تقلبات الصرف:الفرنك أكبر الرابحين والإسترليني يستفيد من حكم قضائي

05 نوفمبر 2016
الاسترليني يستفيد من توقعات نمو الاقتصاد البريطاني (Getty)
+ الخط -
أربكت التقلبات السياسية في الرأي العام الأميركي وصدور قرار من المحكمة العليا البريطانية حرم الحكومة البريطانية من إقرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون موافقة البرلمان، التعاملات التي جرت في أسواق الصرف العالمية خلال الأسبوع الجاري.

فالمستثمرون الذين وضعوا في حساباتهم وتعاملاتهم فوز المرشحة الديمقراطية كلينتون تفاجأوا بضيق الفجوة في استطلاعات الرأي بين المرشحين من سبع نقاط إلى ثلاث نقاط يوم الجمعة، وهو ما رفع احتمالات فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب من 10% إلى 40%. 

وأطلق احتمال فوز ترامب مخاوف كبرى وسط المستثمرين، وأثار الشكوك حول مستقبل
الدولار. وهو ما أدى إلى بحث المستثمرين في الدولار عن عملات آمنة. ومن هذا المنطلق ارتفع سعر صرف الفرنك السويسري وسط الأسبوع، قبل أن ينخفض قليلاً إلى 0.9683 دولار في ختام التعاملات في لندن، بسبب مبيعات لجني الأرباح.

وحسب مصرف" يو بي إس"، أكبر المصارف السويسرية، فإن الفرنك يعد عملة تحوط مثالية ضد احتمالات من يفوز في الانتخابات الأميركية.

ويرى البنك في مذكرة للعملاء، أن في حال فوز دونالد ترامب، فإن الفرنك سيرتفع وسيكسب المستثمرون فيه، لأن كبار المستثمرين سيبيعون الدولار والموجودات الدولارية مثل سندات الخزانة الأميركية والأسهم.

وفي حال فوز المرشحة هيلاري كلينتون فإن الفرنك سيحافظ على قيمته. ويعد الفرنك السويسري من العملات التي يلجأ اليها المستثمرون في اليورو الذي تعرض لعدة ضغوط خلال السنوات الأخيرة. ومن هذا المنطلق ينظر المستثمرون إلى الفرنك في لحظات التقلبات السياسية التي تعيشها أميركا، على أساس أنه من أهم العملات الآمنة في العالم.

وفي آسيا تحول تجار العملات والمضاربون نحو شراء الين الياباني، وهو عملة الملاذ في آسيا. وكسب الين الياباني في نهاية الأسبوع 0.09% لينهي تعاملاته عند 103.08 ينات مقابل الدولار.

أما في بريطانيا، فقد ارتفعت قيمة الجنيه الإسترليني في أعقاب صدور قرار من المحكمة العليا، ضد منح الحكومة البريطانية حق التوقيع على "الفقرة 50" من اتفاقية لشبونة التي يعني التوقيع عليها عملياً خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقد رفعت القضية ضد الحكومة البريطانية سيدتان من سيدات الأعمال، وبتت المحكمة العليا فيها يوم الخميس وقضت بأن حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي لا يحق لها إقرار التوقيع على "الفقرة 50" دون موافقة البرلمان ومجلس اللوردات.

وقال مصرف "دويتشه بانك"، في تعليقه على الحكم، إن قرار المحكمة سيعني أن رئيسة الوزراء ربما ستضطر إلى إجراء انتخابات في العام المقبل 2017، ويعني عملياً أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيؤجل.

ويقول محللون إن هذا القرار يضع شكوكاً حول ما إذا كان الاستفتاء البريطاني الذي صوت فيه المواطنون مع خروج بريطانيا سيكون كافياً من الناحية القانونية للخروج الفعلي من أوروبا.

كما استفاد الجنيه الإسترليني كذلك من التوقعات القوية لنمو الاقتصاد البريطاني في العام المقبل
2017. واختتم الإسترليني الأسبوع مرتفعاً أمام 16 عملة رئيسية في سوق الصرف، ليكسب 0.49% ويصعد إلى 1.2522 مقابل الدولار.

وكان الدولار الأميركي ارتفع مقابل العملات الأخرى بنسبة 0.2%، واستطاع التقدم أمام نظيره الين في تداولات الأسبوع الماضي، غير متأثر بالبيانات التجارية الأميركية الضعيفة التي صدرت في بداية الأسبوع الماضي. وجاء هذا الارتفاع مدعوماً باستطلاعات الرأي في الأسبوع الماضي التي كانت تضع فارق 7 نقاط لصالح المرشحة كلينتون أمام منافسها الجمهوري دونالد ترامب.

ومعروف أن خبراء المال والاقتصاد يجمعون على أن فوز كلينتون سيكون في صالح الدولار، كما أن فوز دونالد ترامب سيضرب موقف الدولار كعملة احتياط دولية لدى المصارف المركزية العالمية وكعملة لحفظ قيمة الموجودات وتسوية الصفقات التجارية في العالم.

ويحظى الدولار وحسب إحصائيات صندوق النقد الدولي بحصة 64% من احتياطات المصارف العالمية من النقد الأجنبي. أما العامل الثاني الذي دعم صعود الورقة الخضراء، فهو التعليقات التي صدرت من مسؤولين في مجلس الاحتياط الفدرالي "البنك المركزي الأميركي" عن احتمال رفع أسعار الفائدة، وبذلك استطاع الدولار الصعود فوق المستويات المتدنية التي سجلها سابقاً.

وقد سجل الدولار انخفاضاً يوم الخميس، مع بقائه ضمن الارتفاعات التي حققها سابقاً مع انتظار المستثمرين تصريحات من رئيسة المجلس الاحتياطي الفدرالي يلين التي صدرت يوم الجمعة عن احتمالية رفع أسعار الفائدة قريباً، ومن المتوقع أن تعزز يلين في خطابها احتمالية رفع أسعار الفائدة الشهر المقبل.

أما الين الياباني الذي صعد بقوة أمام الدولار فقد استفاد من تدفق المشتريات الآسيوية للموجودات اليابانية، خاصة تدفقات رؤوس الأموال الصينية التي تتخوف من العقوبات التجارية المتوقع أن ينزلها المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالصين واقتصادها في حال فوزه.

وقد هدد المرشح ترامب الصين بمضاعفة التعرفة الجمركية للعديد من صادراتها إلى السوق الأميركي، كما أنه وعد بمعاقبة الشركات الأميركية التي تصنع بضائعها في الصين. ارتفع الطلب على الين كـ"ملاذ آمن" منتصف الأسبوع الماضي، وسط مبيعات مكثفة من تجار العملة في آسيا للدولار.

المساهمون