ربما لم تسمع عنها يوماً، ولم تخطر ببالك زيارتها. إلا أن حيويتها، سحرها، وجمال طبيعتها، لفتت أنظار السياح إليها في السنوات الماضية، وبدأت تجذب الكثير منهم، خاصة أولئك الباحثين عن الراحة والهدوء.
صحيح أن غوادلوب لا تتمتع بالرفاهية العالية ذاتها الموجودة في بقية جزر الكاريبي، إلا أن كم النشاطات ونوعية المغامرات التي يقوم بها السائح تجعلها وجهة مفضلة بالنسبة إليه. تتميز غوادلوب بطابعها الفرنسي، فهي من ضمن مجموعة جزر تمتلكها الدولة الفرنسية في الكاريبي، ويمكن ملاحظة الطابع الفرنسي من خلال التصاميم الفنية لمنازل ساكنيها وطرق عيشهم. فما رأيكم بجعلها وجهتكم المقبلة هذا الصيف؟
مغامرات لا تنسى
في غوادلوب، تتنوّع الأماكن التي يقصدها السائح. محبّو التاريخ والآثار، لا بد لهم من زيارة جزيرة "تير دو أو"، حيث تحتوي الكثير من المتاحف، القلاع والحصون القديمة ذات الطابع الفرنسي، كحصن نابليون بونابرت، المتحف التاريخي، وغيرها من الآثار، كالكنائس ودور العبادة.
أما محبّو الألعاب والمغامرات، فلا بد لهم من تخصيص يوم كامل لزيارة حديقة إكزوتيك الخلابة، وهي واحدة من أشهر الحدائق العامة في الكاريبي، نظراً لما تحتويه من أشجار نادرة، ناهيك بكمّ النشاطات التي يمكن القيام بها، كالتسلق والقفز وغيرها.
ومحبّو التصوير الفوتوغرافي، الفرصة أمامكم لالتقاط أجمل الصور البانورامية من على قمة مورن دو شاماو، أعلى نقطة في الجزيرة، حيث تمتد أمامكم منازل السكان، قوارب الصيد الملونة. وفي الليل، يمكنكم السهر في المقاهي والمطاعم المنتشرة على طول الشاطئ الرملي في الجزيرة.
الجمال في "ليه سانت"
تصفها الصحف العالمية بجزيرة الأحلام، فهي تحتوي على ثالث أجمل خليج في العالم وفق تصنيف خبراء السياحة. يقصد السائح خليج "آنس دو بور" Anse de bourg للاستمتاع بالمناظر الخلابة، حيث تُقام عروض فنية كثيرة يومياً.
تتكون "الجزر المقدسة" Îles des Saintes من 9 جزر اكتشفها الرحالة كريستوف كولومبوس عام 1493. تعتبر جزيرتا "تير دو أو" Terre de haut و"تير دو با" Terre de bas، من أهم الجزر هناك وأكثرها استقطاباً للسياح.
حافظت هذه الجزر بفضل عزلتها عن العالم بطابعها البدائي، ويتجلى ذلك من خلال الهندسة المعمارية لشوارعها، منازل سكانها، حيث تسود البساطة في التفاصيل.
وتتميز "تير دو با" بوجود أحد أجمل الشواطئ الرملية في غوادلوب، حيث يمكنكم الاستمتاع بالسباحة وركوب الأمواج. كما تجذب مياه "ليه سانت" محبي الغوص، حيث الشعب المرجانية النادرة.
بركان لا سوفريير
بعيداً من الأجواء المائية. محبو الطبيعة، تسلق الجبال، والاسترخاء في أحضان الطبيعة، انطلقوا نحو قمة بركان "لا سوفريير" Volcan La Soufriere. يُعدّ البركان أعلى قمة في جزر الأنتيل الصغرى. تحيط به مجموعة كبيرة من الينابيع الساخنة، والتي تعد مكاناً مناسباً لعلاج الكثير من الأمراض.
تحيط بالبركان الشلالات المائية الحارة. تقوم العديد من مكاتب الترويج السياحي بتنظيم رحلات يومية عند السادسة صباحاً إلى قمة الجبل للاستمتاع بمشاهدة شروق الشمس. أما محبو التسلق، الفرصة أماكم لممارسة هوايتكم والصعود إلى قمة البركان سيراً على الاقدام، إذ تستغرق الرحلة نحو ساعتين.
وفي قمة الجبل، تنتظركم بحيرة جبلية تشكلت في الحفر البركانية، حيث يمكنكم التنعم بالسباحة، والاسترخاء. يقضي السائح يوماً كاملاً بين أحضان الطبيعة، دون كلل أو ملل.
فرح وتسوق
في مدينة بوينت بيتر، ستعيش السيدات الحلم الباريسي بكل تفاصيله. فلا داعي للسفر إلى باريس لشراء العطور الأصلية والمجوهرات. هنا ستتمكن من شراء هذه المنتجات الفرنسية بأسعار رخيصة.
تشتهر مدينة بوينت بيتر، أكبر مدن غوادلوب، بمراكز التسوق العملاقة، والعلامات التجارية الفاخرة لأشهر دور الأزياء العالمية. كما تتميز المدينة أيضاً بوجود الأسواق الشعبية، التي تقام في الهواء الطلق. فتجدون كل ما يلزمكم من فاكهة إستوائية، توابل، والكثير من الهدايا التذكارية.
محبّو الطعام، لا تفوتوا فرصة تذوق الأسماك المعدة على الطريقة الفرنسية في المطاعم الشعبية المنتشرة على طول الشواطئ. وللأطفال أيضاً حصتهم في المدينة، حيث تتنوع النشاطات الترفيهية التي يمكن القيام بها في مدن الملاهي ومراكز الترفيه.
التكاليف المادية
صحيح أن جزيرة غوادلوب بعيدة نسبياً، ويحتاج الوصول إليها قطع مسافات كبيرة، إلا أن روح المغامرة وسحر هذه الجزيرة يساعدان على تخطي هذه الصعاب.
لحجز تذكرة سفر، على السائح اختيار الوقت المناسب والوجهة التي ستكون محطة ترانزيت له، قبل انتقاله إلى غوادلوب، إذ لا توجد خطوط طيران مباشرة من الدول العربية إلى هناك. وهذا يتطلب من السائح البحث عن الوجهة الأفضل التي ستقله إلى غوادلوب.
تكاليف الإقامة والمعيشة هناك ليست مرتفعة، على عكس بقية جزر الكاريبي، إذ تتميز غوادلوب بأسعارها التنافسية. فحجز غرفة للنوم في المنتجعات السياحية يبدأ من 50 دولاراً لشخصين، ويمكن إيجاد غرف فندقية بأسعار أقل من ذلك.
أما بالنسبة إلى تكاليف الإقامة وتناول الوجبات والانتقال من مكان إلى آخر، فهي أيضاً مناسبة جداً، إذ إن وجبة غداء لشخصين تبدأ من 5 دولارات، وترتفع تدريجاً بحسب نوع الطعام. وبالنسبة إلى المشروبات والعصائر، فهي أيضاً رخيصة جداً. وللتنقل يمكن استخدام الحافلات العامة، وهي رخيصة أيضاً.
يعتمد اقتصاد غوادلوب على صيد الأسماك، وفي الفترة الأخيرة، بدأ الاهتمام باستقطاب السياح، حيث انتشرت المنتجعات السياحية والمطاعم والمقاهي في عموم الجزيرة.
