.

وتعرضت بنوك حكومية وتجارية للنهب من قبل عناصر القاعدة، من خلال هجمات منتظمة نفذتها خلال الفترة الماضية.

وكان مسلحون مجهولون قد هاجموا بنكاً تجارياً في مدينة المكلا نهاية فبراير/شباط الماضي.

وقالت مصادر إن المسلحين استولوا على نحو خمسين مليون ريال يمني (232 ألف دولار) بعد اقتحامهم "بنك اليمن الدولي"، (بنك خاص)، من دون أية اشتباكات مع حراسه.

وتعرض البنك نفسه لهجوم مسلحين يوم 21 يناير/كانون الثاني الماضي، واستولى المسلحون على نحو 15 مليون ريال يمني.

وقال مسؤولون في قطاع الصيرفة، في محافظة حضرموت، إن وقوع القطاع في دائرة الهجمات المباشرة للجماعات المسلحة، من شأنه أن يزعزع ثقة المواطن في المصارف سواء الحكومية أو الأهلية، موضحين أن هذه الحوادث الأمنية بشكل عام كانت لها تأثيرات سلبية كبيرة على القطاع المصرفي، الذي شهد خلال هذا العام حالة ركود غير مسبوقة؛ جراء تراجع إقبال المواطنين على التعامل المصرفي إلى أكثر من النصف مقارنة بالعام الماضي.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، شن تنظيم القاعدة هجوماً كبيراً على بنكين في مدينة الشحر التابعة لمحافظة حضرموت.

ويبرر التنظيم هذه الهجومات بأن الأموال المودعة في هذه البنوك للمسلمين عامة وليست للحكومة.

ويقول محللون إن تنظيم القاعدة يلجأ إلى السطو على البنوك لتمويل عملياته، في ظل أزمة تمويل يعيشها التنظيم على خلفية الحصار المالي المفروض عليه من حكومات المنطقة، وبعد فرض العديد من دول العالم رقابة مشددة على الحوالات المالية وحركة الأموال.

وحظر قرار مجلس الأمن الدولي، رقم 2140، على الأفراد والجماعات والدول منح التنظيمات الإرهابية أموالاً لإطلاق رهائن.

وبحسب خبراء اقتصاد، فإن التوتر الأمني الحاصل في جنوب شرق اليمن وشماله، يضر بشكل مباشر بالمصالح الاقتصادية في البلاد، ويتسبب في نزوح رؤوس الأموال الأجنبية وشل الحركة الاقتصادية.

المساهمون