بنك إنكلترا يخفض الفائدة للمرة الأولى منذ 2016

11 مارس 2020
EDFC73AD-6D16-49D4-9460-E301654BD2FF
+ الخط -
تراجع سعر صرف الجنيه الإسترليني البريطاني وانتعشت أسواق الأسهم الأوروبية صباح اليوم الأربعاء، بعد القرار المفاجئ لبنك إنكلترا المركزي بخفض سعر الفائدة 0.5% لتصبح 0.25 بالمائة.

وأعلن البنك المركزي عن إجراءات لدعم الإقراض المصرفي قبل الإعلان عن ميزانية من المنتظر أن تعزز الإنفاق لدعم الاقتصاد البريطاني في مواجهة تفشي فيروس كورونا.

وقال المركزي في بيان، وفقا لوكالة "رويترز"، إن "البنك سيتخذ جميع الخطوات اللازمة الأخرى لدعم اقتصاد المملكة المتحدة والنظام المالي بما يتفق مع مسؤولياته التي يقررها القانون".

وبهذا يعود سعر الفائدة الحالي للمستويات المتدنية التي كان عليها بعد استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي في منتصف العام 2016.

ومن المقرر أن يقدم وزير المالية ريشي سوناك أول ميزانية له الساعة 12.30 بتوقيت غرينتش، ومن المتوقع أن تتضمن مزيدا من التمويل للرعاية الصحية لمكافحة الفيروس، فضلا عن إجراءات تحفيز اقتصادي إضافية.

ويأتي الخفض عقب خطوة مماثلة لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى التي يتخذ فيها مثل هذا الإجراء خارج الجدول الزمني المعتاد لبنك إنكلترا منذ الأزمة المالية في 2008.

الإسترليني ينخفض

أدى قرار بنك إنكلترا إلى تراجع الجنيه الإسترليني في تعاملات اليوم الأربعاء، حيث محت العملة البريطانية مكاسبها المبكرة بعد الخفض غير المتوقع لسعر الفائدة.

وبلغ الاسترليني 1.2873 دولار في أحدث سعر له، دون تغير يذكر عن الإغلاق السابق لكنه هوى عن ذروة اليوم 1.2937 دولار بعد أن خفض البنك سعر الفائدة الرئيسي.


وقال موه سيونغ سيم، محلل سوق الصرف لدى بنك سنغافورة، إن "الأسواق كانت تتوقع أن يخفض البنك أكثر من 25 نقطة أساس، لكن ليس 50 نقطة أساس كاملة"، مضيفا أنها "ليست مفاجأة من حيث إن السوق كانت تتوقع نوعا ما أن يتحالف البنك مع حكومة بريطانيا، يبدو أن خفض الفائدة 50 نقطة أساس قد يشي بأن لنا أن نتوقع شيئا كبيرا بعض الشيء على صعيد الميزانية نفسها".

فشل في النمو

أشارت أرقام حكومية إلى فشل الاقتصاد البريطاني في النمو في الفترة من نوفمبر وحتى يناير، بالرغم من توقعات نموه، مع تراجع الإنتاج الصناعي ونشاط البناء.

وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات البريطاني، الصادرة اليوم الأربعاء، أن الناتج المحلي الإجمالي من نوفمبر وحتى يناير استقر على أساس فصلي، بينما أشارت التوقعات إلى أنه سيرتفع بنسبة 0.2%، ومقابل نمو بنسبة 0.3% في الربع الرابع من العام الماضي.

وأوضحت البيانات أن الإنتاج الصناعي انكمش في فترة الأشهر الثلاثة المنتهية في يناير بنحو 0.1%، مقارنة بالارتفاع بنحو 0.1% في آخر ثلاثة أشهر من العام الماضي.

وهبط نشاط البناء بنحو 0.8%، مقابل توقعات ارتفاعه بنسبة 0.2%، فيما ارتفع مؤشر الخدمات بنحو 0.1%.

وقال المسؤول عن تلك البيانات لدى المكتب "روب كينت سميث": لم يظهر قطاع الخدمات المسيطر على الناتج المحلي الإجمالي أي نمو في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وذلك وسط تراجع مبيعات التجزئة".

البورصات تنتعش

في المقابل، ارتفعت الأسهم الأوروبية للمرة الأولى في خمس جلسات اليوم الأربعاء، بعد أن أصبحت بريطانيا أحدث دولة تخفض أسعار الفائدة في مسعى لاحتواء الأضرار الاقتصادية الناجمة عن وباء فيروس كورونا.

وفي الساعة 08.03 بتوقيت غرينتش، كان المؤشر ستوكس 600 الأوروبي مرتفعا 1.4 بالمائة، في حين صعد المؤشر فايننشال تايمز في لندن 1.5 بالمائة بعد أن خفض بنك إنكلترا أسعار الفائدة.

ورفعت الخطوة أيضا المعنويات في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، لتصعد البورصات بين 1.4 و2.2 بالمائة بعد تراجعات لأربعة أيام جراء الصدمة المزدوجة المتمثلة في انهيار أسعار النفط والانتشار السريع للفيروس.

وصعدت جميع مؤشرات القطاعات الأوروبية، ولاسيما النفط والغاز والمرافق والسيارات والبنوك.

(رويترز، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
السياحة في مصر/Getty

اقتصاد

يجذب الجنيه المصري المتراجع، المزيد من السياح لزيارة البلد الغني بالمنتجعات والمزارات المتنوعة، لكن الكثير من هؤلاء من ذوي الإنفاق المحدود، ما يجبر الفنادق على "حرق الأسعار" لجذب الزائرين وتعويض النفقات التشغيلية.
الصورة

اقتصاد

للوهلة الأولى قد يخيّل إليك أن أسوأ العملات أداء حالياً تابعة لدولة من الدول النامية أو المتخلفة، لكن الواقع أن عملة بريطانيا، الجنيه الإسترليني، هي الأسوأ على الإطلاق، واليورو في المركز الرابع، تليه عملات لبنان ومصر وإيران وتركيا. فماذا في التفاصيل؟
الصورة
الولايات المتحدة/اقتصاد/الدولار الأميركي/04-03-2016 (Getty)

اقتصاد

زيادة سعر الفائدة على الدولار ستكون لها تأثيرات واسعة على الأسواق الدولية، وستحدث انقلابا في أسواق المال والبورصات العالمية، وستثير الذعر في أسواق الدول النامية، بما فيها الدول العربية، التي تعتمد على القروض الخارجية بشكل كبير.
الصورة
هاليفاكس بنك بريطانيا لندن Halifax Bnak

اقتصاد

سجل الجنيه الإسترليني ذروته في عدة سنوات أمام نظرائه، اليوم الجمعة، بعد فوز صريح لحزب المحافظين في الانتخابات البريطانية، الأمر الذي من المتوقع أن يكسر الجمود السياسي في قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي، والذي ظل يلقي بظلاله على الأسواق لسنوات.