روسيا تربط القرم بالقطارات... ترقب تدفق السياح وانخفاض الأسعار

20 يناير 2020
توقعات بسياحة روسية كثيفة مع تسهيل الانتقال (Getty)
+ الخط -


بعد تدشين فرع السكة الحديدية من جسر كيرتش الرابط بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، والجزء القاري من روسيا، يترقب سكان القرم تزايدا لحركة السياحة الروسية في الصيف وانخفاضا تدريجيا لأسعار السلع الاستهلاكية في ظل تسهيل عملية نقل البضائع.

ومنذ نهاية العام الماضي، لم يعد عبور جسر كيرتش يقتصر على حركة السيارات والشاحنات، بل بات ممكنا الوصول إلى القرم بالقطار، على أن تستغرق الرحلة 33 ساعة من موسكو و43 ساعة من العاصمة الشمالية سانت بطرسبورغ.

وفي هذا الإطار، يتوقع مؤسس جبهة "سيفاستوبول - القرم - روسيا"، فاليري بودياتشي، أن يساعد ربط القرم بحركة القطارات في وصول السياح من المدن الروسية التي ليس فيها مطارات، مقرا في الوقت نفسه بعدم حدوث أي تغيير حتى الآن بسبب قلتها في الوقت الحالي.

ويقول بودياتشي، في اتصال مع "العربي الجديد" من مدينة سيمفروبول عاصمة جمهورية القرم: "حتى الآن، لم ينعكس تشغيل حركة القطارات بأي شكل من الأشكال. ذهبت إلى محطة سيمفروبول، ووجدتها خالية من المسافرين، ولا يصل سوى قطارين أو ثلاثة يوميا. إلا أننا نترقب تشغيل حركة قطارات الشحن هذا العام، وهو ما سيسهل عملية نقل السلع وسيخفض الأسعار الاستهلاكية في القرم التي لا تزال أعلى بصورة ملحوظة مما هي عليه في الجزء القاري من روسيا".
وحول توقعاته لتأثير حركة القطارات في الموسم السياحي الصيفي المرتقب، يضيف: "من المنتظر أن يتم تشغيل عشرات القطارات يوميا، ما سيضع حدا لمشكلة نقص المقاعد الشاغرة بالطائرات، كما يجب وضع آلية لإقامة شبكة قطارات ستربط القرم بالمدن الروسية التي لا تتوفر فيها مطارات".

ومع ذلك، يقر بودياتشي بأنه بعد مرور نحو ست سنوات من ضم القرم إلى روسيا، لا تزال السلطة المركزية الروسية هي التي تنفذ المشاريع الكبرى، مثل جسر كيرتش وطريق "تافريدا" السريع، في ظل ضعف الإدارة المحلية، ويقول: "لقد أدرك الجميع أن القادة المحليين عاجزون عن تحقيق أي شيء، كونهم موظفين أوكرانيين سابقين كتب لهم القدر أن يصبحوا في موقع السلطة. لن يتحسن الوضع إلا بعد إيفاد فريق إداري مهني وحديث من موسكو".

من جهته، استطلع موقع "القرم.وقائع" آراء عدد من الخبراء حول الجدوى الاقتصادية من مد السكة الحديدية إلى القرم، متسائلا عما إذا كان المشروع ضروريا أم حركة دعائية جديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونقل الموقع عن الخبير الأوكراني في مجال النقل، ألكسندر كافا، قوله: "أعتقد أن هذا سيؤدي إلى نتائج إيجابية في الموسم السياحي. من المخطط أن يتم تشغيل نحو عشرة قطارات أخرى في مايو/أيار. في حال فتح باب حجز التذاكر مبكرا، سيتمكن الناس من التخطيط لعطلاتهم في القرم والسفر على متن قطارات".
وأضاف كافا: "يوفر الطيران حركة النقل من نقطة إلى نقطة، بينما سيمر القطار القادم من مورمانسك أو يكاتيرينبورغ، مثلا، بنحو عشرة مراكز ومدن كبرى في الأقاليم الروسية. سيتيح ذلك ربط القرم بأقاليم روسيا".

من جانب آخر، شككت الخبيرة الاقتصادية إيرينا كوسيه في الجدوى الاقتصادية لمد السكة الحديدية، قائلة لـ"القرم.وقائع": "هذه بدرجة أكبر، حملة سياسية ودعائية لربط القرم بالأراضي الروسية بحركة السيارات والسكة الحديدية وجميع وسائل النقل المتاحة".

وأضافت كوسيه: "لن يتحقق ما يترقبه سكان القرم من تراجع أسعار المواد الغذائية، لأن مثل هذه المواد غالبا ما يتم نقلها على متن الشاحنات لا بواسطة السكة الحديدية. وقد تم تشغيل حركة السيارات، ولكننا لم نشهد تراجعا للأسعار".

وقللت الخبيرة الاقتصادية من واقعية زيادة حركة السياح الروس بسبب غلاء الأسعار في القرم، قائلة: "سيفكر سكان موسكو أو سانت بطرسبورغ مرتين في ما إذا كان هناك من داع لفقدان يوم ونصف اليوم للسفر إلى القرم على متن قطار وإنفاق ما سينفقونه تماماً في المنتجعات التركية أو المصرية".
كانت روسيا قد افتتحت جسر كيرتش، البالغ طوله 19 كيلومترا والرابط بين إقليم كراسنودار والقرم، أمام حركة السيارات في مايو/أيار 2018، ثم أمام حركة الحافلات. وأثار افتتاح الجسر تنديد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والرئيس الأوكراني آنذاك بيترو بوروشينكو، المعروف بمواقفه المتشددة حيال موسكو.

يذكر أن روسيا ضمت القرم في 18 مارس/آذار 2014، بعد موجة من الاضطرابات في كييف وموافقة مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي على استخدام القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا وإجراء استفتاء تقرير المصير في شبه الجزيرة ذات الأغلبية الناطقة بالروسية.