هل تكون أفريقيا مجال التنافس المقبل بين الشركات الجوية؟

27 مايو 2015
الطيران الأثيوبي (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

هل ستكون أفريقيا هي مجال التنافس بين شركات النقل الجوي في المستقبل؟ ازدهار هذا القطاع المتوقع منذ فترة طويلة تواجهه عقبات في ترسيخ قواعده. لكن النمو الاقتصادي الثابت وتزايد الطبقة المتوسطة الراغبة في السفر، سيقلبان الأمر رأسا على عقب.

وقال المتخصص في النقل الجوي في مكتب "ارشيري استراتيجي كانسالتيغ" للاستشارات، برتران مولي-ايغرو، إن "النقل الجوي في أفريقيا اليوم لا يتمتع بوزن كبير على الصعيد العالمي.. فأفريقيا تمثل أقل من 3% من حركة المسافرين العالمية، فيما تشكل 15% من سكان العالم"، مضيفاً "لذلك تتوافر إمكانية تطور بالغة الأهمية".

وتؤكد مجموعة "بوسطن كانسالتينغ غروب" أن توقعات ازدهار النقل الجوي متفائلة، مع نسبة متوسطة تبلغ +6.2% للسنوات العشر المقبلة، و4.9% للعقد التالي، و+5% للعقد الذي يليه.

وأوضح المتخصص في هذا القطاع في هذه المجموعة، سيلفان دورانتون، أن "هذه القارة تحذو حذو منطقتي آسيا وآسيا المحيط الهادئ، اللتين تشهدان حيوية بالغة الأهمية".

وتتميز هذه السوق باتجاهين في الوقت الراهن، هما تزايد كثافة حركة الملاحة بين أفريقيا وبقية أنحاء العالم، التي تفتح شهية كبرى الشركات مثل شركة طيران الإمارات والخطوط الجوية التركية، ورحلات متواضعة بين البلدان الأفريقية باهظة التكلفة، تؤمنها مجموعة من الشركات الأفريقية التي لا تسجل أرباحاً وتستخدم أساطيل صغيرة جداً، مثل شركة الخطوط السنغالية أو شركة كامير الكاميرونية.

بدوره، قال ديدييه بريشمييه، من مجموعة رولان برجيه، "إذا كانت شركات أوروبية وخليجية وبالتالي صينية تؤمن رحلات اليوم إلى جميع المدن الأفريقية الكبيرة، فإنّ النقل الجوي في داخل القارة لم يسجل تطوراً كافياً، بسبب العقبات الكثيرة، بدءاً بالأسعار المرتفعة جداً".

كما أشار إلى أنّ "تكلفة الخدمة في المطارات بسبب الاحتكارات والنفط، أغلى 30% لدى الانطلاق من أفريقيا من السعر لدى الانطلاق من أوروبا.. واليد العاملة المتضخمة أحيانا، والبنى التحتية المتهالكة في المطارات".

إلى ذلك، أعرب عدد من مندوبي القطاع، أمثال اوبير فراش، أحد المسؤولين التجاريين في شركة طيران الإمارات، عن أسفهم أيضا للأسواق الوطنية المحمية كثيرا.

وأوضح برتران-مولي-ايغرو أنّ "ربع الخطوط بين البلدان الأفريقية، تؤمنها اليوم شركة واحدة".

اقرأ أيضاً: بكين تنتزع القارة السمراء من واشنطن

ويعتبر البعض أن فتح الأجواء سيكون مفيدا، وتستطيع شركات أفريقية معروفة مثل الشركات الخمس الكبيرة: الخطوط الجوية الجنوب أفريقية والخطوط الجوية الأثيوبية ومصر للطيران والخطوط الملكية المغربية والخطوط الجوية الكينية، تأمين مساهمة إضافية في تنظيم قطاع مجزأ.

وقال فراش إن "التجارة والسياحة قد تطورتا في كل مكان في العالم اعتمدت فيه سياسة الأجواء المفتوحة".

ويؤيد هذا الرأي الاتحاد الدولي للنقل الجوي الذي يضم 250 شركة تؤمن 84% من النقل العالمي. ودعا مديرها توني تيلر، قبل بضعة أشهر، إلى تطبيق فعلي لقرار ياموسوكورو، وإعلان النوايا المشترك للبلدان الأفريقية الذي يدعو إلى فتح الأجواء الذي أقر قبل 15 عاما.

في المقابل، يتعين على سلطات الطيران المدني مضاعفة جهودها لتلبية المطالب الدولية على صعيد السلامة الجوية التي لا تتعلق فقط بالشركات.

وقال برتران مولي-ايغرو إن "13 من 16 بلدا مدرجا في اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي هي في أفريقيا".

وعلى الرغم من هذه العقبات الكثيرة، توافرت الاتجاهات الأساسية لتطوير القطاع الجوي. وأشار سيلفان دورانتون إلى أن النقل الجوي مرتبط مباشرة بالنمو الاقتصادي، لذلك يرتفع إجمالي الناتج المحلي حوالى 5% في أفريقيا منذ خمس سنوات.

والنمو السكاني والإقامة في المدن يزيدان من الطلب على الخطوط الجوية، بسبب المسافات الطويلة بين المدن.

وإذا كانت الطبقة المتوسطة قد ترسخت في بعض البلدان الغنية في شمال أفريقيا
أو في الجنوب أو في نيجيريا، فهي تزداد بروزا في البلدان الأخرى.

ولاحظ دورانتون أن "لهذه الطبقة الوسطى التي تتطور معايير استهلاك شبيهة بالمعايير الغربية"، مشيراً إلى نسبة ازدهار الهواتف الذكية أكثر من 15% سنويا، ونسبة ازدياد عدد مستخدمي الإنترنت 30% سنويا.

ورغبة هذه الطبقة في استخدام النقل الجوي تزداد مع تطور السياحة في أفريقيا التي انتقلت من 3% من السياحة العالمية في 1980 إلى 6% اليوم.

وتتنافس كبرى الشركات الجوية بدءاً بشركة "إير فرانس"، إحدى أقدم الشركات الموجودة في القارة، على هذه الطبقة بالتحديد.

وقال المدير العام لمجموعة إير فرانس-كاي.ال.ام، فرانك لوغري، إن "التحدي الذي نواجهه هو الحفاظ على ريادتنا للرحلات نحو أوروبا وأفريقيا".

وللشركتين حصة في السوق تناهز 20% من حركة النقل بين أفريقيا من جهة وأوروبا وأميركا الشمالية من جهة أخرى.

ومن شركة الإمارات للطيران، قال أوبير فراش إن "محور دبي يقع بين الشرق والغرب، ويتيح لعدد متزايد من المسافرين الأفارقة الاستفادة من وقت رحلات أقصر على الطرق نحو الشرق خلال رحلة واحدة".

أما الخطوط الجوية التركية، فقد جعلت من أفريقيا أولوية أرفقتها بحملة دعائية. وقال رئيس مجلس إدارتها، تيميل كوتيل، "إنها الصين الجديدة القريبة من أوروبا".


اقرأ أيضاً: مطالبات بتحرير سوق الطيران الأفريقي

دلالات
المساهمون