سباق خليجي على "روس نفط"

26 ديسمبر 2016
الحكومة الروسية تملك 50% من أسهم الشركة(ديمتري كوستيكوف/فرانس برس)
+ الخط -


كشفت صحيفة "فيدوموستي" الروسية، أن صندوق الاستثمار الإماراتي "مبادلة" يتطلع إلى الحصول على حصة في شركة "روس نفط"، أكبر شركة للطاقة في روسيا، وذلك بعد أيام على بيع 19.5% من أسهم الشركة لتحالف يضم جهاز قطر للاستثمار وشركة غلينكور لتجارة السلع الأولية السويسرية مقابل نحو 11.4 مليار دولار.
ونقلت الصحيفة، في عددها الصادر أمس الإثنين، عن عدة مصادر أن "تحالف قطر للاستثمار وغلينكور قد يبيع جزءاً من الأسهم التي استحوذ عليها، وإن صندوق مبادلة الإماراتي يعد الأوفر حظا للشراء".

وأشارت المصادر إلى أن اهتمام المستثمرين بأسهم "روس نفط" يعود إلى سببين رئيسيين، أولهما عودة أسعار النفط العالمية للارتفاع، بعد اتفاق الدول المنتجة داخل وخارج منظمة "أوبك" على خفض الإنتاج، وثانيهما قرار شركة النفط الروسية تغيير سياسة صرف العوائد للمساهمين لتبلغ 35% من صافي الأرباح بدلاً من 25%، كما كان الأمر سابقاً.

ويرى ميخائيل كروتيخين، الشريك في شركة روس إنرجي للاستشارات، أن "الاستثمار في روس نفط، بات يثير اهتمام الصناديق الخليجية، نظراً للعروض المغرية التي قدمتها الشركة الروسية لكسر حصار العقوبات الدولية وتحسين صورتها".
ويقول كروتيخين، في تصريح لـ"العربي الجديد": "حصلت غلينكور، التي تملك قطر حصة هامة فيها، على عقد جديد مدته خمس سنوات لتوريد النفط الروسي دون المساس بحق تحالف قطر للاستثمار في أي بيع محتمل لحصة من الأسهم".

وحول دوافع روسيا لتقديم مثل هذه التسهيلات، يضيف: "هذه خطوة دعائية كبيرة، إذ يهدف برنامج الخصخصة الروسي إلى السماح للمصرف المركزي بطبع نقود، مع الإظهار أنه يتم ضخ الأموال التي تدرها الخصخصة، في الميزانية الروسية".
ويتابع: "صفقة الخصخصة تساعد أيضا في زيادة ثقة المستثمرين في روس نفط الخاضعة لعقوبات غربية، وتحسين السمعة السيئة التي تحظى بها الشركة منذ استحواذها في عام 2004 على شركة يوكوس المملوكة سابقاً للملياردير الهارب ميخائيل خودوركوفسكي، قبل أن تتم ملاحقته جنائياً في عام 2003 وسجنه لمدة عشر سنوات بتهم الاحتيال والتهرب من دفع الضرائب".

وبعد صفقة الخصخصة الأخيرة، باتت الحكومة الروسية تملك 50% من أسهم "روس نفط" من خلال شركة "روس نفط غاز" المملوكة للدولة بنسبة 100%، كما تملك شركة "بي بي" البريطانية 19.75%، فيما يملك أشخاص طبيعيون أقل من 1%، بينما يجري تداول باقي الأسهم في بورصتي موسكو ولندن.
وتعد هذه الصفقة هي الأكبر في تاريخ روسيا وفي سوق الطاقة العالمية خلال 2016.
وهذه ليست أول مرة تستثمر فيها قطر في روسيا، إذ سبق لصندوق الثروة السيادي القطري أن اشترى، في عام 2013، أسهما في بنك "في تي بي"، ثاني أكبر مصرف في روسيا، بقيمة 500 مليون دولار.

وقبل إتمام الصفقة، كانت "روس نفط" تتفاوض مع 30 صندوقاً وشركة ومؤسسة مالية أجنبية، بما فيها أوروبية وآسيوية وعربية، إلا أنه كانت هناك عروض مغرية تم رفضها لعدم رغبة أصحابها أو عجزهم عن شراء الأسهم على وجه السرعة، بحسب مصادر صحيفة "فيدوموستي".



المساهمون