كثيراً ما ينسى الشخص أين ترك مفتاح سيارته، لكنه في الغالب لا ينسى هاتفه المحمول، لذلك فإن شركات السيارات تبدو عازمة على الاستفادة من هذا الأمر، في دمج سياراتهم مع الهواتف المحمولة الذكية في المستقبل القريب، وذلك بالاعتماد على تقنية التواصل قريب المدى أو "NFC"، التي تمكّن مالك السيارة من الاعتماد على هاتفه في فتح مركبته وتشغيلها وتعديل المقعد واختيار حتى الموسيقى وضبط درجة الحرارة.
وبالفعل، أعلنت شركة هيونداي الكورية الجنوبية قبل نحو ستة أشهر، عن خطط لطرح تقنية المفتاح الرقمي في طرازاتها المستقبلية، لتتوفر التقنية الجديدة في مجموعة مختارة من الطرازات. ويمكن للمستخدمين تنزيل المفتاح الرقمي كتطبيق ذكي في هواتفهم المحمولة وتتيح كل سيارة حتى أربعة مستخدمين فقط لاستخدام هذا التطبيق لتشغيل نفس السيارة. والعام الماضي، بدأت شركة بي إم دبليو الألمانية بتوفير مفاتيح رقمية بديلة.
وبدت خطوات شركات السيارات نحو الاستغناء عن المفاتيح التقليدية قريبة للتحقق، ليمثل المفتاح الرقمي المستقبل، ويكتب فصل النهاية للمفتاح التقليدي.
والأسبوع الماضي، نقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن لامبورس دالاكوراس، من شركة بوش الألمانية، قوله إن المفتاح الرقمي لا يتيح فقط فتح السيارة وتشغيلها بواسطة الهاتف الذكي، وإنما يمكنه أيضا تخزين المعلومات الشخصية مثل التفضيلات الشخصية وتفعيلها، مثل تعديل المقعد للوضع المرغوب واختيار الموسيقى وضبط درجة الحرارة.
وأضاف دالاكوراس أن المفتاح الرقمي يعد أكثر أمانا من أنظمة الغلق السابقة، فحتى لو تعرّض الهاتف الذكي للسرقة، سيتمكن قائد السيارة من حظر المفتاح الافتراضي على الفور.
كما توقع كارستن راينكيماير، مدير قسم أبحاث السلامة في مركز أليانز للتقنيات، أن ينتشر المفتاح الرقمي خلال السنوات القادمة في جميع فئات السيارات المختلفة.
وتتمحور هذه التقنية حول سيرفر يتم عليه تخزين بيانات المفتاح وسجلات الوصول، ويمكن لمالك السيارة إدارة سجلات الوصول. ويجب أن يكون الهاتف الذكي متصلا بالإنترنت فقط عند تسجيل المفتاح وتشغيله، وبعد ذلك سيكفي لأداء وظيفته الفعلية أن يكون بالهاتف الطاقة الكافية لعمله، مع عدم الحاجة إلى الاتصال الشبكي أو الاتصال بالإنترنت. وللقيام بالوظائف الأساسية مثل فتح وتشغيل السيارة يندمج المفتاح الرقمي إلى حد بعيد مع إلكترونيات السيارة.
بدورها، قالت آنه كنيريم، مديرة قسم تطوير الأقفال في شركة مرسيدس-بنز الألمانية، إن الاعتماد على المفاتيح التقليدية سيستمر لسنوات قادمة، مشيرة إلى أنه يمكن لمالكي سيارات مرسيدس حاليا الاختيار بين المفتاح التقليدي والمفتاح الرقمي.
وللحماية من هجمات القراصنة، يعكف المطورون على إنشاء بنية حماية آمنة للمفتاح الرقمي والمركبة، كما أنه لا تتم إتاحة التقنية إلا للهواتف الذكية، التي تشتمل على عنصر أمان خاص.