وأعلنت وكالة "شينخوا" أن محادثات الأربعاء كانت "بناءة"، وأوردت الوكالة أن "الجانبين أجريا محادثات صريحة ومفيدة جدا وبناءة ومعمّقة حول القضايا الكبرى ذات الاهتمام المشترك في المجالين الاقتصادي والتجاري". وتابعت أن المفاوضين بحثوا "مسألة زيادة الصين مشترياتها من المنتجات الزراعية الأميركية وفق حاجاتها"، وتوفير الولايات المتحدة "الظروف المواتية لعمليات الشراء هذه".
وفي مؤتمر صحافي في بكين حمّلت متحدّثة باسم وزارة الخارجية الصينية بكل وضوح الولايات المتحدة مسؤولية المأزق الحالي.
ولدى سؤالها عن المحادثات في شنغهاي، قالت هوا تشونيينغ "عندما يكون أحدهم مريضا، من غير المجدي أن يُطلب من شخص آخر تناول الدواء". وتابعت "أعتقد أن على الولايات المتحدة أن تبدي الآن صدقية أكبر وحسن نية في ما يتعلّق بالمفاوضات التجارية".
معوقات التفاوض
من جهته، قال ستيفن كيرشنر، وهو مدير برنامج في مركز دراسات الولايات المتحدة في جامعة سيدني، لوكالة فرانس برس، إنه من الواضح أن الجانبين "متباعدان جدا". وقال "يمكننا أن نستنتج أن هذه المحادثات كانت تمهيدية إلى حد كبير، وتهدف إلى إنعاش (المفاوضات) بعد انهيارها في أيار/مايو".
وقال ديريك سيزرز، الباحث في معهد "أميركان إنتربرايز"، إن ترامب "لا يمكنه أن يتحمّل سياسيا القول إنه عقد اتفاقا عظيما مع الصين إن لم يكن الاتفاق كذلك"، مضيفا "لذا، فإن النتيجة الأكثر ترجيحا هي عدم التوصل إلى أي شيء حتى موعد الانتخابات".
ودخل المفاوضون الأميركيون والصينيون، الأربعاء، في شنغهاي، في صلب الخلاف في الحرب التجارية بين بلديهم، على الرغم من انتقادات حادة وجهها الرئيس دونالد ترامب إلى الصين المتهمة بالتراجع عن وعودها.
وعبرت صحيفة الشعب الصينية، من جهتها، عن أسفها، لأن "طبول بعض الأميركيين تسبب نشازا في اللحن الرئيسي".
ورأى ستيفن اينيس، المحلل في الشركة الاستثمارية "فانغارد ماركيتس"، أن هذا الهجوم الجديد لترامب ضد الصين "قوّض تفاؤل الأسواق بشأن المفاوضات التجارية".
من جهته، رأى شين يدنغلي أن هذه التغريدات تعكس "نفاد صبر" ترامب لانتزاع اتفاق مع الصين، وقال أستاذ العلاقات الدولية المقيم في شنغهاي، لوكالة "فرانس برس"، إن ذلك يدل على "ضعف".
انتقادات ترامب
وكان الرئيس الأميركي ترامب قد هاجم الصين، أمس الثلاثاء، بينما كان المفاوضون الأميركيون والصينيون على مائدة عشاء، وقال إن "فريقي يقوم بالتفاوض معهم الآن، لكنهم (الصينيون) ينتهون دائما بتعديل الاتفاق لما فيه مصلحتهم".
ورأى ترامب أن "الصين تعاني كثيرا، هذه أسوأ سنواتها خلال 27 عاما. كان يُفترض أن تبدأ بشراء منتجاتنا الزراعية، لا شيء يوحي بأنها تفعل ذلك. هذه هي المشكلة مع الصين، فهي لا تفعل بكل بساطة" ما تقول إنها عازمة على القيام به.
واعتبر الرئيس الأميركي أن الصين تراهن على الوقت وتنتظر الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2020، آملة في أن يمنى بهزيمة، لكنه هدد بالقول إنه لن تجد سوى اتفاق "سيكون أقسى بكثير من الاتفاق الذي نتفاوض عليه الآن أو لا اتفاق على الإطلاق" إذا فاز في الانتخابات.
وجولة محادثات اليوم هي الثانية عشرة من المفاوضات بين القوتين الاقتصاديتين الكبريين وأول محادثات أميركية صينية وجها لوجه منذ إخفاق آخر الجولات السابقة قبل ثلاثة أشهر، حيث يقودها من الجانب الأميركي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين، ومن الجانب الصيني، نائب رئيس الوزراء ليو هي المقرب جدا من الرئيس شي جين بينغ.
وتخوض الصين والولايات المتحدة منذ العام الماضي مواجهة تجارية تتمثل في تبادل فرض رسوم جمركية على سلع تتجاوز قيمتها 360 مليار دولار من المبادلات السنوية.
وامتد الخلاف إلى قطاع التكنولوجيا مع إدراج المجموعة الصينية العملاقة للاتصالات هواوي في مايو/أيار في لائحة سوداء للإدارة الأميركية لأسباب أمنية.
(فرانس برس، العربي الجديد)