استمع إلى الملخص
- تواجه المصانع تحديات كبيرة، مثل خفض الإنتاج لحماية الهوامش المتضررة من أزمة العقارات، بينما تتأثر مصافي النفط بالطلب الضعيف على الوقود نتيجة انتشار السيارات الكهربائية.
- تتزايد الضغوط على الشركات الصينية مع انخفاض أرباح الشركات الصناعية بنسبة 27.1% في سبتمبر، وسط توقعات بتفاقم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
يتحمل منتجو السلع الأساسية في الصين وطأة التباطؤ الاقتصادي في البلاد، ما يعرضهم لخسائر كبيرة، لا سيما في صناعة الصلب العملاقة ومعالجة النفط الخام.
فقد تضخمت الخسائر التراكمية في أكبر صناعة للصلب في العالم إلى 34 مليار يوان (خمسة مليارات دولار)، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، وفقاً لبيانات شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، التي أصدرها مكتب الإحصاء الحكومي. كما شهد قطاع تكرير النفط خسائر تعمقت إلى 32 مليار يوان خلال الفترة ذاتها، وانخفضت الأرباح في الشركات الصناعية على نطاق أوسع، بوتيرة أسرع من الشهر السابق.
واضطرت مصانع الصلب إلى خفض الإنتاج لحماية الهوامش التي تضررت بسبب أزمة العقارات المطولة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في وقت قد تلوح فيه حالات الإفلاس في الأفق. كما تعمل مصافي النفط على خفض الإنتاج، مع تفاقم الطلب الضعيف على الوقود بسبب تبني البلاد السريع للسيارات الكهربائية.
وتخضع التدابير الأخيرة التي اتخذتها بكين لتحفيز الاقتصاد لمراقبة دقيقة لمعرفة تأثيرها على الطلب على المواد الخام. ووفقاً لمجموعة "غولدمان ساكس"، قد يحصل استهلاك النفط على دفعة متواضعة، على الرغم من أن التركيز ينصب على تصفية مخزون الإسكان في الصين بدلاً من تعزيز الأعمال الجديدة، وهو ما من شأنه أن يحد من التأثير على سوق الصلب.
الصناعتان تمثلان القطاعين الرئيسيين الوحيدين اللذين يتتبعهما مكتب الإحصاء، وفشلا في تجميع الأرباح على مدار العام حتى الآن. لكن منتجي السلع الأساسية الآخرين يشعرون أيضاً بضغوط الاقتصاد الفاتر ومشاكل الطاقة الفائضة، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية، أمس الاثنين.
فقد انخفضت أرباح تعدين الفحم بنسبة 22% على مدار العام وفقاً للبيانات الرسمية، بسبب تأثير العرض الزائد على الأسعار. وقد شهدت شركات صناعة المواد الكيميائية، التي تستخدم عادة الوقود الأحفوري مواد خاماً، انخفاضاً في الدخل بنسبة 4%.
وقد تضيف الحرب التجارية المتوقع توسعها مع الولايات المتحدة في حال وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً ضغوطاً إضافية على الشركات الصينية.
وكشفت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء الوطني، الأحد الماضي، عن انخفاض أرباح الشركات الصناعية في سبتمبر/ أيلول الماضي بنحو 27.1%، مقارنة بالشهر ذاته من عام 2023، بعد تراجع قدره 17.8% على أساس سنوي في أغسطس/ آب الماضي، لتسجل أكبر وتيرة تراجع خلال العام الجاري.
تغطي أرقام الأرباح الصناعية الشركات التي تبلغ إيراداتها السنوية ما لا يقل عن 20 مليون يوان (2.8 مليون دولار)، من عملياتها الرئيسية.
وأرباح قطاع التصنيع مقياس هام للمتانة المالية للمصانع والمناجم والمرافق التي يمكن أن تؤثر على قرارات الاستثمار في القطاع في الأشهر المقبلة. وتباطأ توسع الاقتصاد الصيني في الربع الثالث من العام الجاري، مسجلاً 4.6%، وهي أبطأ وتيرة نمو منذ مارس/ آذار 2023.