الدول النفطية تتمسك باتفاق خفض الإنتاج... وبوتين يقترح تمديده حتى نهاية 2018

04 أكتوبر 2017
خياران بين التمديد أو تعميق خفض الإنتاج(جو كلامار/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن عدد من المسؤولين خلال مشاركتهم، اليوم الأربعاء، في منتدى الطاقة في موسكو، عن مواقف تؤكد التمسك بالاتفاق النفطي الذي عقد ما بين أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ومنتجين مستقلين، من بينهم روسيا.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء إن اتفاقا بين أوبك ومنتجين للنفط خارج المنظمة قد يجري تمديده إلى نهاية 2018 في إطار المسعى الرامي لكبح وفرة في الإمدادات.

وأبلغ بوتين منتدى للطاقة في موسكو يحضره وزراء للنفط من بضع دول أعضاء في أوبك "الجميع مهتمون باستقرار السوق. أعتقد أن ما فعلناه مع أوبك مفيد للاقتصاد العالمي كله. عندما نتخذ قرارا بشأن تمديده أو عدم تمديده فإننا سنقرر الإطار الزمني. لكن إذا كنا نتحدث عن تمديد محتمل فإن هذا ينبغي أن يكون على الأقل حتى نهاية 2018 ".

وتثير تعليقات الرئيس الروسي احتمال تمديد الاتفاق لفترة أطول مما ذكر مسؤولون آخرون. واقترح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ووزراء آخرون في أوبك تمديد الاتفاق لأشهر لكن ليس حتى نهاية 2018 .

وقال بوتين أيضا إنه يتوقع أن تعود سوق النفط العالمية إلى التوازن قريبا. وكانت أسعار النفط قد سجلت مستويات مرتفعة فوق 100 دولار للبرميل في منتصف 2014 قبل أن تبدأ بالهبوط.

وأضاف خلال المنتدى: "من الأمثلة الجيدة على التحركات المشتركة الناجحة اتفاق روسيا وعدد من دول أوبك. لم نحقق الاستقرار في سوق النفط فحسب، بل إن الآفاق مفتوحة الآن أمامنا لتنفيذ مشروعات واعدة وللتعاون التكنولوجي نظرا لأن الاستثمارات عادت إلى قطاع النفط". 

وقال أمين عام "أوبك"، محمد باركيندو: "واثقون بأننا سنتمكن من إعادة الاستقرار لأسواق النفط بشكل مستدام"، موضحاً أن روسيا تنفذ التزاماتها في اتفاق خفض إنتاج النفط بنسبة امتثال تصل إلى 100%، وجميع الدول المشاركة في اتفاق خفض إنتاج النفط تدعم المبادرة.

في حين شرح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال منتدى للطاقة، أن هناك حاجة للحفاظ على مستوى عال من الالتزام باتفاق خفض إنتاج النفط العالمي في وقت تشهد فيه سوق النفط تقلبات نتيجة زيادة أنشطة الحفر الأميركية. وأشار إلى أن المناقشات جارية بشأن تعميق خفض إنتاج النفط أو تمديد الاتفاق الحالي.

أما وزير النفط الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو، فأكد على أن بلده دعا ما بين 10 و12 دولة إضافية تضاف إلى 24 دولة مشاركة في تخفيضات إنتاج النفط التي تقودها "أوبك". وقال الوزير خلال زيارته لموسكو، إن الدول المدعوة تقع في أميركا الجنوبية وأفريقيا.

بدوره، اعتبر وزير الطاقة الروسي سيرغي لافروف، أنه ما زال يتوقع استعادة سوق النفط العالمية توازنها في إبريل/ نيسان 2018.

ولفت وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إلى أنه يرى أن جميع أعضاء أوبك يريدون بذل كل الجهود اللازمة لإعادة الاستقرار إلى أسواق النفط. وفي رد على أسئلة من الصحافيين في موسكو عما إذا كان اتفاق خفض إنتاج النفط سيتم تمديده بعد مارس/ آذار، قال زنغنه "لم نتناقش مع بعضنا البعض في هذه المسألة. لكن يبدو أن جميع أعضاء أوبك يعتقدون أنه من أجل تحقيق الاستقرار في السوق... فإنهم جميعا مستعدون، في رأيي، لبذل كل الجهود الضرورية لتحقيق هذا الأمر".

وأضاف أنه لا يرى معارضة داخل أوبك لتمديد أو حتى تعميق تخفيضات الإنتاج التي تقودها المنظمة للتخلص من تخمة المعروض.

ويسري الاتفاق الذي تنفذه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون مستقلون، من بينهم روسيا، لخفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى مارس/ آذار 2018.

وقال زنغنه، لوكالة رويترز، رداً على سؤال عما إذا كانت هناك محادثات لتعميق الخفض أو تمديده "يعتمد هذا على قرار جماعي وتوافق داخل أوبك، لكنني أعتقد أنه لا توجد معارضة لهذا الاقتراح". وحين طلب منه تحديد ما إذا كان يعني أنه لا يوجد اعتراض على تعميق التخفيضات، أجاب قائلا "نعم".

وتراجعت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، مع توخي المستثمرين الحذر من أن موجة الصعود التي استمرت معظم الربع الثالث لن تستمر في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.

وجرى تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 50.10 دولاراً للبرميل، بانخفاض 32 سنتا أو 0.6% عن التسوية السابقة. ونزل الخام عن 50 دولاراً للبرميل في وقت سابق من الجلسة.

وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت 26 سنتا، أو 0.5%، إلى 55.74 دولاراً للبرميل. وجاءت الانخفاضات وسط مخاوف من أن تكون موجة صعود السوق في الربع الثالث مبالغا فيها، إذ رفعت سعر برنت في أواخر سبتمبر/ أيلول إلى أعلى مستوياته منذ منتصف 2015.

وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع لدى ساكسو بنك بالدنمرك، في توقعات فصلية للمستثمرين: "العوامل الأساسية قد لا تكون قوية بما يكفي لدعم استمرار موجة الصعود، خصوصا في السلع الأولية التي تعتمد على النمو مثل النفط". 

(العربي الجديد، رويترز)

دلالات
المساهمون