غاز العراق يجذب استثمارات السعودية

02 فبراير 2018
أحد الحقول العراقية بانتظار التطوير (فرانس برس)
+ الخط -

كشف مسؤول عراقي بارز في بغداد لـ"العربي الجديد" عن رغبة سعودية في الاستثمار بحقل عكاز، أحد أضخم حقول الغاز الطبيعي العراقية والواقع في محافظة الأنبار غرب البلاد، ضمن خطط المملكة للاستثمار في مجالات عدة بالبلاد، مبيناً أن الملف فني بالدرجة الأولى بالنسبة للحكومة، وأن هناك إشكاليات مع شركة كورية فازت بعقد تطوير الحقل في 2012، لكن توقف العمل بسبب اجتياح تنظيم "داعش" لمدن غرب وشمال البلاد والسيطرة عليها بما فيها الأنبار. 

وترتبط الأنبار بحدود دولية مع السعودية والأردن وسورية، وتعد أكبر محافظات البلاد وتشغل ثلث مساحة العراق.

وتم اكتشاف حقل عكاز عام 1881، إلا أن بغداد قررت عدم استثماره ضمن خطة ما عرفت حينها "موارد الأجيال المقبلة"، ويقع الحقل جنوب القائم غرب الأنبار على مساحة تزيد عن 50 كم وعرض 18 كم ويقدر مخزونه بـ 9.8 تريليونات متر مكعب قياسي من الغاز، فضلا عن كميات ضخمة من النفط، وتوجد ست آبار محفورة به تم إغلاقها قبل سنوات.

وبحسب المسؤول العراقي، فإن العمليات العسكرية داخل صحراء الأنبار الممتدة نحو الأردن جنوبا وسورية شمالا، كشفت عن مواقع يحتمل أنها حقول نفط أو غاز غير حقل عكاز النفطي بالقائم، وأن هناك رغبة سعودية أيضا باستكشافها.

وقال "أبلغ مسؤول بارز بقطاع الطاقة السعودي العراق أن هناك رغبة في استثمار المملكة الحقول الحالية وتنفيذ عمليات استكشاف أيضا في الأنبار المجاورة لمدينة عرعر السعودية".

وشدد المصدر على أن الجانب السعودي كرر رغبته في الاستثمار بدلاً عن الشركات الكورية أو الصينية، وأن العراق سيتعامل مع الموضوع وفق مبدأ المنفعة، لا من إطار سياسي، كون الحقل ما زال خاضعاً لعقد سابق مع شركة كورية وتم تجميده بسبب الوضع الأمني، وهناك شروط جزائية تترتب على الطرفين في حال كان هناك خلل من أحدهما بالالتزام.
وكانت السلطات العراقية قد أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي سيطرتها على النيران التي أشعلها "داعش" في حقل عكاز، بعد انسحابه منه خلال عمليات تحرير مناطق أعالي الفرات وبادية الجزيرة غربي البلاد، بعد وصول فرق خاصة من وزارة النفط تمكنت من إخماد النيران المشتعلة بالآبار.

وسبق لوزارة النفط العراقية الإفصاح عن خطة لرفع إنتاج العراق من الغاز الطبيعي إلى ثلاثة أضعاف خلال العام الجاري 2018 بواقع 1700 مليون قدم مكعبة يوميا، وقال وزير النفط جبار اللعيبي إن إنتاج الغاز سيرتفع إلى 1700 مليون قدم مكعبة يوميا في 2018.

وفي العام الماضي بدأ العراق تصدير سوائل الغاز من إنتاج شركة غاز البصرة، وهي مشروع مشترك بين شركة غاز الجنوب وشل وميتسوبيشي.

ويربط مراقبون عراقيون بين الانفتاح السعودي على العراق أخيرا وخطط استثمار شركاتها بعدد من القطاعات العراقية ومنها الطاقة.

وقال المستشار السابق بوزارة النفط العراقية الدكتور أحمد الصراف لـ"العربي الجديد" إن "خبرات السعودية في مجال الغاز ليست نفسها في مجال النفط، لكن محاولتها استباق الشركات والدول وطرح موضوع استثمارها لحقل غاز عكاز في الأنبار قد يرتبط بقربه منها، وكذلك محاولة تأسيس مشروع ناجح في البلاد يكون نواة لثقل اقتصادي لها في العراق".

ولفت الصراف إلى أن هناك دولاً أخرى بالمنطقة قد تدخل أيضا في حال طرح الحقل للاستثمار فعليا، وبالنهاية الموضوع كله مرتبط بالملف الأمني في العراق عامة، وتلك المنطقة بصورة خاصة، سيما وأنها قريبة من الحدود السورية".

المساهمون