أميركا ترفع إنتاجها النفطي... وأوبك تستبعد تصفير صادرات الخام الإيراني

02 مايو 2019
باركيندو أشار لمحاولات أوبك فصل النفط عن السياسة(فرانس برس)
+ الخط -


تراجعت أسعار النفط، اليوم الخميس، تحت وطأة إنتاج قياسي من الخام الأميركي، ما أفضى إلى تنام في المخزونات، لكن أسواق النفط ظل يشوبها التوتر مع انقضاء الإعفاءات المنوحة من العقوبات الأميركية على إيران وتفاقم الأزمة السياسية في فنزويلا واستمرار خفض معروض أوبك.

وطالبت الولايات المتحدة مشتري النفط الإيراني بوقف وارداتهم منه اعتبارا من أول مايو/ أيار أو مواجهة عقوبات، منهية بذلك إعفاءات استمرت ستة أشهر سمحت لأكبر ثمانية مشترين لنفط إيران، ومعظمهم في آسيا، باستيراد كميات محدودة.

وفي الساعة 06.55 بتوقيت غرينتش، كانت العقود الآجلة لخام برنت عند 71.81 دولارا للبرميل، منخفضة 35 سنتا، بما يعادل 0.5 بالمئة عن أحدث إغلاق لها.
ونزلت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 27 سنتا أو 0.4 بالمئة إلى 63.33 دولارا للبرميل.

وقال بنك "ايه.ان.زد"، اليوم، إن "أسعار النفط الخام تراجعت تراجعا حادا مع ارتفاع المخزونات في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها منذ 2017".
وأضاف "يأتي ذلك مع دخول المصافي الأميركية موسم صيانة الربيع، ما يؤجج المخاوف من أن الطلب على النفط الخام سيكون ضعيفا وأن المخزونات ستواصل الارتفاع".

أميركا ترفع إنتاجها

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة قفزت 9.9 ملايين برميل، الأسبوع الماضي، لتصل إلى 470.6 مليون برميل، وهو أعلى مستوى لها منذ سبتمبر/ أيلول 2017 مع نمو الواردات إلى أعلى مستوى منذ يناير/ كانون الثاني وتراجع معدلات التكرير عن 90 بالمئة من الطاقة الإجمالية.

وسجل إنتاج الخام في الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط في العالم، مستوى قياسيا مرتفعا عند 12.3 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي.

وقال مات سميث، مدير بحوث السلع الأولية في كليبر داتا: "هبوط في نشاط التكرير وزيادة في الواردات ساعدا في دفع مخزونات الخام إلى تسجيل زيادة كبيرة أخرى".

أوبك تستبعد

من جانبه، قال أمين عام أوبك محمد باركيندو إنه من المستحيل استبعاد النفط الإيراني من الأسواق العالمية، وفقا لما نقله موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية شانا اليوم الخميس.

وأكد باركيندو الذي يزور طهران، أنه "لا حاجة لإعادة هذا. من المستحيل استبعاد النفط الإيراني من السوق".


وأضاف باركيندو أن المنظمة تحاول فصل النفط عن السياسة، مضيفا "أبلغت زملائي في أوبك بأن يتركوا جوازات سفرهم في المنزل عند حضورهم إلى هذه المنظمة".

واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون كبار بقيادة روسيا على خفض إنتاج النفط 1.2 مليون برميل يوميا من أول يناير/ كانون الثاني ولمدة ستة أشهر لتحقيق التوازن في السوق.
ومن المقرر انعقاد الاجتماع الشامل القادم بين أوبك والمنتجين من خارج المنظمة في فيينا في نهاية يونيو/حزيران.

تحذير إيراني

وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، أمس الأربعاء، إن كل من يستخدم النفط سلاحاً يجلب الموت والانهيار لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وأضاف زنغنه في كلمة ألقاها بمؤتمر للنفط والغاز في طهران، أن "أولئك الذين يستخدمون النفط سلاحاً ضد عضوين مؤسسين في أوبك إنما يزعزعون وحدة المنظمة ويجلبون الموت والانهيار لأوبك، ومسؤولية ذلك تقع على عاتقهم"، مؤكدا أن كل من يستخدم النفط كأداة سياسية عليه أن يتقبل عواقب ذلك.


ومن جانبه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس: "إذا وصلتنا أموال أقل من خلال بيع النفط فسنقوم بتعويضها من مصادر أخرى"، مؤكداً أن كلام المسؤولين الأميركيين لا أساس له.

وحسب وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا)، أضاف روحاني خلال مراسم تدشين عدة مشاريع مائية وكهربائية فی كرمانشاه (غرب): "نحن نعرف المنطقة. إن قوة وقدرة إيران أفضل من الأميركيين".

تخفيض روسي

من جانبه، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، اليوم الخميس، إن روسيا ستبقي إنتاجها النفطي في مايو/ أيار منسجما مع الاتفاق العالمي لخفض الإنتاج.

وأضاف في بيان، أن روسيا خفضت إنتاج النفط 213 ألف برميل يوميا في المتوسط في إبريل/ نيسان عن مستويات أكتوبر/ تشرين الأول 2018، لكن باستبعاد مشاريع اتفاقات تقاسم الإنتاج مع الشركات الأجنبية، وبحساب تلك المشاريع، يصبح مقدار الخفض 197 ألف برميل يوميا.



وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية، اليوم الخميس، أن إنتاج روسيا النفطي انخفض إلى 11.23 مليون برميل يوميا في إبريل/ نيسان من 11.3 مليون برميل يوميا في مارس/ آذار، لكنه ظل فوق المستويات المستهدفة في اتفاق خفض الإنتاج المبرم بين كبار المنتجين.

وبالأطنان، بلغ إنتاج النفط 45.975 مليون طن، مقارنة مع 47.783 مليونا في مارس/ آذار، الأطول بمقدار يوم.

وتعهدت روسيا بخفض إنتاجها النفطي 228 ألف برميل يوميا إلى نحو 11.18 مليون برميل يوميا من حوالي 11.41 مليون برميل يوميا في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، خط الأساس للاتفاق الحالي.

(العربي الجديد)

المساهمون