أكبر الخاسرين من الحرب التجارية بين الصين وأميركا

27 فبراير 2017
فقدان كثير من الوظائف في البلاد (Getty)
+ الخط -
لا شك أن إشعال حرب تجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، الولايات المتحدة والصين، ليس بالأمر السهل، ورغم أن كلا الطرفين سيدفع ثمن ويلات هذا الصراع، لكن من المؤكد أن هناك أطرافاً أخرى ستعاني الأمرين جراء مباراة تكسير العظام تلك.

وتعد تايوان أبرز هذه الأطراف، فالجزيرة الديمقراطية يعتمد اقتصادها على الصادرات البالغ قيمتها مليارات الدولارات سنوياً بفضل العلاقات التجارية الصينية-الأميركية، وبطبيعة الحال أي حرب محتملة سيرتد صداها من وادي السيلكون إلى بكين حتى تايبيه.

وبحسب تقرير لـ"سي.إن.بي.سي" فخطر هذه الحرب بات حقيقياً، إذ إن دونالد ترامب واصل خلال الأشهر الماضية وحتى قبل توليه زمام الأمور في الولايات المتحدة، الهجوم على بكين واتهامها بالتلاعب في العملة وسرقة الوظائف الأميركية، ورغم أن الحرب التجارية مكلفة جداً لكلا الطرفين، ولكن تايوان تعتبر من الدول التي ستدفع ثمناً أعلى، ويعود السبب في ذلك، بحسب التقرير إلى انتقال العديد من الشركات من تايوان من جهة، وهروب الاستثمارات من جهة أخرى.

ارتباك قطاع التصنيع

لا شك أن اندلاع حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، سيجعل العديد من الشركات التي تتخذ من تايوان مركزاً لها تفكر بالخروج من البلاد، خوفاً من السياسات الأميركية. وعلى سبيل المثال، ستبحث الشركات التي تتخذ من تايوان مقرًا لها نقل بعض الأعمال إلى مكان آخر، فيما يبحث أحد أبرز مزودي أجهزة "آبل" وهي شركة "فوكسكون" التايوانية والتي توظف نحو مليون عامل في الصين استراتيجية أخرى.

من جهة أخرى، فإن بعض الشركات، مثل كوانتا كمبيوتر التي تعد أكبر منتج للحواسيب المحمولة الصغيرة ومورد الخوادم لشركتي "ديل" و"هيوليت باكارد" والتي تملك بالمناسبة قواعد مهمة في تايوان، قالت إنها ستضاعف عمليات التجميع في أميركا ببناء مصانع جديدة، ما يعني هروب هذه الشركات والانتقال إلى الولايات المتحدة خوفاً من السياسات المترقبة.

خسائر كبيرة تطاول الاقتصاد 

هروب الاستثمارات

بحسب التقرير، فإن أكبر الشركاء التجاريين لتايوان هم الصين، وهونغ كونغ، والولايات المتحدة، واليابان، إذ بلغت قيمة الصادرات التايوانية لهم أخيراً، 73.9 مليار دولار و38.4 مليار دولار و33.5 مليار دولار و19.6 مليار دولار سنوياً على التوالي.

وبعد تصريحات ترامب، بدأت صناعة الملابس والأحذية في تايوان نقل بعض عملياتها إلى مناطق أخرى من آسيا مثل فيتنام وبنغلاديش والهند، وتبحث "Eclat Textile" للملابس وأحد أهم مزودي "نايكي" نقل أعمالها إلى الولايات المتحدة، ولشهرتها بالجودة والتقنية التصنيعية العالية والخبرة الإدارية تعتمد تايوان اعتماداً كبيراً على التجارة الخارجية، حيث شكلت الصادرات أكثر من 62% من الناتج المحلي الإجمالي الذي بلغت قيمته 550 مليار دولار العام الماضي.

في الوقت نفسه تواجه تايبيه ضغوطاً عنيفة من جانب الصين في العديد من المجالات، حيث تحاول بكين الضغط على الرئيسة التايوانية المنتخبة "تساي إنغ ون" لإخضاع إراداتها.

ومنذ انتخاب تساي خفضت سلطات البر الرئيسي تدفق السياح إلى تايوان، وشجعت العملاء الصينيين على شراء بعض المنتجات الإلكترونية المحلية كبديل لتلك التي تنتجها الشركات التايوانية.

وحاولت أيضاً بكين عزل تايوان دبلوماسيًا وإذا توترات العلاقات أكثر ستضغط الصين على الشركاء التجاريين لتايبيه من أجل الحد من الروابط بينهم وبينها.

ونتيجة لذلك تحاول تايوان التحول بعيدًا عن البر الرئيسي وتوطيد العلاقات مع دول جنوب شرق آسيا، ورغم المخاوف من آثار الحرب التجارية العالمية يبقى هناك أمل إزاء الاتجاه الواضح لإدارة ترامب المؤيد لمواقف تايبيه.

(العربي الجديد)

المساهمون