نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر لم تسمها أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم الاجتماع بالمسؤولين التنفيذيين لشركات النفط يوم الجمعة المقبل، لبحث تقديم مساعدة محتملة للقطاع، تشمل إمكانية فرض رسوم على واردات الخام من السعودية.
وأوردت الصحيفة، اليوم الأربعاء، أن الاجتماع سيعقد في البيت الأبيض وسيحضره ممثلون عن إكسون موبيل وشيفرون وأوكسيدنتال بتروليوم.
وقد أجرى وزيرا الطاقة الأميركي والروسي محادثات نادرة بخصوص النفط بعد انهيار أسعار الخام إلى مستويات لم يشهدها العالم منذ نحو 20 عاما، بينما قال الرئيس ترامب إن النفط الأرخص "من الماء" يضر بالصناعة.
ونزلت أسعار النفط نحو 70% من ذرى مسجلة في يناير/ كانون الثاني بسبب تراجع الطلب الناجم عن إجراءات العزل العام الرامية لاحتواء فيروس كورونا وإغراق السعودية وروسيا للسوق في سباق من أجل الحصص السوقية بعد انهيار اتفاقهما لكبح الإمدادات.
جاء الاتصال بعد يوم من اتفاق ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية على أن يناقش الوزيران الاضطراب الحاصل في أسواق النفط العالمية.
وقال ترامب، أمس الثلاثاء، إنه سينضم إلى السعودية وروسيا إذا تطلب الأمر لإجراء محادثات بشأن تراجع أسعار النفط، والتي ستؤدي عند مستوياتها الحالية إلى تكاليف إنتاج أعلى، خاصة للنفط الصخري الأميركي.
ونزل النفط اليوم الأربعاء صوب 25 دولارا للبرميل بعدما لامس أدنى مستوى له في 18 عاما. وقال ترامب "هناك قدر كبير جدا من النفط وفي بعض الحالات قد يكون أقل قيمة من الماء. في بعض المناطق في العالم يكون الماء أعلى قيمة بكثير. لم نشهد شيئا كهذا مطلقا".
دبلوماسية نفطية
والمحادثات بين واشنطن وموسكو منعطف جديد في الدبلوماسية النفطية منذ انهيار اتفاق خفض الإنتاج بين أوبك ومنتجين آخرين بينهم روسيا هذا الشهر. وقالت شايلين هاينس المتحدثة باسم وزارة الطاقة الأميركية إن الوزيرين أجريا "محادثات بناءة بشأن الاضطرابات الراهنة في أسواق النفط العالمية".
وأضافت "بحث الوزير برويليت والوزير نوفاك تطورات سوق الطاقة واتفقا على مواصلة الحوار بين كبار منتجي الطاقة ومستهلكيها، بما في ذلك عبر مجموعة العشرين، للتعامل مع هذه الفترة غير المسبوقة من اضطراب الاقتصاد العالمي".
وقالت وزارة الطاقة الروسية، اليوم الأربعاء، إن الوزيرين "أشارا" إلى أن هبوط الطلب وتخمة المعروض أسفرا عن ظهور مخاطر على استقرار الإمدادات للأسواق.
وتحاول إدارة ترامب إقناع السعودية، أكبر مصدّر للنفط، بخفض إنتاج الخام. وسترسل قريبا مبعوثة خاصة لشؤون الطاقة إلى المملكة هي فيكتوريا كوتس.
الكرملين قال اليوم إن روسيا والسعودية لا تجريان محادثات بشأن سوق النفط في الوقت الراهن وإن الرئيس فلاديمير بوتين لا ينوي حاليا التحدث هاتفيا مع القيادة السعودية. لكنه أضاف أن مثل تلك المحادثات قد يجرى الإعداد لها سريعا إذا اقتضت الضرورة.
إلى ذلك، تقول مصادر بقطاع الشحن البحري إن متعاملي النفط يخزنون ما يصل إلى 80 مليون برميل من الخام على متن ناقلات في البحر، بينما يسعون لمزيد من السفن في ظل امتلاء مواقع التخزين البرية سريعا جراء تخمة معروض عالمية.
وهُرع المتعاملون إلى التخزين بعد انهيار الطلب العالمي على النفط بمقدار الثلث بسبب تفشي فيروس كورونا، ومع رفض المنتجين الكبيرين السعودية وروسيا كبح الإنتاج حتى الآن، مما يخلق تخمة نفطية من المعتقد أنها الكبرى في التاريخ.
كانت المرة السابقة التي يبلغ فيه المخزون العائم مستويات مماثلة في 2009، عندما خزن المتعاملون أكثر من 100 مليون برميل في البحر قبل أن يشرعوا في تصريفها.
ويوجد أكثر من 770 ناقلة عملاقة في العالم، تصل حمولة كل منها إلى مليوني برميل، وتقدر المصادر الملاحية أن ما بين 25 إلى 40 ناقلة يجرى استخدامها حاليا للتخزين العائم.
وعادة ما تتركز مواقعها في خليج المكسيك وسنغافورة، حيث توجد مراكز رئيسية لتجارة النفط. وبالمقارنة، لم يكن عدد الناقلات العملاقة المستخدمة في التخزين يصل إلى عشر ناقلات في فبراير/ شباط.
(رويترز، العربي الجديد)