أرجأت الحكومة المصرية تطبيق قرار زيادة أسعار المحروقات لمدة أسبوع، حتى يتزامن القرار مع افتتاح بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي تستضيفها القاهرة خلال الفترة من 21 يونيو/حزيران إلى 19 يوليو/تموز 2019، وذلك بدلاً من تطبيق الزيادة في موعدها المحدد سلفاً، حسب ما تعهدت به الحكومة لصندوق النقد الدولي بشأن تحرير أسعار الوقود نهائياً قبل منتصف الشهر الجاري.
وكان مسؤولون مصريون وقد ألمحوا إلى بدء تطبيق الزيادة الجديدة للوقود يوم الجمعة الماضي، إلا أن قرارا صدر بالتأجيل لأسباب تتعلق بعدم تزامنها مع الزيادة الأخيرة في تذكرة الخط الثالث من مترو الانفاق.
وقال مصدر مطلع في وزارة البترول المصرية، لـ"العربي الجديد"، إن قرار إرجاء تطبيق زيادة الوقود اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الخميس الماضي، خلال اجتماعه مع رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، ووزير المالية محمد معيط، ووزير النقل كامل الوزير، حتى لا يتزامن القرار مع إعلان زيادة أسعار تذكرة مترو أنفاق القاهرة، لتصل إلى 10 جنيهات (الدولار = 16.8 جنيها) في حدها الأقصى بدلاً من 7 جنيهات، اعتباراً من أمس السبت.
وأضاف المصدر أن تسريب موعد زيادة أسعار الوقود قبل تطبيق القرار بنحو 9 أيام تسبب في حالة من الارتباك الشديد داخل وزارتي المالية والبترول، ما دفع الأولى إلى إصدار بيان رسمي ينفي إصدارها أي بيانات عن زيادة أسعار المحروقات، ولا ينفي تطبيق الزيادة نفسها خلال الشهر الجاري، بعدما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الموعد الذي نشرته "العربي الجديد"، في عدد 5 يونيو/حزيران الجاري، على نطاق واسع.
وتابع المصدر أنه لا بديل عن تفعيل زيادة المحروقات في موعد أقصاه 21 يونيو/حزيران الجاري، بناءً على تعليمات رئيس الدولة لوزير البترول بعدم رفع أسعار المواد البترولية إلا في توقيت مبكر من صباح الجمعة، باعتبار أنه يوم عطلة رسمية لجميع العاملين في القطاعين الحكومي والخاص، تجنباً لتسبب القرار في أزمة تزاحم على محطات الوقود، أو وقوع مشادات بين المواطنين والسائقين نتيجة زيادة تعريفة الركوب بشكل مفاجئ.
واستبعد المصدر تطبيق الزيادة في 28 يونيو/حزيران الجاري، لأنه موعد معلوم لجميع المواطنين، بوصفها الجمعة الأخيرة قبل بدء العام المالي الجديد (2019-2020)، ما يُنذر بحدوث أزمة حقيقية في الشارع، وتدافع السيارات أمام محطات الوقود، مؤكداً أن الجمعة المقبلة هو الموعد الأمثل، لأن تطبيق القرار سيتزامن مع افتتاح بطولة أفريقيا لكرة القدم، وأولى مباريات المنتخب المصري مع نظيره الزيمبابوي.
وسبق أن كشفت مصادر حكومية ونيابية مصرية لـ"العربي الجديد"، أن الزيادة ستطاول جميع أنواع المحروقات بنسب تتراوح بين 20% و33%، على أن يصاحبها الإعلان عن آلية جديدة في تحديد أسعار الوقود ارتباطاً بالأسعار العالمية، التزاماً من الحكومة ببنود اتفاقها مع صندوق النقد بوصول أسعار الوقود إلى سعر الكلفة قبل بدء العام المالي الجديد، للحصول على الشريحة الأخيرة من قرض الصندوق البالغة ملياري دولار، من إجمالي 12 مليار دولار.
ووفقاً للمصادر، فإن سعر السولار وبنزين "أوكتان 80" سيرتفع من 5.5 جنيهات إلى 7.25 جنيهات للتر، و"أوكتان 92" من 6.75 جنيهات إلى 8.75 جنيهات للتر، و"أوكتان 95" من 7.75 جنيهات إلى 10.25 جنيهات للتر، مشيرة كذلك إلى ارتفاع سعر أنبوبة البوتاجاز (غاز الطهو) من 50 جنيهاً إلى 65 جنيهاً للاستهلاك المنزلي، ومن 100 جنيه إلى 130 جنيهاً للاستهلاك التجاري.