مساع مغربية لإنقاذ سياحة "الحسيمة"

14 يوليو 2017
خلال احتجاجات حراك الريف (فرانس برس)
+ الخط -





دخل المغرب في سباق مع الزمن في الفترة الأخيرة من أجل إنقاذ الموسم السياحي في مدينة الحسيمة التي شهدت احتجاجات "حراك الريف"، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وعرفت المنطقة تراجع الحجوزات في الفنادق، إذ وصلت إلى 50%، رغم التخفيضات التي عمدت إليها المؤسسات الفندقية، حسب مصدر مهني.

ويأتي هذا التراجع، بعد تصاعد حدة الاحتجاجات في مدينة الحسيمة خلال الشهرين الأخيرين، وما تلا ذلك من اعتقالات طاولت قادة الحراك.

وقد أعلن في الأيام الأخيرة عن إطلاق رحلتين جويتين في الأسبوع بين الدار البيضاء والحسيمة وبين هذه الأخيرة ومدينة طنجة بأسعار مخفضة، لتتم إضافتها إلى الرحلتين الجويتين اللتين تربطان الدار البيضاء بالحسيمة عبر مدينة تطوان الواقعة في شمال المملكة.

وخفضت الخطوط الملكية المغربية سعر الرحلتين الجديدتين إلى 40 دولاراً بين الدار البيضاء والحسيمة و30 دولاراً بين الحسيمة وطنجة. وكانت الناقلة الوطنية، كشفت عن التوجه نحو تنظيم رحلات دولية مباشرة بين بروكسل وأمستردام، حيث يعيش مغتربون ينحدرون من الحسيمة والريف بشكل خاص.

وعبر وزير السياحة، محمد ساجد، قبل الإعلان عن الرحلتين الأسبوعيتين، عن التوجه نحو إنقاذ الموسم السياحي بالحسيمة ومحيطها عبر إجراءت جديدة. واتفق مسؤولو جهة طنجة تطوان- الحسيمة، ووزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، على بلورة خطة لإنعاش السياحة في المنطقة.

وتقوم تلك السياسة على إيلاء الاهتمام أكثر بالنقل الجوي من أجل إيصال السياح إلى المنطقة والعمل مع المهنيين السياحيين من أجل تسويق المنطقة في الصيف الحالي. وتعطي هذه السياسة الأولوية لتحسين إمكانية الوصول إلى الوجهة، ومواكبة الفاعلين السياحيين لإنعاش وتسويق المنطقة بمناسبة صيف 2017.

وعمد المكتب الوطني المغربي للسياحة، الذي يتولى الرويج للوجهات محلياً ودولياً، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، إلى تنظيم رحلات إلى الحسيمة لشخصيات تعتبر مؤثرة، إذ حل في المدينة فنانون من أجل الترويج للمدينة والتعريف بمؤهلاتها السياحية، تضاف إلى حملة إعلانية تحمل الأهداف ذاتها. وينتظر أن يحل بالمدينة أصحاب وكالات السفريات، بعدما زارها المستثمرون في القطاع السياحي من أجل بحث سبل إنعاشه ومساهمته في الاقتصاد الكلّي.

ويعتبر محمد بن الجيلالي، العامل في السياحة في شمال المملكة، أن فصل الصيف حاسم في إنعاش السياحة في المنطقة، التي تأثرت بالوضع الذي ساد فيها منذ أشهر. وانطلقت الاحتجاجات منذ أكتوبر/ تشرين الأول إثر مقتل صياد سمك في الحسيمة، وهي الاحتجاجات التي تطورت إلى مطالب اجتماعية واقتصادية وحقوقية، وترتبت عنها اعتقالات.

ويشير سفيان قرتاس، الذي يعمل في القطاع السياحي إلى أن الفندقيين يشتكون من غياب الترويج لمنطقة الريف وانتشار القطاع غير الرسمي. ويرى أن أي مخطط إنقاذ، يجب ألا يفضي إلى إغفال تحسين المحيط السياحي في المدينة.

ويراهن المهنيون على المغتربين والسياح المحليين الذي يحلون في الحسيمة التي تتوافر على العديد من الشواطئ.

المساهمون