سياحة الأعياد نشطة في المغرب رغم حادثة مقتل سائحتين اسكندنافيتين

28 ديسمبر 2018
حركة اعتيادية في مدينة مراكش هذا الشهر (فرانس برس)
+ الخط -
استطاعت سياحة المغرب أن تحتوي تداعيات الجريمة الإرهابية التي أودت بحياة سائحتين في إمليل هذا الشهر، حيث يشهد البلد حركة نشطة خلال موسم الأعياد الحالي، ولم تشهد الحجوزات الجوية إلا بعض الإلغاءات الطفيفة.

ويبدي عاملون في القطاع السياحي بالمغرب ثقتهم بالنشاط اللافت في موسم الأعياد وذلك رغم العملية الإرهابية التي أفضت إلى مقتل سائحتين دنماركية ونرويجية، معتبرين أن تداعياتها لم تنعكس بقوة على إقبال السياح على مدينة مراكش، التي تبعد 70 كيلومترا عن إمليل.

ولاحظ مراسل "العربي الجديد" أن حركة السياحة عادية في المدينة، فيما يرى عاملون في القطاع السياحي أن الاستعدادات لاحتفالات رأس السنة تمضي كعادتها، لافتين إلى أن بعض السياح كانوا يتصلون للسؤال عن الأوضاع في البلد والاحتياطات الواجب اتخاذها.

وينصح المعنيون بالقطاع السياح الأجانب من خارج الرحلات المنظمة للمجموعات، بأن يستعينوا بمرشدين سياحيين، وخاصة في المناطق الجبلية.

وعقد المهنيون في القطاع السياحي في مراكش اجتماعاً بعد الجريمة، من أجل تدارس التداعيات، حيث أكد مصدر مطلع عدم إلغاء حجوزات كثيرة لتذاكر السفر.

ويذهب فوزي الزمراني، نائب رئيس فيدرالية السياحة، التي تضم المستثمرين في القطاع، إلى أن الحجوزات في فنادق الفئتين أربعة وخمسة نجوم في مدينة مراكش، التي تمثل حوالي ربع النشاط السياحي في المملكة، ممتلئة بمناسبة الأعياد.

وكان مهنيون قد أوضحوا لـ"العربي الجديد" أن السياح لم يلغوا حجوزاتهم إبّان احتفالات عيد الميلاد، حيث إن العديد منهم أدوا سلفاً ثمن الإقامة في الفنادق المصنفة، كما أن العديد من المغاربة يسافرون إلى المدن السياحية في فترة الأعياد لدعم بلدهم في مواجهة الإرهاب.

ويؤكد الزمراني لـ"العربي الجديد" أن طريقة تعاطي السلطات الديبلوماسية، في النرويج والدنمارك، التي لم توصِ مواطني البلدين بعدم زيارة المغرب، وحثتهم على الاستعانة بمرشدين سياحيين، يساهم في عدم التأثير على النشاط السياحي بالمغرب.

ويشدد على أن مساهمة المواطنين المغاربة في الإرشاد إلى منفذي الجريمة، والتدابير الأمنية التي اتخذتها السلطات، ساعدت على عدم إشاعة حالة من الخوف لدى السياح الوافدين على المملكة.

وزار مراسل "العربي الجديد" قرية إمليل الواقعة في جبال الأطلس الكبير، حيث لاحظ حركة سياحية عادية رغم الخوف الذي يعبر عنه السكان، مؤكدين أن منطقتهم عُرفت سياحيا بفضل الأجانب.

ويذهب العديد من الفاعلين السياحيين في إمليل إلى أن الإلغاءات التي حدثت بعد الجريمة، كانت هامشية، على اعتبار أن زوار المنطقة من السياح الذين اعتادوا التردد عليها من أجل تسلق الجبال.

ويؤكد المرشد السياحي، محمد بنبراهيم لـ"العربي الجديد" أن ما بين 12 و20 ألفاً من متسلقي الجبال التي تضم أعلى قمة في شمال أفريقيا، يرتادون إمليل كل سنة، ناهيك عن السياح المغاربة.
المساهمون